المناورةُ العسكرية الكبرى لتكريم الشهيد القائد: شاهدتُها بعيني!..بقلم/ حسام باشا

 

كان لي شرف المشاركة كضيف في المناورة العسكرية التي نفذتها المنطقة العسكرية الرابعة، ولم تك تجربة عادية!

أثناء المناورة شعرت كأنني أحد الرجال المقاتلين، كأنني جزء من حدث كبير يحمي بلادي العزيزة.

حقيقة أن ما شاهدته عيوني يفوقُ بشكل كبير ما نراه من خلال الوسائط الاجتماعية أَو التلفزيون؛ لأَنَّك عندما تكون حاضراً في مثل ذلك الموقف وترى ما ترى يحدث بكامل وجودك، بالإضافة إلى الأحاسيس والمشاعر التي ترافق ذلك، فقط تدرك حقيقة الأمور.

كانت جميع معنوياتي في السماء، فيما المشاعر التي اجتاحتني خلال المناورة لا توصف، فالشعور بالحماس والإثارة كان لا يضاهى، وبشكل تكاد تشعر بأن هذه المناورة تحدث داخل جسدك.

الصواريخ والمسيَّرات تمر فوقنا، والدبابات تضرب أهدافها، والرجال يقتحمون مواقع العدوّ الافتراضية، ويسقطونها تباعاً، وُصُـولاً إلى إنزالهم في الموقع الأخير راية العدوّ، ثم يرفعون بدلاً عنها علم بلادنا، كُـلّ هذا وأنت تشعر باندفاع الهواء يروي دماءك وينعش روحك، وبدوي الانفجارات وامتزاجها بصرخة المحيطين بك “الله أكبر.. الموت لأمريكا… إلخ” تشعل حماستك بشكل مثير لا يصدق، ويختلف كَثيراً عن ما تسمعه وتشاهده خلف الشاشات الإلكترونية.

حقيقية لا يوجد شيء يضاهي الحضور الفعلي في ذلك المشهد، والذي زادنا تفاؤلاً بقوة وبإمْكَانيات الجيش والمقاتلين حماة ديارنا الأبطال.

أنا فخور بأنني كنت جزءاً من ذلك الحدث؛ لأَنَّها عملية كبيرة تستحق الاحتفاء بها، وحدثًا لا بُـدَّ أن يعي العدوّ أي معترك هو داخل فيه إذَا لم ينصاع إلى وقف عدوانه وسحب مرتزِقته من أرضنا.

‏بالتالي، إن هذه المناورة “مناورة الوفاء للشهيد القائد” والتي شاركت فيها وحدات قتالية من مختلف تشكيلات المنطقة العسكرية الرابعة، ‏وجرت على مساحة 100 كم مربع، بطابع هجومي على مواقع ومعسكرات مفترضة للعدو الأمريكي والإسرائيلي، تعد واحدة من أهم وأضخم التمرينات التي تجريها القوات المسلحة اليمنية، وكما أنها تهدف إلى رفع حالة الجاهزية وتحاكي الاستعداد القتالي باستخدام عمليات هجومية مفترضة ضد مواقع العدوّ، فَــإنَّها جاءت لتوجّـه رسائل عسكرية شديدة لقوى العدوان، بأنه إذَا لم تجنحوا للسلام الحقيقي فَــإنَّ الجيش اليمني حاضر في الميدان بقدرات رادعة في الدفاع والتصدي لأية تهديدات، بل ومواجهة تلك التهديدات بالمثل.

فيما الحقائق الواضحة التي لا بُـدَّ أن يعيَها العدوّ، تؤكّـدُ أن اليمنَ دولةٌ ذات سيادة، وأنها لا تخضع لأية تابعية لأية دولة أُخرى، بل إنها تواجه عدواناً كَبيراً، يستهدف سيادتها واستقلاليتها، وأن ما يحصل فيها ليس أزمة سياسية كما يصفها السعوديّون حتى تحل بالتفاهمات الإيرانية السعوديّة، وأن الملف اليمني يختلف تماماً عن الملف الإيراني ولا يمكن تصنيفه تحت مظلة طهران.

لذا فَــإنَّ مسألة إحلال السلام في المنطقة مقرونة بالنظر إلى القضية اليمنية على أنها قضية خَاصَّة وأن تأخذ بما يراعي مصلحة الشعب اليمني وسيادة بلاده.

فمتى ما أوقفوا العدوان وتبعاته وآثاره سيحل السلام في ساعة، وما دون ذلك فَــإنَّ جحافل جيشنا جاهزون وحاضرون في الميدان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com