العرسُ الجماعي الأكبر في تاريخ اليمن..بقلم/ خـديـجة المرّي

 

في مشهدٍ استثنائيٍّ غير مسبوق، شهدت اليوم عاصمة العواصم، والشريان المتصل بهذا الشعب العظيم العاصمة “صنعاء” أكبر عرسٍ جماعي في تاريخ اليمن المُعاصر، عرسٌ أقامته الهيئة العامة للزكاة، وهو العرس الجماعي الثالث، والذي حظر فيه وشارك عشرات الملايين من كُـلّ مُحافظات الجمهورية اليمنية، ليظهروا فرحتهم وتهنئتهم لكل العرسان، ومُغيظين بذلك كُـلّ الأعداء ومن سار في صفهم.

فمن مُنطلق قولـِه تعالى: ((وَأَنْكِحُوا الأيّامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)) دشّـنت الهيئة العامة للزكاة العرس الجماعي الثالث لعدد أكثر من 10044 عريسا وعروسا، وهذا إن دل على شيء فَـإنَّما يدل على التكافل الاجتماعي من قبل هيئة الزكاة العامة، والمُبادرة والالتزام بكل تُوجيهات السيد القائد -سلام الله عليه- في إحدى خطاباته التي يُشيد دائماً بالتكافل الاجتماعي والتيسير في أمور الزواج، مما يُؤدي إلى تكوين وبناء أسرة مُتماسكة قوية، مُلتزمة بمبادئ الدين الإسلامي القويم، بعيدة كُـلّ البُعد عن الانحراف والضياع والتجرد من القيم والأخلاق، وتشجيع لكل فرد في المجتمع بأنهُ قادرٌعلى الزواج، مهما كان علينا العدوان والحصار.

ونحن في المرحلة التي يسعى العدوّ من خلالها إلى التشويه لمثل هذه الإنجازات العظيمة، والتغطية لمثل هذه الأعمال الخيرية بأشياء ثانوية خارجة عن إطار ما ليس في قاموسنا، ولكن بوعينا وبصيرتنا أصبح ولله الحمد الشعب اليمني أكثر صموداً وثباتاً، لم يُثنيهِ هذا العدوان، ولم يُؤثر عليه، في كُـلّ المجالات، بل صنع النصر، واستطاع أن يُحقّق ما كان في مُخيلة هذا العدوان الغاشم علينا طيلة ثمان سنوات، وبفضل تكاتف كُـلّ الجهود القائمة من قبل هيئة الزكاة، اليوم تم إقامة هذا العرس الأكبر.

فمثل هذه الإسهامات تعدّ من أهم الأولويات التي يغتاظ منها العدوّ، فهي تُعتبر إسهاماً ومشروعا فيه يتم تيسير الزواج على من لم يتمكّن منهُ، ومُعالجة أكبر خُطورة يُراهن عليها العدوّ وهي “الحرب الناعمة” الشبكة العنكبوتية كما وصفها السيد -يحفظه الله- والتي هي أشدّ خطراً على الشباب والشابات في مجتمعاتنا، والتي من خلالها يركز العدوّ على استهداف أبناءنا وبناتنا، ونشر الرذائل والمفاسد في شعبنا اليمني العظيم، وبوعي شعبنا وتكاتفه وعطائه المُستمرّ نرى اليوم الحماية القائمة على كُـلّ الشباب وأصبحت الزكاة تُصرف في مصارفها.

وهذا الإنجاز الذي سيُساعد الجميع للحد من مشكلة غلاء المهور ويسهل تكاليف الزواج الباهظة لمن لا يقدر عليه، تأسي بقدوتنا وقائدنا رسول الله -صلوات عليه وآله- الذي قال: ((إذا جاءكم من ترضون دينهُ وخلقهُ فزوجوه)) فليس الأهم في الزواج أن يكون المرء غنياً، بل الأولى أن يكون كما وصفه الرسول أكثر ديناً وخُلقاً، والذي يضمن تأسيس لبنة صالحة في المجتمع.

وعلى رجال المال والأعمال للمبادرة والالتفات إلى مثل هذه المبادرات الاجتماعية، والتعاون، وإخراج الزكاة وصرفها في محلها، فهي ركن من أركان الإسلام، ولا بُـدَّ من إخراجها والاهتمام بها، فهي تعود بخيراتها أضعافاً مضاعفة لأبناء شعبنا، بعد ما كانت تذهب في السابق إلى لصوص وخونة الوطن، وكانت تذهب إلى مصالح أعدائنا، ولا يتم صرفها في مكانها، وهَـا هي اليوم بفضل الله تعالى ثم الهيئة العامة للزكاة ترجع لمستحقيها، وتقف بكل عنف إلى جانب الفقراء والمساكين وتُساعدهم وتـُسهل لهم كُـلّ الأمور، وتحصين الشباب من السقوط في مُستنقعات العدوّ، الذي يشن علينا هجمة إعلامية هائلة، ليسهل عليه السيطرة علينا وعلى شبابنا، ولكن هيهـات لهُ ذلك، فشعبنا بات لديه التحصين بالثقافة القرآنية، وتربى التربية الإيمَـانية التي تحميه من الانجرار في المحرمات، ولا يصنع الجرائم والشائعات.

وعلى الجميع التوعية بأهميّة تيسير تكاليف الزواج، والانضباط بتيسير غلاء المهور التي مُعظم المُجتمعات ما زالت تُعاني منها وللأسف الشديد، والحد الأقصى بعدم نشر السلبيات التي تحصل في بعض الأعراس، وتذهب معظم المأكولات إلى القمامة، والتبذير في الملبس، والإسراف في الحفلات، وبناء شعب ومجتمع وأسرة لا أحد يستطيع تفكيكها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com