8 سنوات من ثورة 21 سبتمبر.. فجرُ يمن جديد

عدد من أعضاء مجلس الشورى يشخّصون أحداثَ ما قبل وبعد الثورة:

 

المسيرة –إبراهيم العنسي

حينما تستعرضُ شريطَ ذكريات سياسية مضت منذ عقد ونيف ندرك كم كان هذا البلد بحاجة لمنقذ حقيقي، بلد كان متشظياً ما بين متصارعي الفتات على مائدة الأسياد، حَيثُ اللا دولة واللا مؤسّسة واللا مستقبل، كما رُسم لأُولئك النفر من عملاء الأمس وغابري اليوم من نظام مضى وانقضى إلى غير رجعة أن أبقوها كسيحةً ضعيفة خاملة متخلفة مسلوبة مرتهنة، كحالِ اليمن البائس ما قبل ثورة حقيقية أية ثورة كانت قادمة ثم لم تكن سوى ثورة ٢١ سبتمبر الحرة يوم أن أعلنت عن فجر يمن آخر جديد بمقاييس التأريخ والحضارة.

في ذكرى ميلادها الثامن نحتفي بها كثورة قال الضمير الحي إنها حقاً بمليون ثورة، فهي ثورة تواجه أطماع وشراسة ناهب دولي وإقليمي على نفَسٍ واحد منذ ثمانية أعوام فلم تهن ولم تضعف، بل زادت قوةً إلى قوة.

ويتساءل عضو مجلس الشورى، نايف حيدان: هل كنا بحاجة لأن نثور! وما إذَا كنا حقّقنا ما ثُرنا لأجله، ثم هل الثورة ما تزال مُستمرّة؟

ويرى حيدان أنه لو رجعنا قليلًا إلى الوراء، لفهمنا ما كان عليه الوضع قبل ثورة ٢١ سبتمبر حتى بأيام وليس بسنوات، متسائلاً: ألم يكن المارينز الأمريكي مسيطراً على مساحة شاسعة من حي سعوان بالعاصمة صنعاء ثم كان يزداد بالتوسع شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً!

ألم تكن القاعدة تتوسع بالسيطرة حتى أنها أعلنت عن تأسيس إمارة (وقار) في جعار أبين؟ ألم يصل بالجنود والضباط اليمنيين أن تملكهم الخوف وأن يرتدوا البزة العسكرية وسط العاصمة؛ خوفاً من أن يستهدفوا من قبل القاعدة! ألم تكن الطائرات تتساقط على رؤوس الأبرياء بأحياء العاصمة وتختفي الصناديق السوداء الخَاصَّة بها ولا تكشف أسباب سقوطها.. ألم تكن مخازن السلاح تحت إمرة الأمريكي يفحصها ويتلف ويضيف كما يشاء؟ ألم تكن اليمن حديقةً خلفية للجارة السعوديّة تأتمر بأمرها وتسير على خطاها؟!

ويؤكّـد حيدان أن “ثورة ٢١ سبتمبر لم تأتِ من فراغ ولم تكن بطراً أَو هفوة أَو مزاجية أو حالة نزق، بل كانت ضرورة وطنية وخطوة هامة في طريق إنقاذ اليمن، ومستقبل الشعب من سلاسل الهيمنة الخارجية وقيود السفراء ورضوخ واستسلام الحكام، لافتاً إلى أن تلك الأسباب وغيرها كانت تستدعي قيام ثورة! ثورة الــ21 من سبتمبر التي أعادت للوطن أمنه وأمانه”.

 

ثورةٌ لم تنصِبِ المشانق

من جانبه، يؤكّـد عضوُ مجلس الشورى عبدالواحد الشرفي أن ثورة 21 سبتمبر تميّزت بنهجها السلمي ومنطلقاتها الراسخة في الحرية والاستقلال وأهدافها السامية في إقامة العدل وإحقاق الحق ودفع الباطل وتحقيق الرخاء والتقدم، كما ضربت أروع الأمثلة في التسامح مع خصومها لتؤسس لمشروع ثوري مغاير لما سبقها من حركات سياسية ثورية.

ويقول الشرفي: ثورة 21 سبتمبر 2014 لم تنصب المشانق لمعارضيها أَو لمن لم يقف معها كما حدث في العهود السابقة، ولم ترزح تحت الوصاية والهيمنة التي ظلت عائقاً أمام مشروع بناء الدولة اليمنية وتنميتها والنهوض بها، مُشيراً إلى أن قوى الثورة عملت على محاربة الفساد، واستعادة موارد الدولة من أيادي الفاسدين والعابثين الذين ظلوا يتقاسمون خيرات وثروات ومقدرات البلد ويرحلونها إلى أرصدتهم في البنوك الخارجية.

ويشير إلى أن ثورة 21 سبتمبر تعرضت للعدوان الظالم والتدخل الأمريكي وَالسعوديّ والإماراتي الهادف لإجهاضها ودفن مشروعها الكبير إلا أنها نجحت في تعزيز قيم الصمود والثبات والسير في مسار البناء والتطوير رغم وحشية العدوان والحصار الذي استهدف بالمقام الأول الثورة ومشروعها التحرّري والتنموي الذي أعاد للوطن السيادة والاستقلال والعزة والكرامة.

 

بصيصُ أمل اغتالوه

بدوره، يرى خالد السبئي -عضو مجلس الشورى- أن ثورة ٢١ سبتمبر جاءت لثأر لهذا الشعب وهذا الوطن ممن لطخت أيديهم بالمال المدنَّس واستحلّوا العمالة وَالارتزاق على حساب شعبهم ووطنهم الكبير.

ويضيف أن ثورة 21 سبتمبر 2014م ستظل مُستمرّة حتى تتحقّق كامل أهدافها عبر التحام الشعب اليمني بثورته وقائدها الإنسانِ على نهج استكمال أهداف كُـلّ الثورات اليمنية وُصُـولاً للنصر الكامل والمؤزر لتكون صمام أمان للحفاظ على الأرض والإنسان اليمني الذي بذل لأجل تحقيق أهدافها دماءً زكية وأرواحا طاهرة؛ مِن أجلِ اليمن الذي عانى لعهود طويلة من سيطرة قوى الاستغلال والقهر والحرمان والتخلف، قوى الإقطاع والبرجوازية المرتبطة بالأجنبي، والتي عاثت في أرض اليمن فساداً باتباع سياسة “فرّق تسد” ممثلاً في “المستعمر السّري غُزاة لا أشاهدهم وسيف الغزو في صدري”.

ويؤكّـد أن ثورة21 سبتمبر جاءت لإبداع صيغ علمية وفكرية وتنظيمية تعيشها جماهيرنا اليمنية واقعاً يوميًّا من خلال دراسة الواقع التاريخي والإنساني وتطور حركة التحرّر ضمن محورنا المقاوم مما يُثبت أن الثورة لم تكن حركة عفوية متعصبة وَلا طفرة طارئة أوجدتها ظروف محلية وأحداث مرحلية، وإنما كانت نتيجة حتمية لمجمل الظروف والأحداث السياسية والاجتماعية التي عاشها الوطن اليمني آنذاك، فولادتُها كانت طبيعية؛ لأَنَّها ولادةٌ من رحم مُعاناة الشعب اليمني الصابر الكادح، ومن جوع الناس وآلامهم في أكواخ الفقر وسهول القمع وبيوت الطين ومعاول وعرق الكادحين الطيبين ومن ضمير الشعب اليمني الأصيل ووجدان أبنائه ليكون قدرَ الأُمَّــة في مواجهة التحديات وتحالف قوى العدوان وأنظمة العهر بقيادة السعوصهيوأمريكي والسياسة الفاسدة وإيذاناً بانبلاج فجرٍ جديد يحلل الواقع ويضع الحلول المناسبة.

ويردف أن المتتبعَ للأحداث التي شهدتها اليمن منذ بداية العدوان لتحالف أنظمة العهر بقيادة السعوصهيوأمريكي سوف يُدرِكُ حجمَ الأحداث والمُتغيرات الكبيرة والسريعة التي شهدتها المنطقة خلال هذه الفترة وهي أحداث لم تكن وليدة الصدفة، بل فرضها الواقعُ المُعاش للحياة اليومية كسائر بقية بلدان العالم وَكانت أحداثاً ممنهجة ومدروسة ومخطّطاً لها بكل دقة وعناية من قبل أعداء اليمن بشكل خاص والأمة بشكل عام، وتقف وراءها أمريكا والكيان الصهيوني الغاشم.

ويوضح أن ثورة 21 من سبتمبر أسقطت رهاناتِ الداخل والخارج وأسقطت مشروع الوصاية لنظام آل سعود الصهيووهَّـابى، وأن اليمن بقيادة السيد العلَم عبد الملك بدر الدين الحوثي ستخرج منتصرةً وأكثرَ قوة والتزاماً بمصالح الشعب اليمني والأمة، مؤكّـداً أنه لا قلقَ على اليمن؛ لأَنَّ قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بحجمِ أُمَّـة، وهو يجسد عنوان أمنها واستقرارها وَيحافظ على استقلال القرار والسيادة الوطنية أرضاً وإنساناً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com