القافلةُ تسير والكلابُ تنبح..بقلم/ عبد القوي السباعي

 

القافلةُ تسيرُ بخُطًى ثابتة لا اعوجاجَ لها، وعزائمَ متوقدةٍ لا يعتريها فتورٌ أَو يكسر إرادتها باغٍ أَو يُحِدُّ من تقدمها عائق، وما دامت كذلك، فلن يستوقفها نبح الكلاب هُنا أَو هُناك، ولا أعتقد أنهُ من الممكن للكلاب أن تكف عن النباح؛ لأَنَّ هذا ديدنُها.

هكذا سارت وتسير قافلة الثورة ومسيرتها القرآنية المباركة، وهكذا تسير مواكبُ الـ٢١ من سبتمبر (قائدًا ومشروعًا ـ رئيسًا ومرؤوسًا ـ مجاهدين ثوارًا ومرابطين أحرارًا)، بشموخٍ يعانق السماء يملؤون الأرض وهجاً، رؤوسهم تعانق الثريا وأقدامهم مغروزة في الأرض، رجالٌ صعدوا صهوة المجد عنوة؛ فطوعوا المستحيل بأيديهم، وأسكنوا رهبة الموت أسن رماحهم، وعلى جدار المعجزات رسموا ملامحهم ومضوا.

رجالٌ استثنائيون يخالهم العالم أجمع -من فرط ما هم عليه من المهابة والوقار، ومن الشجاعة والإقدام والبأس، ومن العنفوان والعزة- صنفاً آخر من البشر، يحسبهم الناظر أنهم قد انبجسوا من القرآن الكريم، وخرجوا من بين سطور السور وأحرف الآيات.. جاؤوا من بين ضفاف الأساطير.. وانسلوا من ثنايا القصص، وحكاياتٍ كانت ترويها الجداتُ كُـلَّ مساء.

رجالٌ قفزوا على صفحاتِ التاريخ، على حين غِرَّةٍ من أزمنة الطواغيت؛ فتساكب ذكرُهم كالعطر على المحابر، وجرى صيتهم مداداً من الضوء على الدفاتر.. ومن زخم نجاحاتهم وعظيم إنجازاتهم، تولَّد الحسدُ، واشتعلت الغيرة في نفوس أعدائهم، الذين تجسَّدوا خلق الذباب والبعوض، وأَنَّى للبعوضة أن تحجبَ بجناحَيْها قُرْصَ الشمس في قارعة النهار.

رجالٌ سقَوا اليمن بسخاء، وسوّروها بالإباء؛ فعجب لهم ومنهم الأصدقاء، واحتار من أين ينفذ إليهم الأعداء؟، فنرى أعداءَهم عند كُـلّ مفترق يتقيؤون حقداً، وينزفون مكراً؛ ترصداً واستهدافاً، عَلَّهم يسجلون نصراً زائفاً هُنا أَو تفوقاً لحظياً هُناك، يحاولون عبثاً تشويهَ مسيرهم ومسيرتهم، وإطفاءَ وَهَجِ تألقهم، بكل ما يمتلكونه من وسائلَ وأساليبَ، غير أنهم -ومع كُـلّ محاولةٍ- يفشلون، وبالخيبة يمطرون، فحاشى عمالقةَ المسيرة أن يطالَها أَو يطاولها الأقزام.. فالقافلةُ تسيرُ والكلاب تنبح..!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com