حكايةُ فازعة وظبية.. بقلم/ الشيخ عبدالمنان السنبلي.

 

هل تعلمون ما هو أسوأ ما في وسائل التواصل الاجتماعي هذه؟

أنها أتاحت لكثيرٍ من (الرعاع) فرصة الخوض في قضايا أكبر من مستواهم الفكري!

أنها فسحت المجال لكثيرٍ من (الجهلاء) في أن يجادلوك ويصارعوك في أمور مصيرية، ليستحكموا عليك بجهلهم وخفة عقولهم!

وما أكتر الرعاع والجهلاء في مجتمعاتنا العربية والإسلامية مع احترامي!

يعني تقول أن اسم (أُمك) فازعة مثلاً..

فيخرج عليك أحدهم فجأةً، ومن حَيثُ لا تدري، معترضاً ليقول:

لا.. اسمها ظبية..!

يا (خَبير): اسم أمي فازعة!

فيَصُّر: بل ظبية..!

وإذا بأصدقائه وزمرته، في لحظة، يتقاطرون عليك من كُـلّ حدبٍ وصوب مؤازرين لصاحبهم ومؤكّـدين بأن أسمها: ظبية..!

يا جماعة: اسم أمي فازعة.

فيؤكّـدون: بل ظبية..!

فازعة..

بل ظبية..

هنا، وفي هذه الأثناء، أقرّر مضطراً حسم الأمر والانسحاب من هذا المعترك (خاسراً) مخافة أن يتفاقم الأمر أَو أن يطلع علينا (جحشٌ) آخر يزيد الطين بلة ويدَّعي أن اسم أمي فعلاً ليس ظبية، كما يقولون، وإنما هو: أنيسة،

ويدلعونها: نانسي..!

هذا، باختصار، هو ما يجري بالضبط في وسائل التواصل الاجتماعي..

وهكذا، بكل بساطة، تُزَوَّرُ الحقائق ويُحَوَّرُ الكلامُ ويَغلِبُ الباطلُ الحقَّ في مجتمعٍ (افتراضي) أتاح فرصة الحديث للرعاع والجُهلاء..!

في مجتمعٍ يعج بالرعاع والجهلاء..!

ملحوظة:

الأسماء الواردة في هذا النص افتراضية وليست حقيقية مع احترامي لأسماء أُمهاتنا جميعاً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com