أسرانا مدرسةُ الصبر ..بقلم/ فضل فارس

 

في صراعِ الحق مع الباطل، كان التزاحُمُ الساخنُ والتسابقُ الإيماني الجادُّ نحو القتال والمواجهة، أُولئك هم أسرانا الأحرار الذين قدّموا أنصعَ المواقف الحيدرية وهم في ميادين الجهاد؛ ذوداً عن الإسلام وأهله، وقدّموا أَيْـضاً تلك المواقفَ الثابتة وهم في سجون الشيطان وحزبه.

أسرانا الأحرارُ هم قَبَسُ الإيمان وتجلياته في الواقع الإنساني، هم مدرسة الصبر، التي منها نستلهم ونتعلم الصبرَ العملي والصبر الإيماني، الذي يجعل الإنسان المؤمن في واقعه حديداً صُلباً وفولاذياً أمام التحديات والمخاطر.

أسرانا الأحرار كانوا -في تحَرُّكِهم وفي وعيهم وانطلاقتهم في الميدان العملي- الرجالَ الأشاوسَ الرجال المؤمنين حقاً؛ ولهذا فقد امتحنهم اللهُ بتلك الأيّام التي قضوها مرابطين وصابرين وراجعين إلى الله في تلك الزنازين في سجون الشيطان وحزبه.

وهم -وفي ذلك الامتحان وبفضل الله عليهم- قد اجتازوه، وتكلل بالنجاح، وخرجوا رافعين الهامات وببياض وجوه أمام الله في امتحانه، وأمام الشعب في ثقته فيهم، وأمام العدوّ في فشله وخيبته في أن يركعهم.

التحية لكل الأسرى المحرّرين؛ فبصبرهم وصبر الجرحى وتضحيات الشهداء وثبات الأنصار لمع بارق النصر وظللت سحابة الانتصار، وانتهى -بعون الله- الصراع الخشن وحل الاستقلال الكامل لشعبنا العظيم، وعلى أمل وبإذن الله الفرج العاجل قبل الآجل بخروج بقية الأسرى الأحرار من سجون العدوان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com