العدو السعودي والأمم المتحدة.. التسول باسم الإنسانية في اليمن

محمد عبد السلام: مؤتمر المانحين “محاولات سخيفة” من قبل المجرم لتجميل وجهه الإجرامي البشع

عبد الملك العجري: نستغرب محاولة الأمم المتحدة إلباسَ المجرم لبوسَ المحسنين المانحين

 

المسيرة- أحمد داوود

تستضيفُ المملكةُ السعودية التي تقودُ عدواناً غاشماً على بلادنا منذ أكثرَ من خمس سنوات، اليومَ الثلاثاءَ 2 يونيو 2020، مؤتمراً للمانحين لليمن بالشراكة مع الأمم المتحدة.

وسيعقد المؤتمرُ “افتراضياً”، حيث تهدفُ مملكة الشر من وراء هذا المؤتمر إلى ما تدّعيه بأنه سد للاحتياجات الأَسَاسية وزيادة الوعي بالأزمة الإنسانية في اليمن.

وسيلقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش كلمة يستهلُّ بها هذا المؤتمر، في وقت تحاول الأمم المتحدة فيه جمع أكثر من 2 مليار دولار؛ بغية ما تسميه تمويلَ أكبر عملية إغاثة على مستوى العالم.

واعتادت الأمم المتحدة خلال السنوات الخمس الماضية من عمر العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا، على إطلاق الدعوات لعقد مؤتمر للمانحين لليمن، حيث تكرس الأموال التي تجمعها من الدول المانحة في دعم مشاريع متعددة لإنقاذ اليمنيين في شتى المجالات وفي تحسين الأوضاع والخدمات، غير أن الحقيقة التي لا يستطيع أحد أن ينكرها أنه لم يتحقّق شيء إيجابي لبلادنا من وراء هذا الدعم، فلا مجاعة انتهت ولا أزمة غذائية تحسنت، بل إن الوضع يزداد قتامة من يوم إلى آخر؛ بسَببِ استمرار العدوان والحصار، والسعي الدؤوب لدول العدوان في إدخَال فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 إلى بلادنا.

والآن تكتمل المسرحية، فالسعودية التي تقود تحالفاً ضد بلادنا خلال السنوات الماضية ودمّـرت كُـلَّ مقومات الحياة، وتسببت في قتل الآلاف من المدنيين الأبرياء، تعمل على عقد مؤتمر تسميه “بالمانحين لليمن”، محاولةً إظهار “الوجه الإنساني” للمملكة أمام العالم، وهو وجه قاتم أسود يستقبحه العالم أجمع.

ويصف رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام تنظيم مؤتمر للمانحين في ظل استمرار العدوان على اليمن بـ”محاولات سخيفة” من قبل المجرم لتجميل وجهه الإجرامي البشع.

وقال عبد السلام في تغريدة له: إن اللجوء إلى تنظيم مؤتمر للمانحين في ظل استمرار العدوان والحصار، هروب من أصل المشكلة ومحاولات سخيفة من قبل المجرم لتجميل وجهه الإجرامي البشع، داعياً قوى العدوان إلى إيقاف عدوانها الغاشم على اليمن ورفع حصارها والكف عن حماقاتها.. قائلاً: “أوقفوا عدوانكم وارفعوا حصاركم وكفاكم حماقة”.

كما دعا عبد السلام المجتمع الدولي إلى العمل على وقف العدوان الظالم وألا يجاري المجرمين في إجرامهم وطغيانهم وسخافتهم.

وتعمدت السعودية خلال الأشهر الماضية إظهار “الوجه الإنساني”، فهي تدعي أنها أطلقت هدنة إنسانية في اليمن لا تزال قيد التنفيذ، وتهرول الآن لعقد مؤتمر للمانحين لليمن، غير الواقع عكس ذلك، فمع انعقاد هذا المؤتمر تواصل السعودية وضع العراقيل أمام عشرات السفن التجارية والنفطية وتمنعها من الدخول إلى ميناء الحديدة، لدرجة لم يتمكّن اليمنيون من الاستفادة من تدهور أسعار النفط عالمياً، وإلى اللحظة لا يزال مطار صنعاء الدولي مغلقاً أمام الرحلات الجوية، ولم تستجب السعودية ودول العدوان لنداء الإنسانية وصوت المرضى اليمنيين بإنقاذهم والسماح لهم للسفر إلى الخارج لتلقي العلاج، بالإضافة إلى غارات العدوان وطائرات السعودية لم تتوقف يوماً واحداً منذ أكثر من خمس سنوات عن قصف المدن والقرى والمزارع وكل مقومات الحياة في اليمن وسفك دماء المدنيين الأبرياء.

و يمكن القول إن السعودية التي تقود العدوان على بلادنا تخلع وجهاً وترتدي وجهاً آخر لتوهم العالم بأنها مع “الإنسانية” وحريصة على مصلحة اليمن واليمنيين، لكنها في الأَسَاس عكس ذلك تماماً.

ويرى عضو الوفد الوطني عبد الملك العجري أن هذا ليس غريباً، فدول العدوان تحاول تجميل وجهها القبيح وتبييض سجلها الإجرامي بتنظيم ما يسمى مؤتمر المانحين.

ويستغرب العجري من التواطؤ الأممي مع هذه المحاولة التي يصفها “بالبائسة” لإلباس المجرم لبوس المحسنين المانحين.

ويدعو العجري إلى إيقاف العدوان على اليمن أولاً، مؤكّـداً أن معالجة ما دمّـرته الحرب ليست “منحة” بل حق “لازم”.

ويواصل العجري حديثه قائلاً: “حتى لا تبقى مأساة اليمن مناسبة للتسول باسم اليمن وجمع الأموال التي يذهب معظمها لمافيا الفساد الأممية أكثر مما يستفيد منها المستفيدون.. إن كنتم إنسانيين جِـدًّا فعلى الأقل لا تمنحوا دول العدوان شرفاً لا يستحقونه.. قولوا لهم أوقفوا عدوانكم على اليمن وارفعوا الحصار عن الدواء والغذاء أولاً”.

وخلال السنوات الماضية عُقدت العديد من مؤتمرات للمانحين لليمن في الأعوام (2006 وَ2012 وَ2017 و2018)، غير أن المحللين والمراقبين يرون أن هذه المؤتمرات غير مجدية أصلاً، وأن معظم تلك الأموال لا تصل إلى المواطن اليمني المتضرر من سوء الأوضاع قبل العدوان وبعده، بينما يعتبر آخرون المؤتمر انعكاساً للأزمة المالية التي تعيشها المملكة، والتي أسفرت أحدث إجراءاتها التقشفية بإلغاء بدل غلاء المعيشة، ورفع القيمة المضافة إلى 3 أضعافها من 5 % إلى 15 %، مع تصريحات من وزير المالية بإجراءات تقشفية مؤلمة لاحقاً.

وقد تكون هذه الأزمة المالية الطاحنة التي تمر بها السعودية سبباً للبحث عن شركاء لتمويل عدوانها على اليمن، بعد أن أنفقت مبالغَ هائلة على صفقات التسليح وتمويل المرتزِقة داخل بلادنا.

وخلال السنوات الماضية استغلت السعودية والإمارات؛ كونهما أكبر المساهمين في جهود الإغاثة الإنسانية في اليمن، بالادِّعاء بإنقاذ أرواح اليمنيين، بينما تدمّـران اقتصاد البلاد وبُنيته التحتية.

وبحسب التقارير فإن “توفير أموال الإغاثة يسمح لهما (السعودية والإمارات)، كطرف مباشر بالاستمرار في تغذية الصراع، سعياً وراء تحقيق غاياتهما المرجوة منه”، وَأن الدولتين توظفان المساعدات الإنسانية في العدوان على بلادنا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com