محافظ عدن طارق سلام في حوارٍ لصحيفة “المسيرة”: أبناءُ المحافظات المحتلّة كسروا حاجزَ الخوف ونعملُ لإيجاد قواسم مشتركة لمواجهة الاحتلال وطرده

 

نقول للغزاة والمحتلّين: ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة

المسيرة – حاوره منصور البكالي

أكّـد محافظ عدن طارق مصطفى سلام، أن ذكرى الـ30 من نوفمبر هي محطة عبور لتحرير الأرضي اليمنية من الغزاة والمحتلّين الجدد، مُشيراً إلى أن ثورة التحرير للمحافظات الجنوبية تتبلور على قدمٍ وساق مع كُـلّ الأحرار والشرفاء من أبناء المحافظات والمناطق المحتلّة.

ولفت سلام في حوارٍ خاص مع صحيفة “المسيرة” إلى أن العروض العسكرية والضربات الأخيرة التي منعت استمرار العدوان الأمريكي السعوديّ من نهب الثروات النفطية والغازية عززت ثقة أبناء الشعب اليمني بالقيادة السياسية والعسكرية في صنعاء.

إلى نص الحوار:

 

– بدايةً أُستاذ طارق.. ما الذي يعني للشعب اليمني ذكرى ٣٠ نوفمبر؟

تحل علينا ذكرى 30 نوفمبر للاستقلال المجيد الـ 55 وشعبنا اليمني يعاني من عدوانٍ كبير واحتلالٍ لأجزاء هامة من الأراضي اليمنية وخَاصَّةً في المحافظات والمناطق الجنوبية والشرقية، والمحافظات المحتلّة تؤكّـد بأن هذا الاحتلال يخطط لاستمراره طويلاً في اليمن بينما يتم استهداف المجتمع بمختلف الوسائل من ضمنها نشر الفتن بمختلف أشكالها المناطقية والجهوية والحزبية والطائفية والمذهبية والفئوية ويستهدف المجتمع بنشر الفساد والمخدرات وتغييب الخدمات وضرب الأمن والاستقرار واستحضار الإرهاب، وهي وسائل لعمل ممنهج لقوى الاحتلال تهدف لديمومة بقائه أكثر وأكثر.

 

 

– ما هي البرامج والخطط التي تعملون عليها لمساعدة أحرار المحافظات المحتلّة للنهوض في وجوه الغزاة والمحتلّين وطردهم من البلاد؟

طالما الهدف الأَسَاسي للعدوان هو البقاء الاستراتيجي والسيطرة على الثروة والموقع الجغرافي الهام ويعمل من خلال نشر الفرقة وتمزيق اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي، نواجه هذه المخطّطات والأهداف الخبيثة بخوض معركة الوعي وباستهداف مخطّطاته ومؤامراته وإفشالها، ونعمل على منعه في نهب الثروات ومنعه من إنشاء قواعد عسكرية والسعي للحفاظ على اللحمة المجتمعية والنسيج الاجتماعي، واليوم نحن في المحافظات المحتلّة نعمل على إيجاد قواسم مشتركة مع الفرقاء اليمنيين تحقن دماءهم كهدفٍ استراتيجي.

ومن خلال إعادة ترميم البنية المجتمعة والروح الوطنية وخلال الفترة الحاضرة سوف نشهد مخاضاً لانطلاق ثورة حقيقية في المحافظات المحتلّة بمعنى آخر نحن اليوم في حكومة صنعاء نسعى لإيجاد قواسم مشتركة تمكّنا من مواجهة المحتلّ وطرده ونؤمن بأن الوحدة قوة ومن خلالها بإمْكَاننا مواجهة مخطّطات المحتلّ التي تسعى للسيطرة على اليمن ونهب ثرواته وتقسيمه.

 

– ما مستوى التنسيق بينكم وبين مختلف القوى السياسية والمجتمعية الفاعلة في عدن والمحافظات المحتلّة؟

نحن نشتغل بأوجهٍ عديدة في المحافظات المحتلّة وتختلف من محافظة إلى أُخرى بعض المحافظات لدينا مديريات محرّرة والبعض الآخر.

لا يوجد ونسعى أولاً لتعميق الوعي الجمعي في هذه المحافظات تعرف طبيعة مخطّطات الغزاة والمحتلّين، وعملنا في هذا الصدد على إيجاد منظمات مجتمع مدني تهدف إلى ملاحظة هذه الاحتلال من خلال خلق تظاهرات يومية كانت في البداية تتوجّـه إلى المؤسّسات الخدمية ثم توجّـهت مؤخّراً إلى معسكرات قيادة هذا التحالف في مديرية البريقة، ثانياً نعمل من خلال وسائل الإعلام وبرامج خَاصَّة لخوض معركة الوعي، ثالثاً: نوظف كُـلّ الإمْكَانيات المتاحة لبلورة الوعي الجمعي لمواجهة هذا الاحتلال ثم خلق ثورة حقيقية ظهرت بشكل حقيقي في عدن وفي حضرموت، وفي المهرة، وتم قمعها بوسائل عديدة من خلال الالتفاف على هذه المظاهرات التي خرجت بافتعال حروب داخلية.

وهنا أؤكّـد أن ما حدث في يناير 2018م وفي أغسطُس 2019م وفي يناير 2021م من اقتتال بين فصائل الانتقالي التابعة للإمارات هي كانت مسرحية وأكذوبة كبرى الهدف منها احتواء مظاهرة الشارع ومن خلالها تم خوض عملية اعتقالات كبيرة للشباب الذين قادوا هذه التظاهرات وتم دك مدينة كريتر بالسلاح الثقيل.

 

– ما تقييمكم لمستوى الاستجابة من قبل القوى المجتمعية والشبابية المتطلعة للحرية في عدن وبقية المحافظات المحتلّة مع خططكم وبرامجكم وأهدافكم التي تستنهضون بها همم وعزائم أبناء الشعب لخوض معركة التحرير الشامل؟

يوماً عن يوم يتجلى هذا التجاوب بصور وأشكال عديدة من أهمها استقبالنا هنا في صنعاء لأفراد من قيادات في الحراك الجنوبي واستقبال عائدين من فصائل مليشيات الانتقالي والعمالقة، وتم الإعلان عنها نهاية الشهر الماضي وتبلور مثل هذا التجاوب من خلال ما ينشر في شبكات التواصل الاجتماعي من قبل أفراد متواجدين في عمق المحافظات والمناطق المحتلّة.

واليوم كسروا حاجز الخوف وأصبحوا قادرين أن ينشروا تطلعاتهم وهموهم في تغريدات ومنشورات، تهاجم سلطات الاحتلال بشكلٍ مباشر واليوم نحن نحاول نوجه الزخم في المحافظات المحتلّة نحو العدوّ الحقيقي وهو قوى الاحتلال بينما قوى الاحتلال تحاول عكس هذا الحراك الثوري في المحافظات المحتلّة باتّجاه أدواتها الداخلية، ولذلك نحن نسعى إلى ترتيب أولوياتنا في هذه المرحلة التي تم فيها تأمين المحافظات الحرة، وأصبحت الأولوية لصنعاء تتوجّـه نحو الغازي المحتلّ بشكلٍ مباشر ولذلك نحن اليوم، نبلور قواسم مشتركة مع فرقائنا اليمنيين من منطلق التزامنا بقيم ديننا الحنيف وقيم ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة، ومبادئنا الوطنية والأخلاقية بحقن دماء اليمنيين حَيثُما كانت، ومن خلال هذا العمل الجاد في حقن الدم اليمني سوف يشكل انطلاقة حقيقية لمخاض ثورة مسلحة تواجه التربص والمتربصين بحق شعبنا وسيادته الوطنية في المحافظات المحتلّة.

 

– قديماً كان المحتلّ البريطاني يحتل اليمن واليوم جاء معه الأمريكي والفرنسي والصهيوني والإماراتي والسعوديّ.. ما تقييمكم لمستوى قوة المحتلّ القديم والجديد وما تعليقكم على ذلك؟

ما ورد في خطاب الرئيس مهدي المشاط، الأخير حدّد طبيعة المحتلّ وأهدافه، وفي الأمس كان الغازي البريطاني يتواجد بشكلٍ مباشر في النقاط الأمنية في الشوارع، ولذلك تمكّنت ثورة 14 أُكتوبر من استهدافه بشكلٍ مباشر، ولكنا اليوم نواجه المحتلّ القديم الجديد ومن جلبهم معه عبر تراكم خيارات 129 عاماً، من العمل الثوري اليمني، ولذلك جاء المحتلّ الجديد كما قال الرئيس المشاط عبر قفازات إقليمية وأدوات ارتزاق محلية، ونحن اليوم نسعى لمواجهة العدوّ المباشر من خلال استهداف مصالحه في العمق السعوديّ والإماراتي وكشف مخطّطاته لكل أبناء الشعب اليمني أولهم إخواننا في المحافظات المحتلّة بما فيهم تلك القوى الموالية للمحتلّ، بمعنى آخر نحن اليوم لا نواجه الغازي المحتلّ بشكل مباشر؛ لأَنَّه يدفع بأدواته الإقليمية وعملائه المحللين لمواجهتنا على الميدان، ولكن بفضل الله تمكّنا من مواجه المحتلّ بشكلٍ مباشر عندما وجهنا ضرباتنا إلى شركة أرامكو والعمق السعوديّ والإماراتي، وفرضنا عليه التواجد بشكلٍ مباشر، ما يعني تمكّنا من هزيمة الأدوات المحلية والإقليمية، ولذلك تواجد الأمريكي والبريطاني والصهيوني في المهرة وحضرموت وشبوة وسقطرى بشكلٍ مباشر، ووقح وفج.

 

– برأيكم.. ما هو الهدف الرئيس لاحتلال اليمن؟

الهدف الرئيس لهذا العدوان والاحتلال هو السيطرة على الثروة والموقع الاستراتيجي ومثل هذه المزايا اليمنية تتوفر بشكلٍ كبير في المحافظات المحتلّة التي يستهدفها الاحتلال بأبشع الوسائل، التي استهدف فيها البنية المجتمعية والبنية التحتية على حَــدٍّ سواء، واليوم يظهر بجلاء طبيعة هذا العدوان والاحتلال من خلال سعيه لنهب الثروات وإيجاد منشآت وبنية تحتية عسكرية تابعة له في أهم الجزر والموانئ والسواحل اليمنية.

 

– في هذا السياق ما تفسيركم لرهانات الغازي على البقاء؟

الغازي المحتلّ لعب على مساوئ النظام السابق واستثمر فيها وأعطى وعوداً كثيرةً دغدغت مشاعرَ بعض القوى الحراكية بأنه سوف يستعيد دولة الجنوب سابقًا ويحول عدن إلى أبو ظبي، ولكن بعد ثمانية أعوام من هذه الوعود الجوفاء وبعد 8 أعوام من تواجده المباشر ورفضه لوجود أية إدارة محلية، يمنية جنوبية لحفظ مصالح الشعب اليمني اتضح للجميع أن أبناء شعبنا اليمني في المحافظات المحتلّة أن هذا مخطّطا خبيثا، وأن المحتلّ انكشفت كُـلّ مخطّطاته وأطماعه وتحويل الشعب في تلك المحافظات إلى مجتمع متناحر ومتقاتل يستصعب فيه توفير الخدمات كالكهرباء والماء والأمن الاستقرار.

 

– ما تعليقكم على عمليات القوات المسلحة في ميناء الضبة.. هل ستكون دافعاً لأبناء الجنوب للتحَرّك ضد المحتلّين؟

دعني أؤكّـد لك أن قرار منع نهب الثروة اليمنية ليس عملاً عاطفياً أَو عبثياً، بل وجه ضربة قاصمة لأهداف الغازي المحتلّ ومنعه من نهب الثروات اليمنية التي يعيش الشعب اليمني شظف العيش وانعدام الرعاية الصحية والأمن الغذائي، فكان هذا القرار الصائب ملبياً لتطلعات كُـلّ أبناء الشعب على مستوى الداخل، وعلى مستوى الخارج ضرب هدف من أهداف الاحتلال وجعل من استمرار الغازي بحاجة لإعادة تقييم تجربته في المحافظات المحتلّة، وحدث التفاف واجماع شعبي غير عادي مع ضربات صنعاء؛ باعتبارها الجهة القادرة على حماية الثروات اليمنية، والحريصة توظيف الثروات اليمنية لدفع المرتبات وتقديم الخدمات.

ومما حقّقه قرار القيادة الثورية والسياسية والعسكرية في صنعاء بمنع نهب الثروة “إعادة ترميم النسيج الاجتماعي وإيجاد إجماع وطني حول قضية هامة ونجد أن الاستجابة لهذا القرار في المحافظات المحتلّة كان فاعلاً وكَبيراً وأوجد لغةً مشتركة مع حكومة صنعاء، بمعنى آخر تمكّنا من تسديد ضربة استباقية لهدف “فرّقْ تسُدْ” وهو هدفُ السياسة الاستعمارية التي كانت تستهدفُ النسيجَ الاجتماعي، ومحاولة تغييب المرتبات، وفي حال تقييمنا لهذه للأهداف من الحصار فَـإنَّ العدوّ الغازي يستهدف كُـلّ أبناء الشعب بمختلف مكوناتهم وأطيافهم، وبمختلف توجّـهات قيادته.

 

– برأيكم: ما دور هذه الذكرى في استلهام دروس الحرية والاستقلال وإعادة شحذ الهمم لتحرير البلاد من قوى الاستعمار الجديدة، ومتى ستعاود شرارة الثورة الانطلاق ضد الغزاة؟

ثورة الـ 30 من نوفمبر تعطينا كُـلّ عام دفعة معنوية جديدة لمواجهة الغازي المحتلّ، وتشكل محطة لاستنهاض الهمم واستخلاص العبر ولذلك، يتمكّن الغازي والمحتلّ من البقاء فترة كبيرة خلال أعوام قليلة.

واليوم هناك مخاض حقيقي لولادة ثورة تحريرية في المحافظات المحتلّة تمثلت في الخروج في مظاهرات تستهدف المحتلّ وسوء الخدمات وفي النشاط الإعلامي من عمق المحافظات المحتلّة، ورفع عبارات وشعارات على الجدران وتنفيذ عمليات فدائية لم تسلط عليها الأضواء.

بمعنى آخر هناك حراك وتحريك للأرض تحت أقدام الغازي والمحتلّ ويأتي في مقدمتها مؤخّراً الأعمال العسكرية التي استهدفت عربات الاحتلال وبعض أدوات الاحتلال من خلال مواجهة مليشيات الإمارات والفصائل التابعة لها في المجلس الانتقالي وشهدت مديريات البريقة والشيخ عثمان وكريتر مثل هذا المخاض الحقيقي للثورة ولكن تم قمعها.

والمخاض الحقيقي الذي أتحدث عنه تبلور منذ 3 أعوام ومثل هذا الحراك الثوري للشارع الجنوبي لا يزال مفتقداً للقيادة الموحدة والمنظمة برغم وجود القيادات على مستوى الشوارع والأحياء لكن لا يوجد التنظيم والتنسيق على مختلف المحافظات المحتلّة، فعندما تخرج مظاهرة في أبين تغيب في عدن وعنما تخرج مظاهرة في حضرموت تغيب في المهرة، وعندما تخرج في سقطرى تغيب في المهرة وعدن وحضرموت، وهكذا لا يوجد تنسيق وقيادة موحَّدة حتى الآن.

ونعمل في المرحلة القادمة على أن تتبلور قيادة تجمع شتات الحراك الثوري في الجنوب، وبالتالي سيتمكّن الحراك الثوري من تحقيق نتائج ميدانية متقدمة وفعالة أكثر بكثير من الآن.

 

– إذَا ما تطرقنا للحديث عن الحراك الثوري المنظم يبرز إلى الواجهة الشيخ على الحريزي في محافظة المهرة.. كيف تنظرون إلى هذا التحَرّك؟

أولاً: ومن خلال منبركم الإعلامي الرائد لكل الأحرار في هذا العالم نوجه تحية حارة للشيخ علي الحريزي ولكافة أحرار محافظة المهرة السباقة في التصدي للغازي والمحتلّ، والذي أثبت أبنائها الأحرار صلابتهم وقدرتهم على التنظيم والعمل الفاعل الذي أقلق وأربك الاحتلال في محافظة المهرة.

ونحن نأمل أن ينسحب مثل هذا المشهد على كافة المحافظات اليمنية المحتلّة، وبل وتطوير هذا الحراك الثوري في المهرة من خلال إيجاد قيادة تعمل على تنظيم مثل هذه الخطوات، ومثل هذا الحراك الشعبي والتظاهر الحاشد في كافة المحافظات المحتلّة، بحيث يتمكّن في ذات اللحظة وفي ذات المناسبة من تحَرّك شعبي على مختلف الأصعدة والمحافظات، وفي حال وصلنا إلى هذه المرحلة المتقدمة في إنجاح العمل الثوري وتنظيم صفوفنا وفي إيجاد قيادة جامعة لشتات هذا الحراك الثوري سوف نتمكّن من الإعلان عن ثورةٍ حقيقية ومخاضٍ ثوري يواجه هذا الغازي المحتلّ ويوجه له أقسى الضربات.

 

– بعد العمليات العسكرية المتطورة لصنعاء في عمق العدوّ وحماية الثروات.. ماذا بقي للاحتلال من رهانات وقدرات يعول عليها للاستمرار في البقاء؟

نؤكّـد لشعبنا اليمني أننا وبفضل الله حقّقنا انتصارات على كافة الجبهات “العسكرية والسياسية والإعلامية والدبلوماسية”، لم يتبق للعدو من رهان سوى المزيد من تمزيق المجتمع وضرب النسيج المجتمعي وهو يعمل في ذلك على صعيدين صعيد المحافظات المحتلّة، الذي نشاهد فيها المزيد من التناحر بين فصائل العمالة والارتزاق التابعة له، ونلاحظ المزيد من سفك الدم اليمني واستهداف المجتمع وتمزيقه وهو من خلال ذلك يقوم بالاستغناء عن أدواته المستهلكة واستحضار أدواته الحقيقية وهي الأدوات العفاشية الداعشية ولذلك، نحن اليوم نلحظ استحضار مشهد الإرهاب وعملياته في أبين وفي عدن وفي الساحل الغربي، والإعداد لهذا السيناريو في حضرموت والمهرة وشبوة وبالتالي هو سيعمل على مواجهة انتصاراتنا بالمزيد من الفتن والاستهداف، وهذا على صعيد المحافظات المحتلّة، أما على صعيد المحافظات (الحرة) فهو يراهن على اختراق الجبهة الداخلية ويراهن على الحصار ويراهن على التسويف وسرقة الوقت وتأجيل الحل السياسي، وعلى خلاياه النائمة والطابور الخامس، ولذلك نحن اليوم نوجه الدعوة لكافة قوانا السياسية المتحالفة ولجماهير شعبنا التحلي بالمزيد من الوعي والحذر بأن يتصدوا لمثل هذا المخطّط الذي يستهدف من خلال الشائعات وبث الفرقة وإذكاء وتأجيج الفتن في صنعاء ومختلف المحافظات الحرة، ونناشد كُـلّ مواطن في المحافظات الحرة إلى المزيد من اليقظة والتصدي للشائعات بوعي وتفهم وأن يقدم عقال الحارات وأقسام الشرطة النموذج الرائد في التصدي لمخطّطات العدوان وتخرصات أدواته، وإحياء قيم التماسك واللحمة الوطنية بما يعزز المواجهة مع العدوّ ورفد الجبهات بالمزيد من قوافل المال والرجال.

 

– العروض العسكرية والأمنية التي جرت قبل شهرين في العاصمة اليمنية صنعاء لقت ردود أفعال من قبل قوى العدوان التي تلهث اليوم جاهدةً للحصول على تمديد للهدنة.. كيف ينظر المواطنون في المحافظات المحتلّة لها وما مدى إسهامها في رفع وتعزيز الروح الثورية؟

نحن نوجه التحية للقيادة الثورية والسياسية وقيادة وزارة الدفاع ورئيس هيئة الأركان وللمجاهدين في كُـلّ الجبهات والمحاور وفي القوة الصاروخية والدفاع الجوي على هذا التقدم الكبير في القدرة على توجيه ضربات لعمق الغازي المحتلّ من خلال تطوير وفاعلية مثل هذه الأسلحة الرادعة في جانبي الطيران المسيَّر والصواريخ البالستية، وهذا التقدم الكبير تبلور في العروض العسكرية والأسلحة التي تم عرضها، وهي أوضحت عدة رسائل:

أولاً من الرسائل التي جاءت من خلال العقود، أن موارد الدولة اليوم لا تذهب إلى جيوب وحسابات قوى الفساد والخيانة، وموارد الدولة اليوم وتوظيفها في قضية الدفاع عن الوطن، والوصول إلى مرحلة الاكتفاء في الصناعات العسكرية والذهاب نحو الصناعات المدنية.

ومن الرسائل للعروض العسكرية للداخل: “رسائل تطمين مفادها نحن قادرون على صون جبهتنا الداخلية وحفظها وردع الغازي المحتلّ وكسر الحصار، وأننا اليوم نقف على أعتاب بوابة الانتصار”.

ورسالة لقوى الغازي والمحتلّ مفادها “لن تكون في مأمن وأنت في عرينك ونحن قادرون على توجيه ضربات قاصمة في عمقك الاقتصادي ما بالك في وجوده في المحافظات المحتلّة”.

وأقول: إن مثل هذه الرسائل أعادت في قلوب أبناء المحافظات المحتلّة الأمل واستنهضت هممهم في مواجهة الاحتلال، وبمعنى آخر أن كُـلّ الممارسات التي مورست بحق أحرار الجنوب الذين يئسوا منها لن تزيدهم إلا قوة وبصيرة وَثبات في كافة المحافظات اليمنية.

ولهذا أصبح اليوم من الضرورة على الغازي إعادة تقييم تجربته العدوانية لاحتلال شعبنا ونهب ثرواتنا بجدية وأن يضع معادلة للربح والخسارة حال بقائه وتواجده في المحافظات الجنوبية والمحتلّة؛ لأَنَّه بلا شك سوف يخسر، وأن معادلة القوة على الأرض قد تغيرت، وأن موعد رحيلة بات قريباً.

 

ما هي رسالتكم ورسالة كُـلّ أحرار الجنوب لقوى الغزو والاحتلال وللقواعد الأمريكية البريطانية والصهيونية والإماراتية والسعوديّة المتواجدة في المحافظات والسواحل والموانئ والجزر اليمنية المحتلّة؟

نقول ليس هناك ما يعيب في تواجد إخوتنا من أبناء عدن والمحافظات الجنوبية المحتلّة في صنعاء؛ لأَنَّه من الطبيعي عندما تفقد جزءًا من وطنك وتنتقل للجزء الآخر منه لتمارس نشاطك ومسؤوليتك الوطنية وتجميع القوى لخوض معركة التحرير منطلقاً من أقرب نقطة، وتواجدنا في صنعاء بمثابة نقطة انطلاقة نحو المحافظات المحتلّة.

نحن نعمل؛ مِن أجل تحشيد كُـلّ القدرات والطاقات والإمْكَانات لأبناء المحافظات الحرة لخوض معركة التحرير والاستقلال، وبمعنى آخر أننا اليوم نقف خلف قضية سيادية هي قضية الحرية والاستقلال، وطالما يوجد غازي أجنبي ينتهك السيادة والكرامة وينهب الثروات، ويعمل على تمزيق المجتمع.

واليوم القضية الجنوبية لم تعد قضية مطالب واستحقاقات مشروعة بل أصبحت قضية سيادية هي قضية التحرير والاستقلال طالما الغازي الأجنبي ينتهك كُـلّ المحرمات، فعلينا كأبناء الجنوب وكل أبناء الشعب الاصطفاف لخوض المعركة.

ونحن نقف في خندقٍ واحد وهدفٍ واحد وعدوٍ واحد يحاصرنا ويقتلنا وينهب ثرواتنا وينتهك سيادة واستقلال بلادنا، ويجب أن نوجه أسلحتنا ورصاصنا وعدائنا الحقيقي لصدر الغازي المحتلّ المستهدف للجميع.

 

– ما تعليقكم على التحَرّكات الأخيرة للعدو الأمريكي والبريطاني في المهرة وحضرموت؟

بعد فشل رهانات قوى الاحتلال بقيادة أمريكا على مرتزِقتها المحليين في خوض المواجهة مع الجيش اليمني، وكشف زيف ما يسمى “بإعادة الشرعية” عاد مجدّدًا لاستخدام ورقة مواجهة ما يسمى بالـ “القاعدة” ليعطي نفسه الحق في احتلال محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى وأبين وشبوة، وهذه كلها ذرائع مكشوفة لاحتلال تلك المحافظات ونهب خيراتها النفطية والغازية.

 

كلمة أخيرة؟

من خلال استحضار دروس وعبر ثورة الـ 30 من نوفمبر نحن نوجه الدعوة لكافة المواطنين وأحرار الجنوب بأن عليهم مد أيدهم إلى صنعاء طالما صنعاء تمد يدها لكل الأحرار وتؤكّـد واحدية القضية، وأن هناك غازياً محتلًّا يمتهن كرامة الجميع، وينهب ثروات الوطن وبالتالي أصبح هدفنا واحد هو مواجهة هذا الاحتلال.

ونحن اليوم نوجه الدعوة للمواطنين بأن عليهم فهمَ مخطّطات الغزاة والمحتلّين واللحاق بموكب الأحرار وربان سفينة الحرية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وأن على الإخوة في المحافظات المحتلّة توحيد الجهود وحشد الطاقات لمواجهة الغازي المحتلّ وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com