كيف ينظُرُ الغرب إلى المرأة؟!..بقلم/ أم المختار المهدي

 

منذ وقت مُبكر كانت المرأة هي المنفذ الذي يُحاوِلُ الغربُ الدخولَ منه إلى أوساط الأمم والمجتمعات لتنفيذ أغراضهم الدنيئة مستغلين الحالة التي وصل إليها العرب والمسلمين من الانبهار والإعجاب بالغرب لا سِـيَّـما النساء، حَيثُ تأثيرهنّ على المجتمعات كبير جِـدًّا وإن كنّ بعدد قليل؛ لأَنَّ المرأة تمثل نواة الأسرة وعمود المجتمع إن فسدت فسد المجتمع وإن صلحت صلح المجتمع بأكمله.

الغرب يركزون على المرأة والضرب لنفسيتها وفكرها وتحويلها إلى عنصر إفساد للآخرين، يُحاولون إبعادها عن الضوابط الشرعية التي هي لحمايتها، ومع الأسف هذا ما وصلت إليه الأُمَّــة الإسلامية إلى حالة الانبهار بالغرب الفاسد متجاهلةٍ كُـلّ ما يحيكه من مؤامرات ضد الإسلام والمسلمين، إذ لم يكتفوا بقتل المسلمين بل توجّـهوا إلى قتل عقائدهم وإيمَـانهم وطمس هُــوِيَّتهم والتفريق بينهم وبين ربهم وكتابهم وإسلامهم ونبيهم من خلال “الحرب الناعمة” التي استخدموا فيها كُـلّ الأساليب الشيطانية.

لطالما سمعنا الغرب يتغنى بِحقوق المرأة ويترنم بحريتها ولكنّه من سلب المرأة حُريتها وكرامتها وحتى حقها بالعيش فها هو يستهدف المرأة في كُـلّ البُلدان الإسلامية يستهدفونها ويظلمونها ويسجنونها في فلسطين وفي اليمن وغيرهما من البلدان الإسلامية يحرمونها من العيش الكريم ومن الحياة السعيدة.

وأهم ما يشجعون عليه هو حالة الفوضى والاختلاط بين الرجال والنساء لا يبقى ضوابط شرعية، يخرجونها من مُحيطها الأسري المحمي بتشريعات إلهية فتصبح منفتحة لها علاقة بالجميع دون أية حواجز، يُصورون للنساء المرأة الغربية كمرأة لها حقوقها وحريتها في العيش على هواها دون رقابة أَو ضوابط لا فرق بينها وبين الرجل، وهي تلك المتنعمة والمنفتحة والمرتاحة بالحياة والرفاهية والترف ويقدمونها كنموذج للاستقلالية، وهم في الحقيقة ينظرون للمرأة بصورة سلبية وخطيرة يعتقدون بأنّ الشيطان يعتمد عليها في عملية الإغواء.

يتصورون المرأة رمزاً للشر وعُنصراً بيد الشيطان ويعتبرونها السبب الرئيسي في الإغواء والانحراف بدءاً من أُمِّنا حواء هم يعتبرونها السبب في إغواء أبونا آدم ومعصيته وإخراجه من الجنة، هذه هي نظرة الغرب للمرأة نظرة ذلٍّ واحتقار، أسوأ حتى من النظرة الجاهلية قبل الإسلام للمرأة، نظرة الذل والخزي التي كان العرب يرونها بها.

كان العرب في الجاهلية يدفنون البنات أحياء خوفاً من السخرية والعار كما حكى لنا الله تعالى: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ، يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أم يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)، وكانوا يستخدمونها كوسيلة تجارية تدر عليهم الأرباح الوفيرة ويرغمونها على البغاء طمعاً في المال.

كانت المرأة آنذاك مضطهدة ومظلومة، ثم جاء الإسلام ليحميها ويصونها ويحافظ عليها وعلى عفتها وطهارتها وكرامتها وشرفها ونزاهتها، جاء لينتشل المرأة من ذل العبودية.

ظهر نور الإسلام وحرّر المرأة وأعلى من شأنها وحفظ لها حقوقها وكرامتها وصانها من كُـلّ أشكال الذل والرذيلة، بل وجعلها شقيقة للرجل كلاهما كيان واحد من أصل واحد وعظَّم مكانتها كما قال تعالى: (وَالْـمُؤْمِنُونَ وَالْـمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئك سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) من سورة التوبة.

وقال سبحانه واصفاً علاقة التساوي في الأجر على العمل الصالح: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَو أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) من سورة النحل.

هذا الإسلام هو الحُرية هو التحضر هو الرقيّ، وليس ما يدعيه الغرب من تفاهات تحط من شأن المرأة وتجلها ضائعة بلا هدف.

يجب علينا التخلق بِأخلاق ديننا الحنيف والتأسي بالقدوات الصالحات أمثال فاطمة الزهراء وخديجة بنت خويلد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم سيدات نساء العالمين -عليهنَّ السلام- بدلاً من اتباع الغربيات الساقطات أَو الممثلات والمغنيات وغيرهنَّ.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com