رئيسُ مجلس إدارة شركة يدكو الدوائية الدكتور عبد الملك أبو دنيا في حوارٍ لـ “المسيرة”: أعدنا تشغيلَ مصنع المحاليل الوريدية بعد توقف دام 12 عاماً والعدوان الظالم يمنع دخول الكثير من المواد الخام الخَاصَّة بالشركة

المسيرة – إبراهيم العنسي

قال رئيسُ مجلس إدارة شركة يدكو الدوائية، الدكتور عبد الملك أبو دنيا: إنهم أعادوا تشغيل مصنع المحاليل الوريدية بعد توقف استمر لأكثر من 12 عاماً، حَيثُ يعتبر المصنع هو الوحيد في اليمن والهام في هذه الصناعة.

وَأَضَـافَ في حوارٍ خاص مع صحيفة “المسيرة” أن المصنع يعتبر الأحدث في شبه الجزيرة العربية، غير أن العدوان الظالم شارك بطريقة مباشرة في إيقاف الشركة من الإنتاج عبر القصف والعدوان المباشر حول مناطق قريبة من المصانع وكذلك عبر منع دخول أي مواد خام أَو قطع هامة تتعلق بصيانة الخطوط وإعادة التشغيل من جديد خلال الثماني السنوات السابقة.

وأشَارَ إلى أن العدوان كذلك منع دخول الكثير من المواد الخام الخَاصَّة بالشركة، بل وتمت مصادرتها ولأكثر من شحنة مواد خام ظلماً وعدواناً وتكبراً وتجبراً.

إلى نص الحوار:

 

– أعلنتم عن إعادة تشغيل مصنع المحاليل الوريدية بعد توقف دام أكثر من عقد.. لماذا توقف هذا الخط من قبل ولأكثر من عقد من الزمن؟

في البدء وبفضل الله عز وجل، فقد وفقنا لإعادة تشغيل مصنع المحاليل الوريدية بعد توقف طويل ولحوالي ١٢ عاماً من توقف الإنتاج بهذا الخط الحيوي الهام، حَيثُ إن هذا المصنع هو الوحيد في اليمن والهام في صناعة المحاليل الوريدية لما يمثله من أهميّة أمن دوائي للبلد خُصُوصاً في ظل العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الجائر والظالم على بلدنا.

هذا المصنع يعتبر من أحدث المصانع في شبه الجزيرة العربية لا تمتلك آلاته سوى دولة عربية إلى جانب اليمن.. أي أننا نتحدث عن خطٍ إنتاجي متطور ومتقدم ودقيق من شركة بلومات الألمانية.

 

– كانت بداية هذا المصنع قبل ما يقارب عقدين من الزمن؟

كانت بداية العمل فيه منذ عام 2003م، واستمر العمل بطاقته القصوى لتغطية احتياج البلد من كُـلّ المحاليل الوريدية حتى عام 2011م، ثم استغلته مليشيات الإصلاح من قبل المدعو علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع آنذاك بالسيطرة عليه عبر مليشياته من عسكر الفرقة فنهبوا قطعاً هامة في خطوط الإنتاج وبالخصوص قطع تشغيل مصنع المحاليل وتعطيل نظام التشغيل للمصنع لتدمير الشركة والتآمر مع بعض الجهات الخَاصَّة استغلالاً للوضع والفترة التي كانت تمر بها البلاد من انفلاتٍ أمني واقتصادي.

 

– في ما يتعلق بالعدوان الغاشم على بلادنا كان له تأثير كبير على القطاع الصناعي.. ما التأثير الذي لحق بالشركة جراء العدوان؟

العدوانُ الظالمُ شارك بطريقة مباشرة في إيقاف الشركة من الإنتاج عبر القصف والعدوان المباشر حول مناطق قريبة من المصانع وكذلك عبر منع دخول أي مواد خام أَو قطع هامة تتعلق بصيانة الخطوط وإعادة التشغيل من جديد خلال الثمان السنوات السابقة.

لقد منع العدوان دخول الكثير من المواد الخام الخَاصَّة بالشركة، بل وتمت مصادرتها ولأكثر من شحنة مواد خام ظلماً وعدواناً وتكبراً وتجبراً.

 

– جرى الحديث عن فشل خمس إدارات متعاقبة للشركة في تشغيل هذا الخط الإنتاجي؛ بسَببِ قطع نظام التشغيل ونظام التحكم في الآلة من قبل الشركة الألمانية المصنعة “بلومات”.. لماذا برأيكم لم تجد الإدارات السابقة آنذاك البديل للتشغيل؟

حاولت الإداراتُ السابقة وبذلت جهوداً كبيرة لا ينكرها أحدٌ وخُصُوصاً الإدارةَ الأخيرةَ ويُشكرون على كُـلّ ما بذلوه من جهود وأعتقد حينها لم يكن هناك تجاوب من الشركة الألمانية في توفير القطع اللازمة والهامة في التشغيل.

ومن جانبنا فقد تم الإلحاح عليهم والتواصل والبحث معهم بجدية؛ مِن أجلِ إعادة الثقة بيننا للعمل المشترك والحمد لله وجدنا تجاوباً كَبيراً واستطعنا توفير القطع الهامة التي كانت السبب في التوقف وبفضل كادر الصيانة والمهندسين المدربين تم إعادة تشغيل المصنع من جديد بنفس القدرة على التشغيل..

لقد ظل متوقفاً حوالى ١٢ عاماً وقد كانت الآمال معقودة ومنتظرة بشكلٍ كبير لكل إدارة تأتي تقوم بإعادة تشغيله حتى أنه تحول إلى حلمٍ لكل يمني بإعادة تشغيل المصنع وخط إنتاج المحاليل.

 

– ما حجم القوة العاملة اليوم التي تشغل هذا الخط الإنتاجي؟

لدينا من فنيين وإداريين وعاملين بما يصل إلى أكثر من 60 عاملاً وعاملة وهؤلاء يعملون على خط إنتاج المحاليل.

 

– ماذا عن خطة العمل القادمة لخط المحاليل للوصول إلى الاكتفاء؟

الخطة القادمة أننا نستطيع إنتاج ما يقارب خمسة ملايين وخمسمِئة ألف قربة كمرحلةٍ أولى ونسعى عبر خطتنا الخمسية القادمة إلى أن نصل للاكتفاء الذاتي بشكلٍ كامل 100 %.

 

– ماذا عن مواد المحاليل هل تستورد من الخارج؟

نعم.. فيما يتعلق بالمواد الخام ومواد التعبئة والتغليف نستوردها بشكلٍ كامل من الخارج.

 

– وما تأثير ذلك على عملية التصنيع والاكتفاء؟

بكل تأكيد ووفقاً للرؤية الوطنية الشاملة للبلد نحو الاكتفاء الذاتي من الدواء والغذاء، ونحن الآن كمصانعَ محلية وعددها عشرة مصانع لا تغطي إلَّا ما نسبته 23 % من الاحتياج ونسعى خلال الثلاث السنوات المقبلة أن نصل إلى 50 % -إن شاء الله تعالى- يليها المرحلة الثانية والتي سوف نغطي فيها -بحولِ الله- نسبة 90 % وهذا بالطبع إذَا تضافرت كُـلّ الجهود وحضينا بدعمٍ وامتيَازات وتسهيلات من الجهات المختصة..

 

– بالحديث عن الخطة القادمة هذا يعني أنكم لم تبدأوا الإنتاج بعد؟

نحن ننتجُ أصنافاً عديدة وحَـاليًّا يوجد لدينا أكثرُ من 50 منتجاً دوائياً وخلال الأشهر المقبلة لدينا اتّفاقية تعاقدية لتصنيع أكثر من 60 صنفاً دوائياً جديدًا، ولأول مرة في تاريخ الشركة ذات أهميّة حيوية كأصناف القلب والضغط والسكري والجلطات والحساسية.

 

– ما هي أبرزُ العقبات أَو العراقيل التي تواجهكم؟

إن شاء الله تعالى، لن نواجهَ ممانعةً في إنتاج المحاليل الوريدية بشكلٍ خاص لما لها من أهميّة قصوى في تحقيق الأمن الدوائي للبلد فهذه توجيهات السيد القائد العَلَم عبدالملك بن بدرالدين الحوثي -سلام الله عليه-.

 

– تقولون: إن المصنع سينتج 5 ملايين وخمسمِئة ألف قربة حَـاليًّا من إجمالي 40 مليون قربة تحتاجها اليمن سنوياً.. هل ستنتج كُـلّ عام هذه النسبة؟

نحن قادرون بعون الله تعالى على إنتاج كميات تصل إلى خمسة ملايين وخمسمِئة ألف قربة من إجمالي احتياج سنوي أربعين مليون قربة ونسعى للاكتفاء الذاتي.

 

– ما حجم العملة الصعبة التي سيوفرها إنتاج بهذا القدر؟

إن شاء الله تعالى، سيوفر إنتاجنا من المحاليل عملة صعبة بأكثر من عشرة ملايين دولار للبلد مع تشغيل عمالة يمنية وتحقيق اكتفاء.

 

– هل كان إنتاج المحاليل في السابق وفق معايير ومواصفات المحاليل العالمية؟

بالتأكيد.. نحن على التزامٍ كامل بصناعة المحاليل الوريدية بمواصفاتٍ عالمية وكما أشرت فلنا تجربة سابقة لتسعة أعوام قبل التوقف وكانت ضمن أحدث المواصفات العالمية التي لم تصل لمستواها كثير من الشركات العربية والهندية والصينية.

 

– هل يعني هذا أن صناعةَ الدواء الوطني تطبِّقُ معاييرَ تفوق المعاييرَ المتَّبعة بشركات عربية وأجنبية؟

الأمثلةُ لدينا كثيرةٌ خُصُوصاً وملفات أصناف الشركة وموادها الخام من مصادر الشركات العالمية كشركة باير وروش لهذا السبب ننافس اعتماداً على مصادرنا وملفات التصنيع..

أيضاً المحاليل الوريدية الشركة الوحيدة التي تصنع بمادة البولي بروبيلين صديق البيئة وهى أعلى وأجود نوع للرولات ولا يتوفر في صناعة الشركات العربية ولا الهندية أَو الصينية.

 

– هل من خطوط إنتاج دوائي أُخرى تسعون لتشغيلها ضمن تشجيع الصناعة الدوائية؟

بفضل الله -سبحانه وتعالى- وتعاون كُـلّ كادر الشركة المؤهلين والمخلصين تم إعادة كُـلّ خطوط الإنتاج وعددها 11 خطاً إنتاجي وقريباً إن شاء الله تعالى مع بداية العام القادم ستتم إضافة خط جديد للشركة ولأول مرة في اليمن وهو خط إنتاج الأعشاب الطبية والعطرية ونحن نعمل بإعداده الآن وسيتم الافتتاح مع بداية العام يناير ٢٠٢٣م.

 

– كيف سيتم إنتاج أعشاب طبية وعطرية.. ما فكرة الإنتاج هذه؟

قريباً إن شاء الله.. نحن بصدد تدشين أول خط إنتاجي في اليمن لتصنيع الأعشاب الطبية والعطرية من مواد خام يمنية، حَيثُ ويوجد لدينا ثروة طبيعية نباتية هائلة ذات الأثر الطبي ولدينا مشاريع لاستخلاصات جاهزة ليتم تصنيعها وفقاً للدراسات والدساتير العالمية.

 

– كلمة أخيرة لكم؟

أملُنا كبيرٌ من القيادة السياسية العليا للالتفات نحو الشركة اليمنية يدكو ودعمها مالياً ولوجستياً؛ لأَنَّنا نعاني من أزمة مالية والتزامات مالية سابقة، لما تمثله الشركة من صمام أمان للدواء في اليمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com