القرآن كنص مركزي في الثقافة القرآنية ماذا يعني؟

 

عبدالملك العجري

يُعرِّفُ أنصارُ الله حركتَهم بالمسيرة القُـرْآنية ومنظومتهم الفكرية بالثقافة القُـرْآنية؛ نظراً للمكانة الرمزية للقُـرْآن كنص مركزي في فكر السيد حسين الحوثي.. وحتى يتوضح لنا ماذا تعني مركزية النص القُـرْآني نمهِّدُ بالعرض لوضع ووظيفة القُـرْآن في النظام المعرفي التراثي إجمالاً كالتالي:

أولاً: وجودُ مصادر نصية وغير نصية إضافية مع القُـرْآن تتراوح ما بين (4- 8) على اختلاف المدارس.. هذه المصادر وإن كانت تأتي تاليةً للقُـرْآنية من حيث قيمتها الرمزية إلّا أنها من حيث دورها في التشريع أصبحت عملياً تنافس نصوص القُـرْآن إنْ لم تفوقها ومن ذلك:

  • مدونات الحديث النبوي وتضم أقوال وأفعال النبي وأقوال وأفعال غيره التي يقرُّها النبي صراحةً أَوْ ضمناً.

ب- القياس الفقهي وهو غير القياس المنطقي، فالأول يقوم على المشابهة الجزئية بنما الأخير يقوم على الاستقراء.

ج- مصادر أُخْـرَى مثل الإجماع أقوال السلف، المصالِح المرسلة، شرع من قبلنا… إلخ.

ثانياً: اختزال البؤرة الدلالية لنصوص القُـرْآن أَوْ المهمة الأساسية للقُـرْآن في إنتاج الأحكام الشرعية، وبالتالي انصباب التركيز على ما يسمى آيات الأحكام والتي تتراوح ما بين (150-200-500) آية كأعلى حَدٍّ.. وفي العادة تصنَّفُ آيات القُـرْآن من حيث مضمونها إلى حوالي ثمانية أصناف (الأوامر والنواهي، أخبار الأمم السالفة، الترغيب والترهيب، أخبار القيامة.. إلخ) الأصناف الأُخْـرَى غير آيات الأحكام المجتهد أَوْ الفقيه غير ملزم بمعرفتها ويمكنه الاستغناء بآيات الأحكام التي تعد شرطاً ضرورياً للمجتهد، بينما البقية والتي تشكل معظم آيات القُـرْآن (5736) دورُها ثانوي أَوْ غير مباشر في التشريع.

ثالثاً: تضخُّم مادة مدونات الحديث النبوي إلى ما يزيد عن (١٠٠) ألف حديث وفقاً لبعض التقديرات، وتعاظم دورها كماً وكيفاً، فمن ناحية الكم الهائل لنصوص مدوّنات الحديث مقارنةً بنصوص القُـرْآن تسعف العقل الفقهي النصي بحاجته من النصوص لتغطية الوقائع والنوازل، ومن ناحية أُخْـرَى تعد أكثر تفصيلاً ووضوحاًً مقارنة بتركيز وغموض نصوص القُـرْآن، ومن ثَمَّ أصبحت مدونات الحديث أكثرَ طلباً في تشريع الأحكام واعتماداً في فصل الخصومات وحسم الخلاف، ومن الروايات الدالة ما ينسب للإمام علي أنه قال لابن عباس وهو يستعدُّ لمحاورة الخوارج حاججهم بالسنة؛ لأن القُـرْآن لا يفيد معهم.

رابعاً: إمكانية تعطيل بعض نصوص القُـرْآن بنصوص مماثلة، أي نص قُـرْآني أَوْ حتى بنصوص ثانوية مثل نصوص مدونات الحديث النبوي فيما يُعرَفُ بمفهوم النسخ وبقائها في نص القُـرْآن مع أنها لم يعد لها من غرض حقيقي إلّا التصويت بها للبركة.. يتبع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com