من أهداف الذكرى السنوية للشهيد .. بقلم/ عبدالله اليوسفي

تهدفُ هذه الذكرى لأَهْدَافٍ متعددةً، في مقدمتها التعظيم والتبجيل والتقديس لأسمى عطاء وأشرف تضحية وهو عطاءُ الشُّهَـدَاء، وَتضحياتهم التي كانت إلى أعلى مستوى، التضحية بالنفس التضحية بالحياة، التقدمة بأعلى ما يمكن أن يقدمه الإنْسَان، فيما بيده، فيما أعطاه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى..

التضحيةُ بالروح والحياة بهذه الدنيا الفانية، وهو عطاءٌ عظيمٌ وهي تضحية عظيمة، جديرة بالتقديس والتبجيل والتعظيم وكذلك جديرة بالاحتفاء بها والإشادة بها، والافتخار بها.

إن إحياءَنا لذكرى الشهيد السنوية تعبيرا لما لهم من مكانة في وجداننا وفي حاضرنا مستقبلنا وتأكيد على مواصلة السير في دربهم درب الحرية والإباء والعزة والكرامة ماضون على العهد ولا نبدل تبديلاً.

إن إحياءَ ذكرى هؤلاء العظماء تحيي فينا من جديد روحَ المسؤولية وَتزيدنا عزمًا إلى عزمنا وثباتاً في مواقفنا وصموداً في مواجهة التحديات والأخطار.

ونستذكرُ في هذه الذكرى ثقافةَ الشهادة ونستذكرُ الشُّهَـدَاء وما قدموه بأن نواصل المشوار حتى نلحقَ بركبهم وَنسير على نهجهم نسطّر من جهادنا وَبطولاتنا وصمودنا وثباتنا وتضحياتنا منهجاً يضيءُ صفحاتِ التاريخ ومدرسة تتعلم منها الأجيالُ المتعاقبة معنى حياة الجهاد والاستشهاد التي تتحرر الأوطان بها من هيمنة المتكبرين والطغاة والمجرمين وتبقى ثمارها تؤتي أكلها نصراً وعزةً للأجيال وتحميها وتعتر بها.

فالشهيدُ هو من جعل من جهاده ابتسامةً للبائس، وأملاً لليائس، وأماناً للخائف، وحمايةً للعرض، وصيانةً للحقوق، وَنُصرةً للمظلومين والمستضعفين.

إن إحياءَنا لذكرى عظمائنا إحياءٌ للقيم الجهادية في وجداننا بل نجعل من تلك القيم مدرسة نتعلم منها كُلّ المعاني جيلاً بعد جيلا وننهل من معينها النابع من قواعد الإيْمَــان روح العطاء والتضحية في سبيل الله لمواجهة التحديات والاخطار.

إن إحياءَنا ذكراهم تخليدٌ لروحية العطاء النابعة من واقع إيْمَــانهم الصادق فهم الرجال الدين قال الله فيهم (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ) تحَـرّكوا بصدق صدق في المواقف وهم رجال عطاء ورجال مواقف (وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) فعندما نتحَـرّك بهذه الروحية نكونُ بمستوى المسؤولية سنبقى ثابتين على العطاء وبذلك لا نغيّر ولا نبدّل.

إحياؤُنا لذكرى الشهيد نابعٌ من صميم قلوبنا لنسير على خُطَاهم، فذكراهم تعني محطةً نتزوَّدُ منها في عزمنا وصمودنا وثباتنا وموصلة التضحية مهما كانت التضحية في التصدي لطغاة والمستكبرين.

ذكرى الشهيد تمجيدٌ لعطائهم تخليدٌ لروحية العطاء بل ومن الوفاء لهم ومن مسؤوليتنا تجاههم أن نكونَ أوفياء مع المبادئ والقيم التي ضحّوا من أجلها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com