النظامُ السعوديّ يقرُّ بالأضرار الهائلة لعملية توازن الردع الثانية: “يوم أسود لا يُنسى”

اعترافاتٌ تبرهن جدية تحذيرات قائد الثورة وتعيد التذكير بتداعيات التعنت:

مسؤولون سعوديّون يؤكّـدون أن هجومَ “بقيق” و “خريص” هز المملكة وصدَمَ قيادتَها

 

المسيرة | متابعة خَاصَّة

أقرَّ مسؤولون بارزون في نظام العدوّ السعوديّ بالأضرار الكبيرة التي سبّبتها عمليةُ “توازن الردع الثانية”، التي نفذتها القوات المسلحة في منتصف سبتمبر 2019، والتي استهدفت مصافي “بقيق” و”خريص” التابعة لشركة أرامكو السعوديّة، حَيثُ أكّـدوا أن تلك الضربةَ مثّلت صدمة كبرى لا تنسى؛ وهو ما يعزز جدية التحذيرات الأخيرة للقيادة الوطنية من استئناف عمليات الردع العابرة للحدود بشكل أقسى في حال أصر العدوّ على الاستمرار بالعدوان والحصار والاحتلال.

ونقلت قناة “إم بي سي” السعوديّة عن وزير الطاقة السعوديّ عبد العزيز بن سلمان قوله: إن اليوم الذي تعرضت فيه مصافي “بقيق” و”خريص” للهجوم كان “يوماً أسودَ لا يمكن نسيانُه أبداً”، مُضيفاً أن المسؤولين السعوديّين شعروا ذلك اليوم بحالة من “الانكسار” لم يعرفوها من قبل؛ لأَنَّهم كانوا يباهون بأن السعوديّةَ هي المصدر الآمن للطاقة في العالم.

وَلا يزالُ هجوم “بقيق” و”خريص” علامة فارقة في مسار المواجهة مع العدوان، من حَيثُ حجم العملية وأهميّة الهدف ومدى التأثير، حَيثُ أَدَّى الهجوم إلى خفض تصدير النفط السعوديّ إلى النصف مرة واحدة.

وقال وزير الطاقة السعوديّ: إن الوضع يومها “كان مخيفاً”، وإنه رفض الاعتراف يومها حتى لولي عهد المملكة بالخسائر الأولية.

وفشل النظامُ السعوديّ يومَها في التغطية على العملية؛ لأَنَّها سببت اندلاع حرائق غير مسبوقة وثقتها الأقمار الصناعية من الفضاء.

وقال رئيس شركة أرامكو: إنه تفاجأ يومها بالمنظر المروع والحرائق الضخمة التي لم يشاهدها من قبل في حياته والتي كانت منتشرة على طول وعرض مكان العملية.

وقد تصدرت عمليةُ توازن الردع الثانية المشهد العالمي، لفترة؛ نظراً لتأثيراتها واسعة النطاق على أسواق الطاقة العالمية، ولحجم الأضرار التي سببتها والتي أكّـد خبراء أجانب وقتها أنها ستحتاج وقتاً طويلاً للإصلاح.

وأظهرت صورُ الأقمار الصناعية آنذاك أن العمليةَ حقّقت إصابات بالغة الدقة؛ الأمر الذي مثّل دليلاً دامغاً على التطور الكبير والمدهش الذي وصلت إليه قدرات القوات المسلحة بالرغم من الظروف الصعبة.

وكان المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، كشف بعدها بأيامٍ أن العمليةَ نُفِّذت بطائرات تعمل بمحركات نفاثة وعادية منها طائرات “قاصف 3″ و”صماد3” بعيدة المدى، وأوضح أنها انطلقت من ثلاث نقاط، مُشيراً إلى أنه تم استخدام طائرات أُخرى للتمويه وإرباك الدفاعات الجوية للعدو السعوديّ.

وقال: إنه سبق العملية “تخطيط وتجهيز على أعلى المستويات وبأساليب عملياتية متقدمة ومتطورة بحيث تم الموازنة بين الطائرات ذات المحركات النفاثة والعادية وذات المدى الأكبر والمتوسط بحيث تصل إلى أهدافها في وقت واحد”

ويعزّز إقرارُ النظام السعوديّ بحجم تأثير هجوم “بقيق” و”خريص” جديةَ التحذيرات الأخيرة التي وجهها قائد الثورة للعدو في خطابه التاريخي بذكرى يوم الصمود الوطني هذا العام، حَيثُ توعد بضربات صاروخية “فتاكة” ستستهدف “المنشآت التي يعتمد عليها الأعداء” و”ستمزق أنسجة الضرع الحلوب” لهم، في إشارة إلى المنشآت النفطية بشكل خاص، وذلك في حال أصر تحالف العدوان على الاستمرار بالعدوان والحصار.

ويرى مراقبون أن تحذيراتِ قائد الثورة الأخيرة تشيرُ بوضوح إلى أن العملياتِ القادمةَ ستكون أشبهَ بهجوم “بقيق” و”خريص” في نوعيتها وأشد تأثيراً منها؛ الأمر الذي يضع النظام السعوديّ أمام ضرورة اتِّخاذ قرار عاجل بالتوجّـه نحو السلام العادل لتفادي “انكسارات” و”أيام سوداء” أُخرى ستكون أسوأَ بكثير مما مضى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com