عيدُ الأعياد اليمنية جمعة رجب.. بقلم/ مجيدة جاسر

قال الله تعالى: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) يا لها شهادة عظيمة عندما تأتي من الله وعلى لسان جبريل -عليه السلام- ليبشرَ النبيَّ محمداً -صلوات الله عليه وعلى آله- وسلم بدخول اليمنيين أفواجاً في إسلامهم فـسجد رسولُ الله سجدةَ شكر وفرح واستبشار بهذه البشارة العظيمة.

رجب من أعظم وأقدس الأشهر عند اليمنيين؛ لأَنَّ الله اختصهم وجعل إسلامهم في ذَلكم الشهر وجعل خير مبعوث بعثة رسول الله إلى اليمن وأهل اليمن أن يكون محبوباً عند الله ورسوله إنه الإمام علي كرم الله وجهه في الجنة.

دخل الإمام علي إلى صنعاء وخاصه إلى سوق الحلقة، ودعاهم للإسلام فاستجابوا لله ورسوله وللإمام علي عليه السلام. ولم يكن إسلامهم فقط فقد سبقهم من اليمنيين المتوافدين في بيعتَي العقبة الأولى والثانية، فأهل اليمن هم ألين قلوباً وأرق أفئدة، فهذا الشهر أتى ليخبرنا بأصلنا وفطرتنا التي فطرنا الله عليها ومن نعمة اختصنا الله بها إذَا جعل زوج بنت النبي ومدينة باب علم رسول الله مبعوثنا وهادينا إلى الإسلام لله سبحانه وتعالى.

رجب هو عيد من الأعياد التي اعتدنا عليها والتي نجدد فيها إسلامَنا وولاءنا لله ورسوله وأعلام الهدى في هذا العصر.

في شهر رجب نستذكر أهم الدروس والعبر التي غيبوها عنا وأتوا لنا بالبديل عنها وفرقونا عن هُــوِيَّتنا الإيمانية، أبعدونا عن عادات وتقاليد ليست خرافية صنعها البشر إنما هي من القرآن الكريم كان عليها أجدادنا الأوس والخزرج.

فأول جمعة من رجب تعتبر رابطاً وثيقاً وأَسَاسياً بين اليمنيين والإسلام، فهذه المناسبة تعتبر مهمة لكي نحافظ على هُــوِيَّتنا الإيمانية لتبقى رمزاً وبطاقة شخصية يعتز بها أجيالنا؛ لأَنَّ أول جمعة في رجب هي بطاقة تعريفيه لدخول اليمنيين الإسلام.

يجب أن نستقبل شهر رجب بالرجوع إلى لله والصيام والاستغفار والتسبيح والابتهال لله ونحمده ونشكره، إذ هدانا إلى صراطه المستقيم، فمن المناسب أَيْـضاً استقبال شهر رجب كاستقبالنا لعيد الفطر وعيد الأضحى ونقوم بتنظيف الشوارع ونلبس أطفالنا من أجمل الملابس ونعزز فيهم أصل هُــوِيَّتهم التي أصبحت بعيدة جِـدًّا وتوزيع الحلوى وزيارة الأرحام وروضات الشهداء.

من خلال إحيائنا لهذه المناسبة العظيمة تعتبر رسالة قوية ومزلزلة لأعداء الإسلام أننا ما زلنا متمسكين بهُــوِيَّتنا وثابتنا على إيماننا وإسلامنا وأننا لم نخرج من دين لله أفواجاً مثل ما نراه في معظم الدول العربية كـمملكة الحجاز التي خرجوا عن دينهم إلى العادات والتقاليد اليهودية والخرافية.

سنحتفل ونفرح ونجدد الإسلام ونتحَرّك كما أراد لنا الله ورسوله والإمام علي -عليه السلام- يا مرحباً بشهر رجب الشهر الذي أعزنا الله وجعلنا مسلمين، شهر مبارك وكلّ عام وأنتم بألف خير.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com