الصحة تكاشف الرأي العام في مؤتمر صحفي: وفاةُ أطفال اللوكيميا نتيجة علاج ملوث أدخله “التهريب” في ظل الحصار.. مرضى السرطان بين نارَين

رئيس المجلس الطبي: 29 حالة تلقت جرعة من دواء (الميثاثروكسين50) الملوث تعرضت 19 لمضاعفات وتوفي 10 أطفال

رئيس هيئة الأدوية: العيّنة الملوثة توزَعُ في الهند ودخلت بلدنا عن طريق التهريب وهناك حالتان بحضرموت متضررتان

مسؤولُ وحدة علاج اللوكيميا: المصابون باللوكيميا مهدّدون بعدم استمرارية العلاج نتيجةَ التهويل والاستغلال السياسي والحصار

ناطقُ الصحة للمسيرة: هناك إجراءاتٌ صارمةٌ للحد من انتشار الأدوية المهربة التي تضر بصحة المواطن وَأَيْـضاً بالاقتصاد الوطني

المسيرة: خاص

عقدت وزارة الصحة العامة والسكان، أمس الاثنين، مؤتمراً صحفياً لاطلاع الرأي العام على تفاصيل وآخر المستجدات بقضية وفاة عدد من الأطفال المصابين باللوكيميا، وذلك بعد أن أصدرت بياناً الجمعة الماضية، أوضحت فيه عن بعض من ملابسات الحادث، في حين يأتي المؤتمر في سياق مواكبة حكومة الإنقاذ للقضايا الإنسانية ومتابعة التحقيقات فيها ومكاشفة الرأي العام بمخرجاتها.

وفي المؤتمر قال رئيس المجلس الطبي الأعلى الدكتور مجاهد معصار: إن المجلس قام بتشكيل لجنة للتحقيق فور تلقيها البلاغ بحدوث مضاعفات لأطفال مصابين باللوكيميا يوم الـ 27 من شهر سبتمبر الفائت.

وأوضح رئيس المجلس الطبي الأعلى أن 29 حالة تلقت جرعة من دواء (الميثاثروكسين50) تعرضت 19 حالة منها لمضاعفات وتوفي 10 أطفال، بالإضافة إلى حالة تقبع في العناية، والبقية تماثلت للشفاء.

وقال إنه “جرى فحص الدواء المشتبه في عدد من المختبرات وظهرت تشغيلة منه ملوثة بكتيرياً وهي التي أَدَّت إلى التهابات سحائية لدى الأطفال”، مُضيفاً “تم اكتشاف حالتين أَيْـضاً تعرضت لمضاعفات الدواء في حضرموت”، في إشارة إلى حجم الأضرار التي يتعرض لها مرضى اليمن المحاصرين بفعل احتجاز سفن الوقود ونشر ظاهرة التهريب التي كانت السبب الرئيس في الحادثة، إلى أن اللجنة قامت بالتحقيق وتم إرسال العينات التي استخدمت للمرضى من الأدوية التي تم شرائها من إحدى الصيدليات للفحص في معمل الهيئة العليا للأدوية وفي عدد من المستشفيات الخَاصَّة ومختبرات الصحة المركزية وثبت أن التشغيلة كانت ملوثة ببكتيريا قاتلة، وهي التي أَدَّت إلى التهابات سحائية شديدة لدى الأطفال.

وأكّـد الدكتور معصار أن سبب تأخير تقديم النتائج يتمثل في أن الفحص بحاجة إلى 14 يوماً لتظهر النتائج.. مؤكّـداً أنه تم استكمال التحقيقات وإحالة ملف القضية إلى النائب العام، مطالباً الأمم المتحدة بسرعة فتح مطار صنعاء الدولي والموانئ اليمنية ليتم ضبط وسرعة دخول الأدوية إلى البلد لتجنب حدوث مثل هذه الكوارث والحد من دخول الأدوية المهربة لليمن.

 

الحصارُ كبيئة خصبة للتهريب.. اليقظة الأمنية واجبة

من جهته، لفت رئيس الهيئة العليا للأدوية الدكتور محمد الغيلي، إلى أنه جرى أخذ العينات التي اشتراها الأهالي وفحصها وتبين بعد الفحص وجود تلوث في إحداها.

وبيّن أن العينة الملوثة مخصصة للتوزيع في الهند ودخلت البلد عن طريق التهريب، متبعاً بالقول “مضاعفات الأطفال المرضى هي نتيجة وجود تشغيلة من دواء تم تهريبه من خارج البلاد ووصل إلى إحدى الصيدليات في العاصمة صنعاء والذي تم شراؤه من قبل أهالي المرضى ما تسبب بهذه المضاعفات ووفاة عدد من الحالات”.

ولفت إلى أنه وبناءً على توجيه وزير الصحة تم النزول والتحقّق من الحادثة وتبين وجود تشغيلة ملوثة سببت المضاعفات، حَيثُ تم تحليل العينات من هذه التشغيلة وتتبع الدواء وسحب ما وجد منه في السوق ومعرفة مصدر الدواء بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، مؤكّـداً أن الهيئة تعمل حَـاليًّا للتوصل لمصدر صناعة الدواء والتحقّق من الشركة المصنعة.

وقال “اتخذنا قراراً بفحص كُـلّ أدوية الحقن، وهذا الإجراء يتجاوز البروتوكولات العالمية لفحوص الدواء”، منوِّهًا إلى أن “التشغيلة الدوائية الملوثة غير مصرح بها من الهيئة، والمنافذ الخارجية للبلد هي تحت سيطرة العدوان، وسنبذل كُـلّ جهد رقابي”.

فيما حمل رئيس الهيئة العليا للأدوية الدكتور محمد الغيلي تحالف العدوان مسؤولية دخول الأدوية المهربة وتأخر وصول الأدوية الحيوية خَاصَّة للأمراض المزمنة، فقد أكّـد أنه “برفع الحصار سنتمكّن من العودة إلى الوضع الطبيعي بشأن الإمدَاد الدوائي وإنهاء ظاهرة التهريب”.

 

تهديد متواصل للمصابين

بدوره نوّه مسؤول وحدة علاج اللوكيميا بمستشفى الكويت الدكتور عبدالرحمن الهادي، إلى أن الأطفال المصابين باللوكيميا مهدّدون بعدم استمرارية العلاج نتيجة التهويل والاستغلال السياسي.

وقال الدكتور الهادي: إن 50 حالة لوكيميا تتلقى العلاج أسبوعياً في مركز اللوكيميا بمستشفى الكويت، مؤكّـداً أن الوحدة قدمت الخدمات لنحو 1400 مريض تماثل العديد منهم للشفاء الكامل.

وتطرق مدير وحدة علاج اللوكيميا بمستشفى الكويت إلى جهود الكوادر في الوحدة في الاهتمام بمرضى اللوكيميا منذ إنشاء الوحدة وحتى اليوم، لافتاً إلى الدور الإنساني الذي يقوم به كوادر الوحدة في رعاية مرضى سرطان الدم، داعياً وسائل الإعلام إلى عدم الانجرار وراء الشائعات والتأكّـد من المعلومة قبل نشرها.

 

العدوانُ والحصار يقتلُ المرضى المحاصرين

إلى ذلك، صرح المتحدث باسم وزارة الصحة، الدكتور أنيس الأصبحي، للمسيرة بتأكيده على أن “تشغيلة ملوثة كانت السبب في كارثة وفاة الأطفال في مشفى الكويت”.

وقال الأصبحي: إن “التشغيلة المستخدمة تم تهريبها بعد نفاد مخزون الدواء المعالج للأورام من مخازن وزارة الصحة ومن المركز الوطني لعلاج الأورام”، موضحًا أن “الدواء المهرب تم إدخَاله عبر حقائب من المناطق المحتلّة وصدر تعميم في عدن من الهيئة العامة للأدوية بمنع هذه الجرع هناك بعد أن تعرض طفلان للجرعة الملوثة في حضرموت أيضاً”.

وَأَضَـافَ “الكارثة التي أودت بحياة الأطفال في مستشفى الكويت هي نتيجة من نتائج الحصار وعدم فتح مطار صنعاء الدولي بالشكل المطلوب”، موضحًا أن “أكثر من 38 شركة غادرت السوق اليمنية نتيجة تعسف دول العدوان في إدخَال الأدوية إلى اليمن”.

ونوّه إلى أن “هناك تحقيقات تقوم بها لجنة وزارة الصحة واستشاريون في طب الأطفال وهذا الملف أحيل للنائب العام ليستكمل الإجراءات القانونية”.

وجدّد متحدث وزارة الصحة المطالبة بتضمين قانون الدواء والصيدلة بقوانين رادعة تعمل على تجريم الذين يتداولون بالأدوية المزيفة والمهربة، مُشيراً إلى أنه تم تشكيل لجان من الوزارة والهيئة العامة للأدوية ومكاتب الصحة للنزول الميداني وتحريز كُـلّ الأدوية المهربة والفاسدة.

وأكّـد أنها ستكون هناك إجراءات صارمة؛ مِن أجلِ الحد من انتشار الأدوية المهربة التي تضر بصحة المواطن وَأَيْـضاً بالاقتصاد الوطني.

ويأتي هذا المؤتمر ومخرجاته ليفند الشائعات العديدة التي أطلقها تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي وأدواته المرتزِقة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في محاولة للتغطية على الأضرار والمعاناة التي يكابدها أبناء الشعب اليمني جراء العدوان والحصار.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com