منطقُ الخونة

يحيى المحطوري

..1.. إذا حصل لنا نصر عسكري.. قالوا: متوحشون ودمويون..

وطوال خمسة أعوام تقصفنا عشرون دولة بطائراتها وآلتها الحربية الهائلة.. وتقتل أطفالنا ونساءَنا..

وهم يقولون:

من أجل استعادة الشرعية..

ويجب إبادتهم..

وليس علينا في الانقلابيين سبيل..

..2.. إذا أصلحنا مؤسّسات الدولة وتقلّص نفوذ فسادهم.. وقطعنا أيديَ أدواتهم التي أفسدت..

قالوا: عنصريون واقصائيون..

..3.. إذا اقترب التحالفُ وقادتُه خطوةً نحوَ السلام..

قالوا: الحوثيون عملاء للسعوديّة والإمارات وتنازلوا..

وهم على يقين أننا لسنا من بدأ بالحرب بل هم وأسيادهم.. وأننا رجالُ الحرب ورجال السلام.. وهم تجار حروب وخونة استسلام وبائعو أوطان..

..4.. يحرقون بعض فصائلهم التي يريدوا التخلص منها.. تحت مواقع النيران..

وحين يبادون، يقبل بعضهم على بعض يتلاومون.. ويتبادلون الاتّهامات للتنصل عن المسؤولية أمام أسيادهم في التحالف؛ خوفاً من عقابهم..

وفي الحقيقة هم من يرفعون الإحداثيات عن بعضهم البعض.. وسيظلون يتلاومون حتى يصلوا إلى قعر جهنم.. وبئس المصير..

..5.. إذا تنازلنا لأي طرف منهم؛ مِن أجلِ أسرى أَو أي جانب إنساني آخر..

قالوا: الحوثيون متحالفون مع الإمارات.. أَو متفقون مع السعوديّة.. أَو متعاطفون مع قطر… إلخ..

وهم يبيتون في أحضان دول التحالف ليلا ونهاراً بغياً وسفاحاً.. وإن اختلفت المضاجع..

..6.. إذا برزت صورةٌ لوزير أَو مسؤول في إنجاز عملي..

جن جنونهم وقالوا: يسعى للشهرة.. وحريص على السلطة.. ويحب الظهور.. ويلمع نفسه..

والحقيقة.. أننا نعمل لخدمة الوطن بإخلاص.. ومعظم قادتنا وإنجازاتنا لا تظهر للإعلام..؛ تحاشياً للتباهي أحياناً.. وتقصيراً من القائمين على الإعلام في أحيان أُخرى..

..7.. يشتموننا ويسبوننا باستمرار.. وَإذَا قام أحدنا بالدفاع عن نفسه أَو عن أخيه..

قالوا: لماذا الرد؟..

ومطبلون، ولا يتحملون النقد… و… و… و….

والحقيقة أننا نتحمل النقد.. ولكن لا نقبل بالكذب والتشويه المتعمد.. والله المستعان..

..8.. تحملنا مسؤوليةَ الدفاع عن الشعب والحفاظ على ما تبقى من مؤسّسات الدولة.. في أصعب المراحل وأحلك الظروف.. دون أجور أَو مرتبات أَو استحقاقات..

وقالوا: عشاق مناصب..

انقلابيون..

دعاة حرب..

إلى آخر ما تبقى من أسطواناتهم المشروخة والسامجة والقبيحة..

..9.. يتهموننا بالفساد وهم يلتهمون كُـلَّ موارد اليمن المقدرة بمليارات الدولارات..

ويتهموننا بالإقصاء.. وهم يقتلوننا منذ خمسة أعوام.. ويعملون على قتلنا بشكل يومي.. وليس مجرد إقصائنا من مؤسّسة أَو عمل.. بل إقصاؤنا من الحياة الدنيا بشكل كامل..

..10.. وفي الختام يتساءل البعض:

لماذا لا يخجلون رغم انكشاف كذبهم وقبحهم لكل الناس؟!

والجواب: لأنهم مجرد أقلام مسعورة وأبواق مأجورة.. تقتاتُ من كذبها وافتراءاتها.. تعبُدُ المالَ المدنَّسَ وتصبغ لقمتها القذرة في دماء المساكين والمحرومين والمستضعفين من أبناء الشعب..

وَلا يكتبون عن قناعة..

والعاقبة للمتقين..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com