تنومة مجزرةٌ لن تُنسى..بقلم/ الزهراء عادل

 

أتى موسم الحج، وتجهز الحُجاج، حزموا أمتعتهم، متشوقين للذهاب إلى بيت الله الحرام، انطَلقوا متوكلين على الله، جميعهم يتوجّـهون بالدعاء لله أن يوفقهم لتأدية تلك الفريضة، متأملين أنهم سيصلون إلى بيت الله سالمين، لم يعلموا أن هُناك من يعُد الليالي لينقَض على أُولئك الأطهار.

كانت الحالة تلك الفترة حالة سلم قيل إنه كان يوجد في تلك الفترة معاهدة ولكن هل تفيد المعاهدة عند من ليس لديهم ذمة، من لا يملكون الضمير؟!

ولكن حتى وإن لم تكن فترة سلم أَو لم تكن توجد معاهدة.. ألم يكن من المفروض أن الحجاج لا يُعتدى عليهم سواءٌ أكان هناك حرب أم لا؟!

هم حجاجُ بيت الله، ضيوفُ الرحمن، فمن سيتجرأ أن يعتديَ على ضيوف الله؟!

بينما هم كانوا يحزمون أمتِعتهم وشدوا رحالهم منطلقين بلهفة وشوق، كان هُناك من يرسم الخطط التي سيقوم من خلالها بتقديم قربانه لأسياده، ضيوف الرحمن يُقَدمون قرباناً لأسياد ابن سعود، أنجاس العالم!

انطلق موكب الحج آمنين مطمئنين، الشيوخ والنساء والأطفال، كُـلّ من استطاع سبيلاً ذهب لتأدية تلك الفريضة متأملاً أن يعود إلى أهله سالماً، لم يعلموا بتلك الذئاب الشيطانية المنتظرة لهم بكل لهفة منتظرة عطاء أسيادها مقابل ما ستقوم به.

وفي ظهر يوم السبت السابع عشر من ذو القعدة، قامت تلك الذئاب بتنفيذ تلك المُهمة، حَيثُ قامت جماعة الإرهاب التي كانت تسمى كما قيل “الغتغات” بتوجيه من النظام السعوديّ البريطاني بإرسال وابل من الرصاص على حُجاج بيت الله الحرام، قتلوا الأطفال والنساء، الرجال والشيوخ، قتلوهم جميعاً، رموا عليهم رصاص الغدر والخيانة، استُشهد أكثر من ثلاثة آلاف حاج، لم ينجُ منهم أحد سوى أُولئك الذين تظاهروا بالموت وانغمسوا بين الدماء، استخدموا جميع الوسائل لتنفيذ تلك المهمة، الرصاص، السيوف، الخناجر، من لم يمت بالرصاصة مات ذبحاً بالسيف والخنجر.

أي حقد، أية كراهية، أي خُبث يحمله هؤلاء الأنجاس ليرتكبوا مثل تلك المجزرة؟!

كان مرادهم أن يموتَ الحجاج وتموت حقيقة أحداث تلك المجزرة معهم، ولكن خاب سعيهم ومرادهم ومهما حاولوا إبعاد أنفسهم عن تلك المجزرة لن يستطيعوا.

ها قد مر على تلك المجزرة أكثر من قرن لكننا نشاهدها دائماً أمام أعيُننا وكأنها حدثت بالأمس.

قتلهم لحجاج بيت الله لن يُنسى، سنظل نتذكر تلك المجزرة جيلاً بعد جيل حتى ذلك اليوم الذي سينال فيه الظالمون جزائهم، اليوم الذي لا تفيدهم فيه سلطتهم وملكهم، الذي لو كانت الأرض بأكملها ذهباً لما فادهم أبداً، اليوم الذي ينتصر الله فيه للمظلوم من الظالم.

لم ولن تُنسى تلك المجزرة المأساوية، ستظل محفورةً في ذاكرة جميع اليمنيين مع غيرها من الجرائم التي ارتكبتها ولا زالت مُستمرّة في ارتكابها مملكة الشر.

جميع تلك الأرواح التي تسببت مملكة الهلاك في إزهاقها سيأتي اليوم الذي سوف تُسأل فيه (بأي ذنبٍ قُتلت) ما الذي ستجيبه حينها؟ هل ستشفع لها أمريكا وإسرائيل؟ هل ستفيدها بريطانيا في ذلك الوقت؟ أم أنهم يظنون أنهم سيُلبسون الحق بالباطل وانتهى الأمر؟ يبدو أنهم نسَوا أن جلودهم وأجسامهم هي من ستكون شاهدة عليهم حين ذاك.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com