معلِّمون وتربويون وناشطون لصحيفة “المسيرة”: البراءةُ والتصدِّي لأعداء الله سلاحٌ وموقفٌ هَــــزَّ عروشَ المستكبرين

 

المسيرة – محمد الكامل

يُحْيِي اليمنيون هذه الأيّامَ، الذكرى السنوية للصرخة، التي أطلقها الشهيدُ القائدُ حسين بدر الدين الحوثي -رضوانُ الله عليه- في وجه المستكبرين عقب أحداث الـ 11 من سبتمبر، ودخول الأُمَّــة العربية بعدها مرحلةً جديدة من الصراع.

وجاءت الصرخة (لله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) بعد أن رأى الشهيد القائد أن قوى الهيمنة والاستكبار أمريكا وإسرائيل ومن يتحالفون معهما يسعَون للسيطرة على الأُمَّــة؛ الأرض والإنسان والمقدرات.

وجاء خيار موقف البراءة والمباينة لأعداء الأُمَّــة، والسعي للتصدي لمؤامراتهم التدميرية منسجماً مع الدين الإسلامي، ومع القرآن الكريم، وأثبت تأثيره الإيجابي منذ انطلاقته، وما يحدث في اليمن والعراق ولبنان وشعوب الأُمَّــة من جرائم، يعزز الحاجة للتمسك بالشعار والتثقف بثقافته.

ويقول المشرف التربوي للمركز الصيفي المغلق “المصطفى” والذي يضم مديريتَيْ آزال وصنعاء القديمة فوزي الحرازي: “إن الشعار هو شعار قرآني، وله أهميته في تعزيز الروح الجهادية وثقافة الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، كما أنه له دلالات عظيمة؛ باعتبار أن أولَ دلالة من دلالات هذا الشعار أول لفظ لهذه العبارة العظيمة التي تردّد في كُـلّ صلاة من صلواتنا الله أكبر؛ فعندما نأتي إلى كلمة الله أكبر، الله أكبر من أمريكا ومن إسرائيل، إذَا نحن نعظم الله في أنفسنا”.

ويضيف في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن “الشعارَ هدفُه البراءةُ من أعداء الله، وعندما نأتي إلى بقيةِ دلالات هذا الشعار: الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، أمريكا وإسرائيل هي من تقتلنا فعلاً، تسفك الدماء ويسعون في الأرض فساداً، ابتداء من أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا ولبنان وفلسطين وانتهاء ببلد الإيمان والحكمة، ثماني سنوات من العدوان على بلد الإيمان والحكمة”.

ويواصل حديثه: “كلّ ذنبنا أننا عبدنا ووهبنا أنفسنا لله سبحانه وتعالى ورفعنا هذا الشعار الذي رفعه الشهيد القائد في زمن الصمت والخنوع والانبطاح لأعداء الله”، مُشيراً إلى أن “هذا الشعار وهذه الكلمات تمثل لب المشروع القرآني، ثم عندما نأتي إلى اللعنة على اليهود، فهم ملعونون بنص القرآن الكريم”.

ويؤكّـد أن الشعار يمثل سلاحاً وموقفاً، كما يقول الإمام علي -عليه السلام- إما حق وإما باطل، وما بينهما باطل، وبالتالي فالأهميّة حول هذا الشعار وتجسيده في سلوكياتنا؛ باعتبار أنه شعار قرآني يترتب عليه قبول الأعمال والتي هي مرهونة بالولاء لأولياء الله والبراء من أعدائه، وهذا من أهم المبادئ التي جسدها الشعار فيها البراءة من أعداء الله.

 

أَثَرٌ كبير:

ويتفق مدير مركز المصطفى الصيفي المغلق لطف المطري، مع فوزي في أن “أهم ما يجسده شعار الصرخة في حياة المؤمن هو البراءة من أعداء الله، ذلك العدوّ الذي شتَّت الأُمَّــة وقتلَ الأُمَّــة: أطفالَها، رجالها، نساءها”، مؤكّـداً أن “الصرخة هي صرخة مدوية في وجه المستكبرين، في وجه الظالمين والطغاة، وكان لها أثر كبير منذ أن سطرها وأطلقها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، ومن كان معه في البداية خمسة أفراد أَو سبعة وقال لهم بالحرف: “اصرخوا وسوف تجدون من يصرخ في كُـلّ مكان من بعدكم”، واليوم الصرخة فعلاً في كُـلّ مكان ولله الحمد”.

ويوضح المطري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” بالقول: “إن دل هذا على شيء فيدل على أن الله مهيئ الأجواء لهذا الشعار في أن يكون فعلاً له أثره الكبير في تحقيق المواجهة لأعداء الله، والمواجهة للظالمين والمستكبرين”.

بدوره يؤكّـد الأكاديمي في جامعة علوم القرآن محمد المطيري، أن “لشعار الصرخة أهميّةً وفوائدَ عديدةً، أهمُّهَا: زرع السخط ضد أعداء الله الممثلة بأمريكا وإسرائيل الصهاينة؛ ليعرف المسلمون والعرب ألا يستقبلوهم بالورود ولن يتجروا بالاعتداء علينا”.

ويوضح في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن “الشعار والصرخة هي صرخة ثقافية وإعلامية بالإضافة إلى مجالات أُخرى”، مؤكّـداً أن “المشروع القرآني بشعاره وثقافته ورموزه يشق طريقه مهما كان حجم الصعاب والظروف والتحديات وسيبقى قائماً، وكلما حورب سيزداد قوة في واقع الأُمَّــة التي تزداد وعياً وإدراكاً بطبيعة الخطر الأمريكي الصهيوني عليها”.

ويشير إلى أن “الشعار كشف حقيقة أمريكا وطغيانها وإجرامها وجبروتها وأُسلُـوبها الخادع للشعوب والدجل والتضليل الذي تمارسه مع قوى الاستكبار والأنظمة العميلة بعناوين جذابة ومخادعة: الحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان”.

 

كسر حاجز الخوف والرهبة:

وجاء إطلاق شعار الصرخة بعد تأمل وتدبر للواقع والنصوص القرآنية والنبوية، معرفاً الصرخة بأنها تعبير واضح للتبرؤ من الظلم وأهله، ولا أظلم من أمريكا وإسرائيل في المرحلة الراهنة، كما أنه جاء تعبيراً عن الموقف الصحيح الذي يجب أن يتخذه المسلمون لمواجهة الأعداء.

الغرض من الشعار هو تسليط الضوء على ظلم أمريكا وإسرائيل وجورهما وطغيانهما وتوجيه العداء نحو العدوّ الحقيقي وترجمة فعلية للقرآن الكريم، مختزلاً لمعانٍ كثيرة، ومن يحمل الشعار لا بُـدَّ أن يعرف معانيه ويتحمله بمسؤولية؛ لأَنَّ التبرؤ من الطاغوت، هو تبرؤٌ من الشرك، والفساد، والظلم، والطغيان.

في المقابل تتجلى لنا أهميّة الصرخة التي وحّدت الجميع على كلمة سواء وكسرت حاجز الخوف في مواجهة قوى الاستكبار والطغيان، فضلاً عن أهدافه في توحيد الجبهة الداخلية وتماسكها واستنهاض الهمم والتنبيه لتحَرّكات الأعداء ومخطّطاتهم.

ويوضح الناشط أمين الجرموزي، أن “أهميّة الصرخة ظهر وتجلى من رد فعل العدوّ طوال ٢١ عاماً من انطلاقتها؛ فالشعار أعاد الأُمَّــة إلى مسارها الصحيح بوقوفه في وجه قوى الاستكبار واستنهاض الأُمَّــة بالمشروع القرآني؛ ما يتطلب فهم معاني الشعار وتجسيده في الواقع العملي”.

ويعتقد الجرموزي في كلامه لصحيفة “المسيرة” أن “أكثر من أدرك أهميّة شعار الصرخة وتأثيره وجدواه هي قوى الاستكبار العالمي؛ فعندما نراجع الأحداث الماضية وكيف تمت محاربة الشعار منذ يومه الأول ندرك مدى تأثيره على العدوّ وعلى من يهتفون به، عندما تحَرّكت قوى الاستكبار بكل قوتها وبمختلف الوسائل العسكرية والإعلامية والأمنية والثقافية والاجتماعية”.

ويوضح أن “ذلك بهَدفِ منع هذا الشعار أَو كحد أدنى إيقاف انتشاره وحصره في منطقة جغرافية محدّدة”، مؤكّـداً أنهم “فشلوا في ذلك، حَيثُ توسع نطاق الشعار وانتشاره حصل لدى المتابع للأحداث علامة استفهام؛ إذ كيف لهذه الخمس العبارات أن تتغلب على كُـلّ هذه القوة التي واجهتها؟”.

ويتساءل الجرموزي: “لماذا كُـلّ هذا الهجوم والحرب الشعواء والتعتيم الإعلامي والضخ المذهبي التحريضي وهو مُجَـرّد شعار لا يختلف على مضامينه أحد؟”، مبينًا أن “تسارع الأحداث وانتشار رقعة حاملي الشعار الذي كلما زاد انتشاره زادت ضراوة الحرب عليه وتوسعت أكثر، كُـلّ ذلك أوجد لدى المتابع إجَابَة لتساؤلاته”.

ويؤكّـد أن “هذا الشعار كسر حاجز الخوف والرهبة لدى المجتمع من أمريكا في وقت بلغت فيه أمريكا ذروة سطوتها وبطشها على العالم حين قالت (من لم يكن معنا فهو ضدنا) فهرول العالم إليها؛ خوفاً من أن ينالهم غضبها وعقابها، فكان انطلاق هذا الشعار بمثابة إعلان تحد وخروج جريء عن بيت الطاعة الأمريكي، بل وإعلان العداء الصريح لها وأن هذا كسر من هيبتها التي ظلت ترسِّخُها طوالَ أعوامٍ طويلة”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com