يومُ الجريح اليمني..بقلم/ توفيق الشرعبي

 

طوالَ أكثرَ من 5 عقودٍ، شهدت اليمن فِتَنًا وصراعاتٍ وحروبًا داخليةً خلَّفت جرحى كُثْرًا، ولم تكلف الأنظمةُ السابقةُ نفسُها ليس فقط امتلاكَ إحصائيات بهم، بل ولم تلتفت إليهم ولم تعرهم اهتماماً يرتقي إلى مستوى تضحياتهم أَو اعتبارهم ضحايا استُخدموا كوقود لتسعير تلك الصراعات والحروب، التي كانت في معظمها عبثيةً وبدعم خارجي من دول تقودُ منذ مارس 2015م تحالُفاً يشُنُّ حرباً عدوانية على اليمن: أرضاً وإنساناً، تاريخاً وجغرافيا.

واليوم وعدوان هذا التحالف الآثم وهو يدخُلُ عامَه التاسعَ أوغل في سفك الدم اليمني؛ ليتجاوز ضحايا جرائمه مئات الآلاف من الشهداء والجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ناهيك عن الذين سقطوا نتيجةَ الحصار واستخدام العدوان للأسلحة المحرمة دوليًّا، والذين فتكت بهم الأمراض والأوبئة والجوع ليصل ضحايا هذه الحرب العدوانية البشعة والشاملة على بلادنا وشعبنا بالملايين.

وأمام أرقام الجرحى الذين أُصيبوا نتيجةَ العدوان والحصار، ينبغي علينا رسميًّا وشعبيًّا العملُ على قاعدة بيانات توثق للجرحى والذين تتزايد أعدادهم مع استمرار هذه الحرب القذرة والإجرامية؛ حتى لا تذهب تضحياتهم هدراً، ولا تسقط جرائم العدوان بحقهم وحتى لا نُكرِّرَ ما كان عليه الحال بحق الجرحى في فترات سابقة.

والأهمُّ أن هؤلاء الجرحى مآسيهم ومعاناتهم تظل حية وخالدة في ذاكرتنا الوطنية تتناقلها الأجيال؛ حتى لا تنسى ما ارتكبه التحالف الباغي على وطننا وشعبنا، وفي نفس الوقت نرسي مبادئاً وقيماً وطنية بأن اليمن -وطناً وشعباً ودولةً- تقدر تضحياتهم بعمل جدي يجعل قضية الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله وعزته وكرامته مصدر فخر يتنافس عليه كُـلّ أبناء اليمن.

مقصدُ القول هنا -وحتى لا ننسى- ينبغي أن يكون هناك يومٌ وطنيٌّ للجريح اليمني الذي صبر وصمد وضحى أمام هذا العدوان ليكون هذا اليوم يوماً وطنياً يجسد الوفاء لهذه الشريحة التي ضحت بأغلى ما تملك لترى وطنَها مستقلَّ القرار موحَّدَ الأرض والإنسان، وشعبَها حُـــرّاً عزيزاً كريماً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com