المطالبُ الإنسانية وسياساتُ الرفض الغربية..بقلم/ مالك الغنامي

 

هل كانت المطالب التي قدمها الوفد الوطني كبيرة ولا يطاق تنفيذها؟ أم أن هناك غموضاً ولبساً في الموضوع؟

هل فتح المطار وميناء الحديدة ليس حقاً إنسانياً؟؟

هل صرف المرتبات من عائدات النفط اليمني ليس من حقوق المواطن اليمني؟

نعم إنها ليست من حقوق المواطن اليمني في نظر تجار الحروب أمريكا وبريطانيا، ولو كانت في نظرهم أنها حقوق طبيعية للمواطن اليمني لما تم رفضها ووصفها بــ “المستحيلة” وَ”المتطرفة” والواقع يثبت أنها مطالب تعبر عن حق كُـلّ مواطن يمني وأمل كُـلّ مواطن يمني في تحقيقها، أليس من حق كُـلّ مواطن يمني أن يسافر للخارج عبر المطارات للعلاج -على الأقل-؟ أليس من حق كُـلّ مواطن يمني أن يصله النفط والمواد الغذائية والكماليات عبر الموانئ دون عوائق وعراقيل؟ أليس من حق كُـلّ مواطن يمني أن يستفيد من نفطه وغازه لصرف مرتباته؟… فلماذا لم يتم الاستجابة لتنفيذ هذه المطالب حتى يتم تمديد الهُــدنة؟

بالفطرة الطبيعية يستطيع الإنسان البسيط والمواطن اليمني استنباط الأحداث ومعرفة من وراء رفض المطالب التي تَقَدَمَ بها الوفد الوطني المفاوض، وأن هناك مصالح أمريكية بريطانية مشتركة هدفها نهب الثروات النفطية والغازية من اليمن لمصلحتها، نظراً لما تمر به الدول الأُورُوبية من أزمات خانقة؛ بسَببِ سيطرة روسيا على السوق النفطية وقطعها إمدَادات النفط والغاز إلى أُورُوبا، فلذلك لا يهمهم استمرار الحرب والتصعيد في الحرب إلا من جانب ما قد يضر شركات النفط السعوديّة من هجمات اليمن فقط لا غير، لكنها قد تتعوض بالنفط اليمني بديلاً عن نفط السعوديّة وهذا ما قد بدأت به الشركات الفرنسية والبريطانية في المحافظات المحتلّة في نهب الثروات النفطية، وما تواجد القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية في المحافظات الجنوبية إلا دليل وشاهد على ذلك.

لقد سعى الوفد الوطني بكل جهده لتحقيق آمال وتطلعات الشعب اليمني وخاض المفاوضات وكان همه الوحيد تحقيق تلك المطالب المحقة والعادلة والضرورية، إلا أن المصلحة الغربية دفعت ممثلها برفض تلك المطالب، ولذلك تم إعلان انتهاء الهُــدنة، ومن هنا يتضح الدور الغربي في تقديم مصلحته فوق مصلحة المواطن اليمني مهما كان معانياً ومظلوماً ومحاصراً.

مع أن هذه المطالب -الثلاثة- محقة وعادلة وبسيطة وإنسانية بالدرجة الأولى إلا أن موقف مجلس الأمن على عادته يتخلى عن كُـلّ المعايير، ويصف أن مطالب المواطن اليمني متطرفة، ليكون بذلك معبراً عن ما تقتضيه المصلحة الأمريكية والبريطانية بالدرجةِ الأولى، فمتى في تاريخه وقف مع مظلومية أي شعب على حساب المصلحة الأمريكية؟ لذلك لا نستغرب من إحاطات أمريكا وبريطانيا في مجلس الأمن والمواقف السيئة التي تنافي كُـلّ المعايير الإنسانية والأخلاقية وحتى السياسية.

الهُــدنة التي تريدها أمريكا في اليمن أن تكون هُــدنة بلا صرف مرتبات الموظفين، هُــدنة مع استمرار قرصنة السفن النفطية وعدم تدفقها إلى ميناء الحديدة بشكل مُستمرّ، هُــدنة مع الحصار الجوي على مطار صنعاء وعرقلة الرحلات الجوية، هذه الهُــدنة التي تريدها أمريكا، ومطالب المواطن اليمني شروط مستحيلة حسب مندوبها الذي يقرأ ما تمليه السياسة الأمريكية! فرفع الحصار بشكل كامل مستحيل وصرف المرتبات كذلك أمراً مستحيلاً، هذا؛ لأَنَّ الإدارة الأمريكية لا تزال مستفيدة من الحرب على اليمن ولا يزال لديها أطماع لم تحقّق بعد، وهذا ما يكشف مجدّدًا الدور الأمريكي في الحرب والعدوان على اليمن، في استمرارها أَو توقفها في إحلال الهُــدنة أَو عدمها.

ظلّ الوفد الوطني المفاوض متمسكاً بهذه المطالب؛ باعتبَارها الحل الوحيد لرفع معاناة أبناء الشعب اليمني، ومن أراد الطريق إلى السلام فمن هنا يتم الوصول إليه، وهذا ما يقبله المنطق، وغيره تضييع للشعب بالوعود الكاذبة وزيادة في إشعال معاناته، فإما تمديد الهُــدنة بتنفيذ هذه الشروط أَو حربٌ ينتصرُ فيها المواطن لمطالبه، وحينها لن يقف الشعب محايداً أَو مكتوفَ الأيدي بل سيثأر لأخذِ حقوقه بالقوة، وما أخذ بالقوة لن يعود إلا بالقوة، وليس هناك مستحيل أمام الشعب اليمني، والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com