الطيران المسيّر يقصف مركز عمليات الغزاة في البريقة.. الغزاة ليسوا في مأمن

 

علي الدرواني

ارتفعت وتيرةُ عمليات سلاح الجو المسيَّر للجيش واللجان الشعبية مؤخراً وفي جديد عملياتها، قصفت طائرات قاصف التابعة لسلاح الجو المسيَّر مقر قيادة تحالف العدوان السعودي الأمريكي بمعسكر البريقة في مدينة عدن المحتلة جنوب البلاد بعدة غارات، بعد عمليات رصد دقيقة؛ لتؤكّـد هذه العملية على قدرة وحدة السلاح المسيَّر لتطوير قدراتها وخبراتها ومباغتتها للعدو في أماكن لا يتوقعها.

واللافتُ هذه المرة هو اختيار الهدف، فهو هدف دسم بكل ما تعنيه الكلمة من معنىً، نحن نتحدث هذه المرة عن غرفة عمليات الغزو والاحتلال، والتي يفترض أن يتواجد فيها كبار الضباط والقادة لدول تحالف العدوان السعودي والإماراتي ولا يستبعد أن يكون معهم هناك بعض الضباط الأجانب.

وفي دلالات هذه العملية النوعية والهامة لا يمكن قراءة الحدث من الزاوية العسكرية فقط، بل هناك عدة أبعاد وعلى رأسها البُعد الأمني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وإلى جانب أهميّة التوقيت واختيار الهدف النوعي، ومن حيث قدرة وصول هذه الطائرات إلى عقر العدو ونقاط تمركزه، ورصد تحرّكاته، والتحليق على مسافات ومديات طويلة ورصد الأهداف مع الأخذ بعين الاعتبار أن مثل هذه العمليات ذات طبيعة مزدوجة، بمعنى أنه يتم تنفيذُها بطائرتين مسيّرتين الأولى للرصد والثانية للقصف، ما يعني مضاعفة الجهود اللازمة لإدارة العملية بشكل دقيق وبالتالي تضاعف قيمة الإنجاز والاختراق.

من المهم الإشارة إلى أن سلاح الجو المسيَّر قام بعدة عمليات في العمق السعودي واستهدفت مطارَ أبها في عسير، وَفي الأَيـَّـام الماضية نفّـذ سلسلة من العمليات الهامة في الساحل الغربي محقّـقاً إصاباتٍ دقيقةً، وفرض معادلات عسكرية جديدة في واقع سير المعارك في الساحل الغربي وصلت إلى 10 عمليات استهدفت فيها تجمعات وأرتال الغزاة والمرتزقة خلال الشهر الماضي والتصعيد الأخير الذي استهدف مدينة الحديدة، وساهمت بشكل كبير وفعّال في إفشال رهانات العدو إلى جانب اليقظة والاستبسال والجهوزية الكبيرة لأبطال الجيش واللجان الشعبية في التصدي لجحافل النفاق والارتزاق.

ولملاحظة دقة إصابة الأهداف التي تحقّـقها هذه العمليات يمكن العودة إلى مشاهد الإعلام الحربي التي وزعت لأول مرة الاثنين الماضي لتنفيذ عملياته ضد الغزاة والمحتلين في الساحل الغربي مظهرة إطلاق طائرة نوع راصد لرصد تجمعات الغزاة والمرتزقة، وبعد أن تم رصدُ تجمع كبير للغزاة والمرتزقة، أطلقت القُوَّات الجوية طائرة قاصف لتتحَـرّك إلى الموقع المرصود وتطلق عدة قذائف على تجمع الغزاة والمرتزقة.

وحول العملية الأخيرة، فقد أكّد مصدر في سلاح الجو المسيَّر أنها أصابت هدفَها بدقة وحقّقت إصابات مباشرة، وقد تناقلت وسائل إعلامية موالية للغزاة الإماراتيين في عدن المحتلة سماع دوي عدة انفجارات في المدينة بالتزامن مع الإعلان عن هذه العملية الدقيقة والنوعية ونقلت عن مصادرَ عسكرية في عدن تعرض مقر قيادة تحالف العدوان لصاروخين من طائرات مسيرة، دون أن يدليَ بأية معلومات عن الخسائر.

وبالمحصلة فإنَّ هذه العملية وكذلك العمليات السابقة وتواترها تضعُ تجمعات الغزاة ومرتزقتهم وتعزيزاتهم وغرف عملياتهم كلها في دائرة الاستهداف ولن تكون بمأمنٍ بعد اليوم وستطالها ضربات سلاح الجو المسيَّر بتوفيق الله، كما أن السلاسةَ التي تتحَـرّك بها هذه الطائرات والقدرة الاحترافية على تسييرها لمديات طويلة لتنفيذ أهداف نوعية كما حصل اليوم في قيادة غرفة عمليات العدو المحتل في عدن فإنها تعلنُ انتهاءَ زمن هيمنة واحتكار طائرات العدوان السعودي الأمريكي للأجواء اليمنية وتثبت وجودَ ثغرات كبيرة يعاني منها العدو في السيطرة الجوية رغم الأسطول الكبير والضخم والطائرات الحديثة التي تخوض مسرح العمليات الجوية ولا يكاد يبرح أجواء البلاد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com