إعلامٌ غربي يكشفُ دورَ المخابرات البريطانية في استهداف الجبهة الداخلية لليمن
المسيرة | متابعات:
فضحت وسائلُ إعلام غربية الدورَ البريطاني في العدوان على اليمن طيلة 8 سنوات، وذلك من خلال استخدامِ عملها المخابراتي في استهداف البلد، واستقطاب منظمات محلية غير حكومية وعدد من الناشطين في منصات ومواقع ووسائل التواصل الاجتماعي؛ للقيام بزعزعة الجبهة الداخلية وتأليب العامة ضد حكومة صنعاء والتحريض ضدها.
وأكّـدت مجلةُ (The Cradle) الأمريكية التي نشرت التحقيق، أمس الجمعة، أنها حصلت على معلوماتٍ حصرية، بالاستناد إلى وثائقَ مسرَّبة حول جانب لم يُكشف عنه من قبل، لدور لندن في الحرب بالوكالة ضد حكومة صنعاء.
وأشَارَ تحقيقُ المجلة الأمريكية إلى حملة دعاية متعددة القنوات، بقيادة (ARK)، كانت تعمل في سرية تامة طوال السنوات الثمان الماضية، إحداها استهدفت على وجه التحديد سكان اليمن المدنيين، موضحة أن مؤسّس (ARK) يُدعى “أليستير هاريس”، وهو عميلٌ مخضرمٌ في جهاز المخابرات البريطاني (MI6).
وكشفت وثائق وزارة الخارجية البريطانية المسرَّبة أن حملة حرب المعلومات “الوسائط المتعددة” لـ (ARK) كانت مصمَّمةً؛ لتقويض التعاطف العام مع حكومة صنعاء وإقناع الناس أن الحربَ لن تنتهيَ إلا بشروط تتماشى مع مصالحِ لندن المالية والأيديولوجية والجيوسياسية.
وذكر التحقيق: على سبيل المثال، فَــإنَّ القبولَ العام لمقترحِ الأمم المتحدة للسلام، الذي لا يحظى بشعبيّة على نطاق واسع، يتطلَّبُ دعمًا دعائيًّا من المنظمات غير الحكومية المحلية والمنظمات الإعلامية التي “تدعم أهداف المملكة المتحدة”؛ مِن أجل “التواصل بشكل فعال مع المواطنين اليمنيين” وتغيير رأيهم.
وتابع: بالنظر إلى المعدَّلِ المرتفعِ للأُمية بين السكان المحليين، تصور (ARK) إنشاء مجموعة من المنتجات “الغنية بصريًا” التي تمجد مزايا خطة السلام التي تهيمن عليها الرياض.
وأفَاد التحقيق، بأن الحملة بدأت في البداية على “المستوى المحلي المفرط” عبر ست محافظات يمنية، “قبل أن يتم تضخيمها على المستوى الوطني”، حَيثُ تضمنت الأنشطة رسائل موحدة عبر “موضوعات كلية مشتركة”، مثل شعار “يمننا مستقبلنا”، مبينًا أن تلك المنظمات غير الحكومية المحلية كانت مفيدة في تعزيز أجندة (ARK)، وتعزيز السرد الذي يتوافق مع أهداف بريطانيا في اليمن.
ونوّهت المجلةُ الأمريكيةُ إلى أن النظامَ الأَسَاسيَّ الرئيسي لهذا التضخيم كان عبارة عن صفحة على موقع Facebook تسمى (Bab)، تم إطلاقُها في عام 2016م مع عشرات الآلاف من المتابعين الذين لم يكونوا على دراية بأن الصفحة تم إنشاؤها بواسطة (ARK) كأصل استخبارات بريطاني.
يذكُرُ التحقيقُ أن (ARK) استخدمت صفحة “Bab” لبث دعاية بارعة “تعزز عملية السلام” تحت ستار مجتمع شعبي على الإنترنت، بما في ذلك مقاطع فيديو وصور “مبادرات بناء السلام المحلية” التي تنظمها رابطة المنظمات غير الحكومية والمسؤولين الميدانيين.