العملية صفعة استراتيجية للعدوان وهزيمة ساحقة للتكفيريين وتكتيكات الجيش واللجان حوّلت غارات العدوان إلى غير مجدية

مسؤولون وسياسيون وخبراء عسكريون تعليقاً على تحرير البيضاء وأجزاء من مأرب:

 

المسيَّرة – خاص

تتوالى انتصاراتُ أبطال الجيش واللجان الشعبيّة من يوم إلى آخر، وكعادته يخرج المتحدثُ باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، في مؤتمر صحفي؛ ليزف البُشرى لأبناء الشعب اليمني بهزيمة المرتزِقة في البيضاء ومأرب.

الخسارةُ للمرتزِقة خلال الأسابيع الماضية وللعدوان الأمريكي السعودي كانت فادحةً، فقد سُحِقَ المرتزِقة والخونة في عدد من مديريات محافظة البيضاء، والتي كان يراهن عليه العدوّ لتحقيقِ مكاسبَ عسكرية تضعِفُ تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبيّة صوب مدينة مأرب.

لقد خسر الخائن ياسر العواضي المعركة مسبقًا، ولم تفلح غارات العدوان المكثّـفة في إسناده، وتقدمه ولو لأمتار قليلة، وانقلب السر على الساحر، وتحولت ردمان وقانية من منطلق هجوم على الجيش واللجان الشعبيّة إلى منطقة هجوم يستخدمها أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة على مواقع العدوّ في عدد من مديريات محافظة مأرب كالعبدية وماهلية.

 

تحويلُ مسار المعركة

ويؤكّـد مستشار المجلس السياسي الأعلى وَأمين عام حزب الأُمَّــة، العلامة محمد أحمد مفتاح، أن الأهميّة الاستراتيجية لعملية تطهير مديرية ردمان ومنطقة قانية أنها أجهضت رغباتِ العدوّ في زعزعة أمن واستقرار البيضاء ومن وراء البيضاء ذمار وإب، وحولت مسار المعركة للعدو من هجوم على البيضاء إلى دفاع عن وجوده واحتلاله لمناطق في محافظة مأرب.

ويصف مفتاح في تصريح لصحيفة “المسيَّرة” هذه العملية بالنوعية والاستراتيجية بكل ما تعنيه الكلمة، مُشيراً إلى أنه كان هناك مسار هجومي كبير في محافظة البيضاء ومِن ورائها محافظتا ذمار وإب، وبفضل هذه العملية تحول الهجوم إلى هزيمة كاسحة لمرتزِقة العدوّ، وأصبح موقفهم دفاعياً بحتاً عن وجودهم وسيطرتهم على مناطق في محافظة مأرب.

من جهته، يؤكّـد المتحدث الإعلامي لتكتل الأحزاب اليمنية المناهضة للعدوان، الدكتور عارف العامري، أن الجيش واللجان الشعبيّة أسقطوا جميع الرهانات التي راهن عليها العدوان من خلال الخائن ياسر العواضي والمتمثلة في زعزعة الأمن في مديرية قانية بالبيضاء، وذلك من خلال التكفيرين والدواعش بالمحافظة التابعين للنظامين السعودي والإماراتي.

ويشير العامري في تصريح خاص “للمسيَّرة” إلى أن المتفجرات والكم الهائل من الأسلحة التي اغتنمها المجاهدون تجسد فعلاً مدى خطورة العدوّ بالمحافظة وارتباطه بأجندة دعم خارجية، مُشيراً إلى أن طيران تحالف العدوان ساند العواضي أثناء المعركة بأكثر من 200 غارة وأن مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة -بتوكلهم على الله- استطاعوا حسم المعركة خلال ساعات والتي أُسر خلالها أعداد كبيرة من المرتزِقة.

ويشيد العامري بالدور البطولي لمجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة وقبائل المحافظة وتعاونهم الكبير في حسم المعركة وإسقاط الفتنة، مُشيراً إلى أن التعامل السيئَ للمرتزِقة مع قبائل المحافظة دفع القبائل للتوحد مع الجيش في مواجهة الخونة والعملاء وطردهم من المحافظة.

ووجّه العامري الشكر للقيادة العسكرية على أعمالها الكبيرة والعظيمة وَتضحياتها الجسيمة في سبيل الحفاظ على السكينة وتحقيق الأمن والاستقرار، داعياً إلى المزيد من العمليات العسكرية والتي ستجبر قوى العدوان ومرتزِقته على إيقاف عدوانهم ورفع الحصار على بلادنا.

أما الناشط السياسي خالد العراسي فيشير إلى أن عملية تحرير مساحات كبيرة من محافظتي مأرب والبيضاء لم تكن المساحة فقط هي الإنجاز الأعظم في الموضوع رغم أنها مساحةٌ شاسعة، وذلك وحدَه يستحق الفخر والاعتزاز، وكذا صعوبة المنطقة وتضاريسها الصعبة هي الإنجاز الأبرز.

ويؤكّـد العراسي أن الإنجازَ الأهمَّ والأكبرَ أن المنطقةَ كانت أكبرَ وكر للجماعات التكفيرية منذ عقود مضت، وقد توغلت فيها هذه الجماعات منذ زمن طويل إلى أن أصبحت مناطقهم ولم يكن لديهم أدنى شك في فقدانها، مُضيفاً أن العملية الواسعة أنقذت أهالي المنطقة من طغيان وجبروت وظلم الجماعات التكفيرية المتأصلة في تلك المناطق.

ويواصل العراسي حديثه لصحيفة “المسيَّرة” قائلاً: لم نحرّر 400 كيلو متر مربع من المرتزِقة فقط، بل إن ذلك يفتح المجال لاكتمال الطوق على مأرب من خلال التحام مجاهدينا القادمين من البيضاء بمجاهدينا في جبهة مأرب.

ويوضح العراسي أن هذا الإنجازَ هو بفضل الله عز وجل ثم بفضل حكمة قيادتنا التي لطالما تعاملت مع الفتن باقتدار كامل وبمنظور إنساني ولم تتعامل معهم كخصوم إلَّا بعد إقامة كُـلّ الحجج وبعد أن يعرف القاصي والداني بأن مشعلي هذه الفتن جنوا على أنفسهم، مؤكّـداً أنه بوأد هذه الفتنة في المنطقة التي لم تستطِع الدولة اقتحامَها وتطهيرها من قبلُ سيعرف كُـلّ من تسول له نفسه بأن طوفان الجيش واللجان لا يمكن أن يصمد أمامه أحد، ذلك؛ لأَنَّ اللهَ معنا ومَن كان الله معه فلا غالب له.

 

قطع خطوط إمدَاد المرتزِقة

الخبراء والمحللون العسكريون لهم رأيٌ آخر فيما يتعلق بهذه العملية العسكرية، حيث يؤكّـد المحلل العسكري العقيد مجيب شمسان أن العملية النوعية التي استطاع من خلالها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة تحرير 400 كيلو متر مربع من محافظتي البيضاء ومأرب، تمثل نقلةً استراتيجية هامة قد تغير موازين المعركة في الجبهات الشرقية.

ويشير العقيد شمسان في تصريح خاص “للمسيَّرة” إلى أن العملية أضافت رصيداً استراتيجياً هاماً لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة، موضحًا أن تحريرَ قانية وردمان في محافظة البيضاء وموقعها الاستراتيجي الذي يرتبط بثماني محافظات -أربع محافظات شمالية وأربع محافظات جنوبية– سيمنح القوات المسلحة اليمنية سيطرة استراتيجية في مسارات تحرير المحافظات المحتلّة الجنوبية المجاورة للبيضاء.

ويؤكّـد العقيد شمسان أن دحر القاعدة وداعش وعناصر التنظيمات التكفيرية التي جلبها تحالف العدوان إلى محافظة البيضاء؛ لتغذيتها واستخدامها في مشاريعه التآمرية ومخطّطاته الهدامة، يعتبر ضربة من ضمن الضربات التي أوجعت العدوّ، وبالتالي فقد أفشلت العملية عدة مخطّطات ومؤامرات كان العدوّ يعول عليها كَثيراً.

ويقول العقيد شمسان إن عودة تلك المناطق إلى حُضن الدولة ستفتح مسارات وآفاقاً استراتيجية في الجبهات الأُخرى، وتحديداً في جبهة مأرب، وَأن هذه العملية قد توجّـه خارطة عمليات الجيش واللجان الشعبيّة نحو المحافظات الجنوبية المحتلّة.

ويتابع العقيد شمسان حديثه قائلاً: “هذه العملية تضاف إلى سجل عمليات الجيش واللجان الشعبيّة النوعية والكبرى، وهي تمثل صفعة قوية لتحالف العدوان ومرتزِقته الذين حاولوا أن يثيروا جبهة لم تكن مفتوحة، مستغلين فتنة العواضي؛ للتخفيف على المرتزِقة في مأرب”، لافتاً إلى أن هذه العملية من خلال ما قدمه تحالف العدوان من إسناد حوي وبري ورفد بالعناصر التكفيرية، أظهرت مدى القدرات العسكرية التي باتت قواتنا المسلحة تتحلى بها بعون الله تعالى.

ويواصل العقيد شمسان حديثه بالقول: انتهت العملية في غضون 24 ساعة ثم انتهت كاملة في ثلاثة أَيَّـام، وقد شارفت قواتنا على مديريتَي الماهلية والعبدية في مأرب، بعد تطهير قانية بالكامل، مؤكّـداً أنها تمثل صفعة استراتيجية على أكثر من مستوى وأكثر من اتّجاه.

من جانبه، يقول المحلل العسكري العميد خالد غراب: إن العدوّ كان يخطط استراتيجياً بربط جبهة البيضاء بجبهة مأرب، وأن يستغل فتنة العواضي ويقوم بطعنة في ظهر أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في جبهة قانية، ولكن بعون الله هذه العملية تمكّنت من تشتيت خطوط العدوّ الاستراتيجية وكذا خطوط الإمدَاد العسكرية.

ويضيف العميد غراب في تصريح خاص “للمسيَّرة”، أن العملية مكّنت من تشكيل جبهة مساندة في الاتّجاه الجنوبي الشرقي لمحافظة مأرب، بحيث تكتمل المسارات التي يسير عليها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة نحو تحرير محافظة مأرب، مؤكّـداً أنها عملية تضاف إلى الرصيد الكبير من العمليات الخالدة للقوات المسلحة، وعلى الرغم من أن الزمن قياسي وقصير فقد تم تطهير 400 كليو متر مربع وسط ظروف جغرافية معقدة ووجود قوة عسكرية ضخمة أعدها العدوّ.

ويشير العميد غراب إلى أن العمليةَ فتحت مسارات الجيش واللجان الشعبيّة باتّجاه قانية وتم تحريرها، ومن ثم اتجه المجاهدون الماهلية والعبدية في مأرب، وهو ما يعبر عن طبيعة المعركة القادمة في مأرب، موضحًا أنه عندما نتحدث عن تطهير تلك المناطق فإننا نتحدثُ عن ترسانة عسكرية كبيرة كان العدوّ يعدها لتنفذ مخطّطاته، لافتاً إلى أن مخرجاتِ هذه العملية جعلت من جيشنا ولجاننا متفوقاً كَثيراً في التكتيكات العسكرية التي استطاع من خلالها التغلب على الظروف والجغرافيا المعقدة، وَأَيْـضاً استطاع أن يقوم بالإنجاز والانتشار في عملية الهجوم في ردمان من أربع مسارات بطرق عسكرية تكتيكية جعلت الجهدَ الجوي المعادي غيرَ فعّال.

ويواصل العميد غراب قوله: تكتيكات الجيش واللجان الشعبيّة حولت الغارات الجوية للعدوان إلى غير مجدية، وحولت مجاميع العدوّ إلى جماعات متفرقة تبحث عن الهروب كأقصى إنجاز.

ويضيف العميد غراب، أن توفيق الله تعالى كان السببَ الرئيسَ، كما أن الموقف المشرف لقبائل البيضاء كان عاملاً هاماً في نجاح العملية، موضحًا أن التكتيكاتِ تمثلت في استخدام عدة وحدات في العملية وهي من باشرت ضرب مواقع وصفوف العدوان والمرتزِقة، وجعلتم مندهشين، منوِّهًا بأن العدوّ لم يتمكّن من لملمة الموقف ولم يستوعب العمليةَ جراء التكتيك الذي باغت العدوَّ من عدة مسارات.

ويتابع العميد غراب حديثه بالقول: نعلم أنه كان هناك من الفوائد والغنائم أسلحة فوق المتوقع ومخازن أسلحة كبيرة والكثير من المدرعات والآليات، أظهرت مدى التعويل الذي كان العدوّ مراهناً عليه باستخدام الخائن العواضي.

وفي ختام تصريحاته، أكّـد العميد خالد غراب أن ‘خلاصة الأمر أن العملية مثلت نموذجاً عن ما سيكون عليه الأمر في الأيّام القادمة، وجعلت العدوّ يخسر كُـلّ ما راهن عليه في البيضاء، حيث كان يهدفُ لتخفيف الضغط على مرتزِقته في مأرب’.

من جانبه، يرى الخبيرُ والمحلل العسكري اللواء عبد الله الجفري، أن العمليةَ الهجوميةَ الكُبرى في تحرير جبهة قانية وأجزاء من محافظة مأرب لها دلالاتٌ استراتيجية كبرى؛ وذلك كون محافظة البيضاء محافظة متنامية الأطراف تربط بين خمس محافظات يمنية، وأن جميعَ تلك المحافظات توجد بها جبهاتُ قتالٍ مدعومةٌ من تحالف العدوان.

ويؤكّـد الجفري في تصريح خاص “للمسيَّرة” أن تحريرَ أجزاء واسعة من مديريات مأرب ساهم بشكل كبير في قطع أحد خطوط الإمدَاد الرئيسية للمرتزِقة المتواجدين بالمدينة والذي يتواجد فيها أكثر من 15 لواءً، ناهيك عن تواجد غرفة العمليات الرئيسية لتحالف قوى العدوان وأنه لم يتبق للمرتزِقة سواء خطين رئيسين للإمدَاد خط شبوة وخط حضرموت.

ويوضح الجفري أن هذه العملية عززت القوةَ لدى مجاهدي الجيش واللجان وضيقت الخناق على مأرب، وأن المجاهدين باتوا يحاصرون المدينة من ثلاثة محاور (محور صرواح ومحور البيضاء ومحور الجوف).

ويقول اللواء الجفري: إننا اليومَ أمامَ مرحلة مختلفة من التطور الحاصل، وإن مسألةَ حسم المعركة في مأرب بحاجة إلى وقت فقط، مثمناً الدور الكبير لقبائل المحافظات ومساهمتهم التاريخية في تطهير البلد من دنس الغزو والاحتلال.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com