الآلافُ في صنعاء يفتتحون العامَ التاسعَ من الصمود بمسيرة كُبرى في باب اليمن

بيان المسيرة: الاستمرارُ في حالة الحصار أمرٌ مرفوضٌ وحالة اللا حرب واللا سلم غيرُ مقبولة

الحوثي: قرارُنا مستقلٌّ ولا نتبعُ أيةَ دولة في العالم وستبقى الجمهورية اليمنية شامخةً بفضل هذا الصمود الأُسطوري

 

المسيرة – صنعاء

امتلأت ساحةُ باب اليمن، أمس، بالآلافِ من المشاركين في مسيرة اليوم الوطني للصمود، بمناسبة مرور ثَمَـانِي سَنَوَاتٍ من العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم على بلادنا، حَيثُ توافد الحاضرون إلى الساحةِ الساعة الثالثة عصراً، حاملين الأعلامَ الوطنية، واللافتات المتعددة، ومردّدين هتافات الصمود والتحدي في مواجهة العدوان.

هتفت الجماهيرُ بعدة شعارات، منها: “قادمون في العام التاسع بالطيران المسيَّر والصواريخ الفتاكة وجيش منظَّم وقوي، وبالتوكل على الله سندحر كُـلّ الغزاة”.

وابتدأتِ المسيرةُ بآياتٍ من الذكر الحكيم، ثم بالنشيد الوطني، ثم قصيدة للشاعر بسام شانع، ثم ألقى عضو المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، الأُستاذ محمد علي الحوثي، كلمةً تحدَّثَ فيها حولَ محطات الصمود الوطني في مواجهة العدوان المتغطرس، مؤكّـداً أن الشعب اليمني واجه دول العدوان بصلفها واستكبارها في وقت ظنت أن معركتها في اليمن ستكون نزهة.

وقال الحوثي: “نقولُ لقائد الثورة راهِنْ على شعبٍ لا يخاف ولا يضام، ولا يرى قتال الأعداء إلا فناً من فنون الفروسية”، مؤكّـداً جاهزيةَ الشعب اليمني لخوض أي خيار يحدّدُه قائد الثورة.

وَأَضَـافَ أن العدوَّ يحاولُ أن يتنصَّلَ في عدوانه على اليمن؛ فالسعوديّة تَعتبِرُ عدوانَها على الشعب اليمني، بأنَّهُ مشاكلُ داخليةٌ، وأمريكا تريد كذلك أن تبتعدَ وترسلَ ممثلًا للسلام، وآخرون انسحبوا من التحالف، وهكذا كُـلٌّ منهم يتخلَّى ويتبرَّأ”، مُشيراً إلى أن: “تحالفَ العدوان استعجل وتبرّأ اليوم، والتبرُّؤُ لا يكونُ إلا في الحشرِ كما قال الله تعالى: “إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ…”، وكما أشرتُ بالأمس ارتكب تحالف العدوان المجازر والجرائم التي لا يستطيع أن يبرّر لها أَو ينكرها، بثتها قنوات التلفزة في كُـلّ مكان وقنوات العالم بثتها”.

وتابع: “مهما ارتكب تحالف العدوان من جرائمَ، وتغطرس، لا يزيدنا ذلك إلا إصراراً على المواجهة وعلى أنكم أعداء لشعبنا”.

وواصل: “يقولون إننا في اليمن نقاتِلُ نيابةً عن إيران، نحن لن ندِّعيَ في يوم من الأيّام أننا قاتلنا مِن أجل إيران، ولم نصرِّح بذلك، نحن قلنا منذ اليوم الأول: إيران جارة لدول العدوان. ومع ذلك فهموا في هذه اللحظات وهذا الشهر الأخير أن إيران جارة لهم، ولا تبتعد عنهم إلا كيلومترات، وذهبوا للسلام والحوار معها، وهذا شيء إيجابي، أن يتحاور كُـلّ المتجاورين”، منوِّهًا إلى أن الشعب اليمني اليوم طوّر قدراتِه العسكرية وتحَرّك؛ ما يجسِّدُ صورةً من صور الصمود في مواجهة العدوان، كما أن ما نشاهده في مختلف الساحات مظهر من مظاهر الصمود والثبات.

وأكّـد حرصَ اليمن على التعامل مع الجميع من باب الأُخوَّة الإسلامية، وقال: “نحن لا نستنكف ولا نستكبر، فالشعب اليمني الذي وصفتموه بالفقير وقف أمامكم وعجزتم على الانتصار عليه”، مستعرضاً بعضَ الصور من إجرام النظام السعوديّ بحق الشعب اليمني.

وخاطَبَ النظامَ السعوديّ بالقول: “إذا كنتَ تريدُ أن تنسحِبَ من العدوان على اليمن، فذلك متاحٌ، أعلِنْ انسحابَك عن قتال شعبنا، كما عملت قطر والمغرب وعدة دول التي انسحبت من التحالف”، لافتاً إلى أن تحالفَ العدوان لا يستطيع أن يتحدث أَو يتراجعَ أَو يقولَ إنه غيرُ ضالع في العدوان على الشعب اليمني.

واستعرض الحوثي أبرزَ مظاهر الصمود التي أشار إليها قائد الثورة، والمتمثلة في بناء وتطوير القدرات العسكرية، والأمنية التي حافظت على اللحمة الداخلية للشعب اليمني.

وأشَارَ إلى “أن من أبرز مظاهر الصمود، تماسُكَ الدولة بمؤسّساتها المختلفة، رغم أن تحالف العدوان قطع المرتبات، ونقل وظائف البنك المركزي إلى عدن، ورغم التعهد أمام الأمم المتحدة بصرفها، ورغم أننا قلنا وسنقول دائماً: أعيدوا كُـلّ الإيرادات إلى البنك المركزي اليمني ونحن سنصرفُ لكل موظفي الجمهورية اليمنية بما فيها الموظفين الذين يقفون مع العدو”.

وأفَاد محمد علي الحوثي بأن الشعبَ اليمني اتَّجَهَ على مستوى التكافل الاجتماعي؛ لاحتضان الفقراء والمساكين، كما اتجه لمعالجة قضايا الثارات وترسيخ قيم التسامح والتصالح وإغلاق الكثير من القضايا الشائكة في المجتمع.

وقال: “مع كُـلِّ ذلك، قدّمنا رؤيةً للسلام، لم يستطع العدوّ حتى اليوم تقديم أية رؤية للسلام، ونقول: نريد سلاماً حقيقيًّا لا سلاماً إعلامياً، أَو سلاماً مِن أجل الاستعراض الإعلامي، ونحن لم نضع شروطاً تعجيزية”.

وأضاف: “ما تقولونه من احترام القانون الدولي، لا يوجد شيٌ مما طالبنا به يخالف القانون الدولي، لم نطالبْ بشيء يتجاوز المفهومَ العام لسيادة الدولة اليمنية”، موضحًا أن سنواتِ العدوان والحصار وجميعَ المباحثات المعلنة وغير المعلنة أثبتت للعالم بأسره أننا ندافعُ عن سيادة بلدنا، وأن قرارنا مستقل، ولا نتبع أية دولة في العالم، وستبقى الجمهورية اليمنية شامخة بفضل هذا الصمود الأُسطوري”.

وأردف قائلاً: “نقولُ للأمم المتحدة: شرعنتم لوقف المرتبات، والحصار وإيقاف المساعدات عن الشعب اليمني -الذي لم يرَ منكم بعد حصار ثَمَـانِي سَنَوَاتٍ، وقد وصل إلى حافة المجاعة وصفنت الأمم المتحدة أن اليمن يعيش أسوأ أزمة إنسانية- حتى الشجب والإدانة”، مجدّدًا التأكيدَ على أن أمريكا هي من تقود العدوان على اليمن، وهو ما يعرفه القاصي والداني، ومبعوثها للسلام إنما هو تغطيةٌ لجرائمها، مُشيراً إلى أن أمريكا هي من أعلنت أن جرائم ومجازر العدوان لا يمكن أن تحدث إلا بعد رصد وإرسال الإحداثيات لصندوق العدوان الأسود.

وَخاطب الشعبَ اليمني بالقول: “يحقُّ لكم يا أحرارَ اليمن أن تفخروا أنكم واجهتم 17 دولةً صامدين، ولم يستطيعوا الانتصار عليكم، بل أصبح اليومَ العدوُّ السعوديُّ هو من يبحثُ عن السلام، ودول العدوان أصبحت من تطالب بالهُدنة التي دائماً يتحدث عنها قائد الثورة”، مُشيراً إلى أن قائدَ الثورة يؤكّـد دائماً أن الهُدنة لا يمكن أن تستمرَّ إلا مقابل المِلف الإنساني بـ: فك الحصار، وتسليم الرواتب، وإيقاف العدوان، ورفع الحظر الجوي، وهي من الأشياء التي نطالب بها ولا يعتبر ذلك إعجازاً.

وأكّـد أن المطلوبَ من الشعب اليمني الذي ترجم بصموده وثباته الهُــوِيَّة الإيمانية، أن يبقى التصدي للعدوان أولوية الجميع، ما يستدعي عدمَ الانخداع بأية شائعة، كما أن المطلوبَ من الشعب اليمني العناية بالجبهات والحشد أكثر رغم أن مواقع وزارة الدفاع التدريبية تكتظُّ بالأبطال والرجال والأسود الذين سيلقنون العدوّ الدروس العظيمة.

وشدّد محمد علي الحوثي على أن الشعبَ اليمني سيظلُّ متمسكاً بحقوقه المشروعة، ولن يسمحَ باستمرار الحصار والاحتلال، وسيقاتل تحالف العدوان حتى دحرهم براً وبحراً وجواً.

ولفت إلى أن استمرارَ العدوان لن يعني سوى أن حجمَ الهزيمة سيكبر لتصبحَ هزيمةً منكرةً تُخلَّدُ لكل شعوب العالم، وقال: “لن يهدأ لنا بال حتى ينال وطننا الحرية الكاملة والاستقلال التام”.

ودعا محمد علي الحوثي في ختامِ كلمته، دول تحالف العدوان إلى التوبةِ عن كُـلّ جرائمها بحق الشعب اليمني، وعليها تقديم التعويضات لكل من تم استهدافُه من أبناء الشعب اليمني.

 

 الحرب عدوان ظالم:

وأكّـد بيانٌ صادرٌ عن المسيرة الجماهيرية، تلاه مستشارُ رئيس المجلس السياسي الأعلى، العلامة محمد المفتاح، أنه على أعتاب العام التاسع من الصمود الأُسطوري في مواجهة هذا العدوان الأمريكي السعوديّ، يتذكر الشعب اليمني ما تعرّض له خلال 8 سنوات من العدوان والحصار.

ولفت إلى أن الشعبَ اليمني تعرض لجرائمَ وانتهاكات شملت: جرائمَ الإبادة الجماعية في المناسبات الاجتماعية والمدارس والمساجد والمستشفيات والأماكن السكنية والطرقات، ووسائل الفتك والقتل والتدمير وفي أغلب المحافظات اليمنية.

وأوضح البيان، أن جرائمَ العدوان شملت أَيْـضاً: الحربَ الاقتصادية بالحصار والمؤامرات على الشعب اليمني في معيشته وحرمانه من ثرواته الوطنية وكذا حرمان الموظفين من المرتبات، والسعي لتجويع اليمنيين وعرقلة وصول المواد الغذائية والطبية في مختلف المحافظات.

وقال البيان: “نعلن للعالم كله تمسكنا بقضيتنا العادلة، ونحذر تحالف العدوان من استمراره في العدوان والحصار والاحتلال، مؤكّـداً أن الحربَ عدوانٌ ظالم بكل ما تعنيه الكلمة ولا مبرّر ومشروعية لها.

وتطرق إلى أن أهدافَ الحرب الأَسَاسية هي: الاحتلالُ، والسيطرة على الشعب اليمني، والمصادرة لحريته واستقلاله، مؤكّـداً أن العدوانَ على الشعب اليمني، عدوانٌ شنته أمريكا عبر أدواتها الإقليمية التي اعتمدت عليها لتفادي الخسائر، وأن الدورَ البريطاني والإسرائيلي مساهِمٌّ في التحريض والدفع والتخطيط وأشكال أُخرى في العدوان.

وذكر أن دورَ الخَوَنَةِ من أبناء اليمن لا يختلفُ عن غيرهم من الخونة في أي بلد يعاني من أي عدوان خارجي، وموقف الشعب اليمني في مواجهة العدوان، الموقف الحق.

وحيَّا البيانُ صمودَ الشعب اليمني الأُسطوري في كُـلّ الميادين والساحات رغم القتلِ والدمار والحصار والهجمة الإعلامية ونشاط الطابور الخامس، كما حيَّا الانتصارات العظيمة للجيش اليمني والتي وصل صداها إلى كُـلّ أنحاء العالم.

وأشاد بيانُ المسيرة، بجهودِ قوات الأمن ودورها في ترسيخ الأمن والاستقرار، وكذا جهود التصنيع العسكري وفي المقدمة القوة الصاروخية والطيران المسيَّر.

وأكّـد أنَّ الاستمرارَ في حالة الحصار أمرٌ مرفوضٌ، وحالة اللا حرب واللا سلم غير مقبولة، لافتاً إلى أن مساعيَ الأعداء في إثارة الفتنة الداخلية والاستهداف لأمن البلد، جزءٌ من العدوان على اليمن.

وتوجّـه البيانُ بالشكر لحزبِ الله في لبنان وأمينِه العام السيد حسن نصرالله، على موقفِه الإيماني والإنساني، وكذا أحرار العراق، وكلّ أحرار الأُمَّــة الإسلامية الذين وقفوا إلى جانب مظلومية الشعب اليمني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com