إقامةُ الحجّـة استراتيجيةٌ لا بد منها..بقلم/ محمود المغربي

 

العدوانُ السعوديّ الإماراتي على اليمن -بتوجيه ودعم ومباركة أمريكية- تسبّب بسقوط عشرات الآلاف من الأبرياء، أغلبُهم أطفالٌ ونساءٌ، بمجازرَ وجرائمَ هي جرائمُ حرب ارتكبها طيران تحالف العدوان وتم توثيقها على مدى ثماني سنوات، وكان العالم شاهداً ومتواطئاً عليها.

كما تسبب العدوان السعوديّ الأمريكي والحصار على اليمن بأحد أكبر الأزمات الإنسانية راح ضحيتها عشراتُ الآلاف من الأطفال والنساء، ولا تزال مأساةُ اليمنيين مُستمرّةً وتتصاعد؛ نتيجة ذلك العدوان والحصار، على الرغم من مرور أكثر من عام على وقف العدوان العسكري بهدنة ثم تهدئة ضاعفت معاناةَ ومأساة اليمنيين، حَيثُ استطاع تحالف العدوان إيجاد أشكال مختلفة من العدوان لا يستخدم فيه الطائرات الحربية والصواريخ والقنابل، لكنه يفتك بأرواح اليمنيين ويقتل النساء والأطفال والرجال جوعًا وفقرًا وقهرًا، بالإضافة إلى استمرار نزوح وتهجير الملايين من أبناء الشعب اليمني الذين يعيشون أَيَّـامًا وأشهرًا وسنواتٍ مأساوية؛ نتيجة الإهمال وانقطاع الرواتب وعدم وجود فرص عمل وحصار جعل من اليمن سجنًا كبيرًا.

ما زاد الطين بلة هو المماطلةُ السعوديّة والتهرُّبُ من تنفيذ شروط الهدنة المتمثلة بمطالبَ إنسانية هي حقوقٌ يكفلُها القانونُ الدولي والأعراف الإنسانية، لكن النظامَ السعوديّ والأمريكي يستخدم تلك المطالب والحقوق كورقة سياسية واقتصادية يهدف من خلالها إلى تركيع أبناء اليمن وتحقيق ما لم يتمكّنْ من تحقيقه بواسطة الحرب والعدوان.

لقد كان هدف اليمنيين وقياداتهم الثورية من الهدنة هو: وقف العدوان، وإنهاء الحرب بشكل كامل ودائم، وفك الحصار، وإحلال السلام العادل والمشرف، وإنهاء المعاناة الإنسانية الكارثية التي يعيشها اليمنيون من جذورها، إلا أنه وكما هو واضح كان لأمريكا وأدواتها في المنطقة أهدافٌ مختلفةٌ من الهُدنة قائمة على المراوغة والمماطلة، وجعل الهدنة شكلاً من أشكال عدوانها وحصارها على اليمن، وإطالة أمد الصراع ورفع مستوى المعاناة الإنسانية؛ لتمزيق المجتمع اليمني والجبهة المقاومة للهيمنة الأمريكية، واستكمال مشروع تفتيت وتقسيم البلد، ونهب الثروات اليمنية، والسيطرة على ممرات الملاحة البحرية وطرق التجارة العالمية، في إطار الصراع الأمريكي الصيني الروسي، مستغلةً رغبةَ اليمنيين في السلام وتجنيب دول الجوار التي جعلت من نفسها خنجرًا مسمومًا بيد أمريكا ومغروسًا في الجسد اليمني، نارًا لا تبقي ولا تذر ويصعبُ إخمادها هي أقربُ اليوم إلى الاشتعال بعد أن قدمت صنعاء التنازلات، وأتاحت الفرصةَ تلو الفرصة، وأوشك صبرها على النفاد، بعد أن نفد صبر الشعب اليمني، مع إدراك القيادة السياسية بحقيقة ضعف وعجز النظام السعوديّ عن الخروج من تحت الجلباب الأمريكي إلا أن إقامة الحجّـة هي أحد أهم الاستراتيجيات المتَّبعة لقيادة الأنصار والشعب اليمني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com