الصوتُ العالمي للشعب اليمني..بقلم/ بشائر القطيب

 

إن المسيرات المليونية التي خرجت، في مختلف ساحات الجمهوريةِ اليمنيةِ، بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة للعام التاسع 1444هـ، التي انطلقت من فم رجل عظيم، وقائد حكيم الشهيدُ القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-، كانت كافية وكفيلة في أن للشعار أهميّة كبيرة، ودليلاً قطعياً على مستوى الوعي الواسع الذي وصل إليه أبناء الشعبُ اليمني، وعلى المواقف الثابتة والصامدة، وَأَيْـضاً على براءتهِم من أعداء لله، حَيثُ انطلقوا تجسيداً لقول الله سبحانه وتعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ).

فجميع من نهض بهذهِ الصرخة عاش في عزة، وحظي بالكرامة، ومات حاملاً للشهادة؛ وليس كذلك فحسب بل جسَّد هذا الشعار أن أعداءه هم أعداءٌ لله ولرسولهِ وللوحدةِ اليمنية في شمال اليمن وجنوبه، وفضح الصَّمْت الذي بقيت عليه دول العدوان أمام أمريكا، وأذابَ جميع المخطّطات كالملحُ بين الماء التي حلِمت بها دول العدوان من خلال استمرارها للحرب والحصار على الشعب اليمني.

فكُل ما أرادوه هو أن نخاف من أمريكا، وأن تكون أوامرها هي المُطاعة، وسياستها هي المُستمرّة، بدلاً عن أن تكون هي من تخاف منَّا وتَذِلُّ أمامُنا وتخضعُ لنا، ولكن الآن أتى الوقت الذي يجب أن يكون لنا فيه موقفٌ صارم، وشعارٌ مُزلزل يفشل أهداف دولِ العدوان على مدى ثمانيةِ أعوام من الحرب، فأبطال الشعب اليمني بهذا الزخم الجمهوري يرسمون لوحةً تاريخيةً على الخريطةِ الوطنية، ويُؤكّـدون على مواقفهم الشامخة، والمبادئ المتجذرة، والقيم المزروعةِ بداخلهم.

فنهضة هذهِ الصرخة وأهدافها هو توحيد الصفوف اليمنية، ولملمة جميع الشعوب العربية والإسلامية، والخوف من الله الذي هو أكبر من أي كبير والعداء لأمريكا التي هي أخطر من أي عدو، وكذلك حماية الساحةُ الداخلية على المستوى الداخلي والخارجي من الاختراق الصهيوني، والهجمات اليهودية التي تهدفُ إليها في جميعُ الأوقات.

فهذا الصوت العالمي الصادر من أفواه الشعب اليمني العظيم، يدلُّ على عدائهِ الشديد لأمريكا وإسرائيل، ويوضح مدى وعي الجيل الناشئ المبني على الثقافة القرآنية، يعرف حق المعرفة معنى (الله أكبر)!

فهذا التفاعل الكبير وهذهِ المسيرات الواسعة في مختلف الساحات، تدلُ على تنفيذ الأوامر الإلهية في إعلان الولاء للهِ وللرسول وأعلام الهدى، وإظهار العداء لليهود والنصارى، والتسليم المُطلق للقيادةِ الحكيمة.

وكما يرسل أحرار الشعب اليمني من رُقعة هذهِ الأرض رسالةً إلى دول العدوان، بأن حالة الجمود والصمت التي تستمرُ عليها لن تبقى إلى ما لا نهاية، وأن الفرصةَ ستذهب إذَا لم يتم استغلالها وكما قيل ضياع الفرصةُ غُصة، وسيتلقى العدوّ ضرباتٍ مؤلمة لم يكن يتوقعها في ماضي حياته، وأن هذا التحذير هو آخر تحذير له: إمَّا الاستسلام والاستقامة، وإلا الذل تحت قدم أمريكا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com