فتاةٌ يمنية تهُزُّ جبروت أمريكا وَ “إسرائيل”..بقلم/ أم الحسن أبو طالب

 

باليستيٌّ بامتيَاز ذاك الذي ألقته شابة يمنية أصيلة، تنتمي لهذا الوطن بحريتها وكرامتها وشجاعتها وإباءها للضيم، شابة متمسكة بهُــوِيَّتها وَقيمها الإنسانية التي جعلتها أهلاً لتلقي خطابًا بالنيابة عن طلاب وطالبات كليتها كلية الحقوق في نيويورك، فألقت كلمة التخرج في خطاب سياسي أقل ما يقال عنه أنه “باليستي” في زمن الخضوع والارتهان وَالهرولة للتطبيع مع الكيان الغاصب، والتماهي مع سياساته في المنطقة.

في نيويورك وفي أرقى جامعاتها تصدح بنت اليمن الحرة الأبية فاطمة موسى محمد بكلمتها التي هزت قاعة التخرج وهزت جبروت أمريكا وتسلط إسرائيل، وفتحت آفاقًا جديدة واقعية لحرية الرأي والديمقراطية التي كانت عناوين زائفة لا طائل منها، فقد قالت فاطمة ما عجز عنه أرباب السياسة، وعملاء الوطنية والرؤساء، والحكام والأمراء، وأسقطت قناع الرأسمالية، والصهيونية والعنصرية، وكشفت بشاعتها، وحطمت قيد السكوت، وفرضت واقعًا جديدًا سيعمل على التغيير في مستقبل السياسة الأمريكية حتمًا.

ما قد يكون أسوأ من تأثير خطاب فاطمة على الحركة الصهيونية ووقعه على الهيمنة الأمريكية هو ذاك التفاعل والتأييد الذي ضجّت به قاعة التخرج من طلاب وطالبات وأساتذة كلية الحقوق الذين رشحوا فاطمة لتلقي باسمهم كلمة الخرجين، وترفع راية الثورة القادمة ضد سياسات أمريكا العنصرية واعتداءات إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وكون تلك الجموع التي صفقت بحرارة لخطاب الخريجة فاطمة وأيدته هي تلك النخبة الحقوقية التي سيؤول إليها مصير القرارات السياسية في أمريكا وحزبها الجمهوري في القريب العاجل فهم أصحاب الرأي والنواب والقضاة وهذا ما جعل من حفل التخرج أشبه بكابوس مزعج سيمتد تأثيره على المدى البعيد.

“لن يشتري المستثمرون أخلاقنا” هكذا كان خطاب فاطمة قويًا وواضحًا يؤكّـد أن أي مساعٍ وتوجّـهات لإسكات صوت الثورة ستبوء بالفشل، فقد ولى زمن الهيمنة القمعية وإذلال الشعوب، وولى معه زمن السكوت على الظالمين، وآن الأوان للشعوب المضطهدة أن تقوم بثورتها لتنال حريتها وتنتزع حقوقها من أُولئك الذين تسلطوا وتجبروا عليها، وأذاقوها الويل وأنواع العنف والعذاب.

الهجمة المسعورة التي تعرضت لها بنت اليمن الأبية عقب خطابها المزلزل الذي تداولته الكثير من المواقع والصحف ومحطات التلفزة والذي أحدث بدوره ضجة كبيرة جعلت من أرباب السياسة الأمريكية والصهيونية الماسونية تتجه لحملة مكثّـفة ضد خطاب التخرج الذي ألقته فاطمة وصَبِّ سيلٍ من الاتّهامات والإدانات لها ولزملائها وحتى للجامعة التي تدرس فيها، يدل بما لا يدع مكانًا للشك على أن رسالة فاطمة قد وصلت وأثرت تأثيراً كَبيراً، وسببت قلقاً للهيمنة الأمريكية والصهيونية الماسونية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com