التصدِّي للطابور الخامس مسؤوليةٌ مشتركةٌ بين وعي المجتمع وإجراءات الدولة..بقلم/ د. يوسف الحاضري

 

لا يجتمعُ الحَقُّ والباطل في أمر واحد على الإطلاق، ولكن قد يلبس أحدهم الحق بالباطل ليغرِّرَ على المغفلين فيسقطون في باطلهم أي يقدموا قضيتهم الباطلة مزينة بثياب حق؛ لذا لا يمكن أن نطلق على أي شخص يقوم بعمل ما أَو يكتب شيئاً أَو يتكلم بشيء نتيجة هذا الأمر استفادة العدوان منه لا يمكن أن نطلق عليه مجاهداً أَو وطنياً أَو صادقاً حتى لو كانت قضيته حقيقية، بل إنه يصل إلى أبعد من ذلك، حَيثُ يمكن أن نصفَه أنه مرتزِقٌ بالمجان! بل أبعد من ذلك (مرتزِق بمعاناته)، حَيثُ يقدم معاناتِه مثلاً كوجبةٍ دسمةٍ يستفيدُ منها العدوُّ الذي يعجنُها ويخبزُها بطريقةٍ تفيدُ أهدافَه (وهذا ما نراه في إعلامهم)، فيبقى المرتزِق غارقاً في معاناته ويستفيد العدوّ من كُـلّ ذلك؛ لذا لو كانت هناك فعلاً نفسيةٌ وطنية جهادية حقيقية فكان عليه أن يصيغ شكواه بطريقة لا يمكن للعدو أن يستفيد منها إطلاقاً (على الرغم أن التشهير الإعلامي بطريقة بعضهم غير مناسبة وغير مقبولة دينيا ولا وطنيا).

الجانب الثاني هم أُولئك المغفلون الذين قلوبهم جوفاء وعقولهم هشة سريعو التأثر بالباطل لا يمتلكون من قوة الحصانة والوعي ما يجعلهم محصنين أمام هؤلاء الخبثاء فنراهم أولاً يتأثرون سلبياً وسريعاً بهؤلاء فيجمّلون قضيتهم على ظهورهم كمثل الحمار يحمل أسفاراً، وثانياً يتبنونها كقضية ويساهمون في ربط ما سيقدمه إعلام تحالف العدوان من تأجيج وضع بما سيقدمونه هم من تعاطٍ سلبي خاطئ في وقت أنه كان عليهم أن يكونوا حُصنَ الوطن الحصين في المجتمع ضد كُـلّ هؤلاء المرجفين والمنافقين والمرتزِقة والطابور الخامس حتى لو كانت أحداثُ تدورُ في المجتمع مؤلمة لهم فلا يجعلوا هذا الألم يرشُدُ توجّـهاتِهم وآراءَهم، خَاصَّة أنَّ هناك قضية كبرى عظمى يعيشها الشعب اليمني في مناهضة العدوان وأهدافه فيغرقون في تفاهات الامور والأشخاص على حساب سموها ورقيها.

الدولة والقيادة هي مسؤولة بدرجة رئيسية في المساهمة في دفن مثل هذه الأصوات وهذه الإرجافات وذلك من خلال إغلاق كُـلّ أبواب الفساد التي تحصل وكل إجراءات الإقصاءات والتعيينات الكارثية وهذه كلها أبواب ونوافذ يهيئونها لهؤلاء المرجفين ليتكلموا بما يمس المواطن مباشرة فيسقط المواطن في فخ هؤلاء، أَيْـضاً القيادة يجب عليها أن تقوم بعمل ثورة حقيقية في بعض الوزارات والتي يجمع الجميع على فشلها وفسادها حتى على الأقل في إطار التدوير الوظيفي خَاصَّة وبعض الوزراء تجاوزت مدتهم خمسة وست وسبع سنوات فقد قرأنا في عهد الإمام علي لمالك الأشتر أنه وضح له أننا نعرف نجاح وفشل المسؤول بما يجري الله به على ألسن الناس، أي أن الناس هم من يقيمون التقييم السليم والشامل والحقيقي من خلال ما يلمسونه من خدمات، فكارثة أن تتمسك الدولة بأشخاص بقائهم أصبح عار وكارثة ومؤلم.

أما أُولئك المنحطون التافهون الذين يظنون أن الأرض تدور في مدارهم وأفكارهم ومنشوراتهم أَو يوتيوبرهم فالمشكلة لا تكمن فيهم؛ لأَنَّهم (بيترزقوا)، المشكلة عند من يتابعهم ويتأثر بهم في وقت أنهم أقل وأدنى من أن يسمع اليهم؛ لأَنَّهم مهرجون أَو كاذبون، وهؤلاء سَمَّاعون للتهريج وسَمَّاعون للكذب وهم من يعطون هؤلاءِ شعبيّةً كبيرةً وقيمةً وقدراً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com