السيد نصر الله: المقاومة جاهزة للرد على أي اعتداء صهيوني يطال لبنان

المسيرة | متابعات

أحيا الأحرار وجمهور المقاومة الإسلامية في لبنان الذكرى السنوية السادسة عشرة لانتصار مجاهدي حزب الله على الكيان الصهيوني، في العدوان الذي بدأه الأخير في 12 تموز عام 2006م، وأنهاه مجبراً وذليلاً في 14 آب/ أغسطُس.

هذا الانتصار اسس لقواعد اشتباك جديدة وقلب معادلات الكيان الصهيوني، بل والمعادلات الدولية في المنطقة، وأصبح الكيان يحسب للمقاومة ألف حساب قبل أي خطوة يخطوها، ومنذ ذلك العدوان في عام 2006م، لم يجرؤ الكيان على إعادة تلك التجربة.. ومهما كان الرؤساء والمسؤولون الصهاينة مختلفون وتتباين آرائهم بشأن كُـلّ القضايا الداخلية والخارجية والإقليمية، إلا أنهم جميعهم متفقون على أن حزب الله خطر كبير جِـدًّا على وجودهم ولا يمكنهم التفكير بارتكاب ابسط حماقة معه.

وفي أجواء ذكرى الرابع عشر من أغسطُس، يوم الانتصار على العدوّ الصهيوني عام 2006م، أكّـد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أن المقاومة جاهزة للرد على أي اعتداء صهيوني يطال لبنان.

وفي مقابلة تلفزيونية، تحدث السيد نصرالله عن أهميّة دور الحاج قاسم سليماني خلال حرب تموز وما قبلها في تحقيق الانتصار وقال عن رغبته بالذهاب إلى خطوط القتال الأمامية في الجنوب، عن دموعه يوم البارجة، عن دوره بتأمين كُـلّ مستلزمات القتال، وكل مستلزمات إعادة الإعمار قائلاً: “حدّثنا عن قليل من كثير سنظلّ نجهله، لكنّه القليل الكافي لنتحسّس حجم الحب الذي أحاطنا به مدى الدهر سيد شهداء محور المقاومة”.

وقال الأمين العام لحزب الله عن الحاج قاسم والحاج عماد: “في تموز2006م، كانا معاً، حول الخرائط معاً، في غرفة العمليات معاً، عند أجهزة الاتصال معاً، في ساعات رسم خطط القتال معاً، في اتِّخاذ القرارات وفي رسم سبل تنفيذها معاً، في الشارع، عند الشجرة، في السيّارة، في الضاحية، في هذه الضاحية المعتزّة بهم معاً. بكوا وضحكوا وانفعلوا وسجدوا وحمدوا وتبادلوا البسمات واليقين بالنصر معاً”.

وَأَضَـافَ السيد نصر الله: “عاد بنا إلى تموز برفقتهم. أن نعود إلى ساعات النصر الإلهي ودليلنا في المسير قادة صنعوه، رفاق ثلاثة، شهيدان كربلائيان ووليّ حسيني يدعو أهل الحب ربهم أن يأخذ من أعمارهم لعمره، قائدان تخضبت قلوبنا بجراح فقدهم وثالث بصوته يلملم ضفاف جراح القلوب فيحيل الحزن ذخيرة للقتال، والغضب وقوداً للثورة”.

وتجدر الإشارة إلى أنه، وبعد 16 عاماً من عدوان على لبنان تموز 2006م، وبعد كُـلّ محاولات العدوّ لسحق المقاومة ومحورها، بالحروب الداخلية والتفتيت والتقسيم والشرذمة، وبالحصار والعقوبات والإفقار، يدرك العدوّ أنّه لم يعد من ملاذٍ آمن، ولم يعد هناك من طريقةٍ سوى القتال المباشر، وهو ما يتجنبه، ولكن تأجيل المصيبة لا يعني أنّها لن تأتي، ومصيبة الفناء تنتظر الكيان، خلف كُـلّ بابٍ سيفتحه للحرب.

مع كُـلّ دقيقةٍ تمر منذ ذلك التاريخ، تراكم المقاومة القوة والقدرات، فيما يراكم العدوّ الوهن على الوهن، وهذا التراكم على الجهتين، ستكون آثاره حتمية مهما تأجلت، ولن يستطيع العدوّ استدراك ما فاته؛ لأَنَّ التاريخ لم يعد جانحاً، وأنّ هناك من وضعه على السكة الصحيحة في 14 آب/ أغسطُس 2006م.

ومنذ الرابع عشر من آب/ أغسطُس 2006م، الوقت الذي كان فيه الكيان يوقع على اتّفاق وقف النار، لم يكن يدرك أنّه يوقع على ما لا يمكن استدراكه، وأنّها لم تكن مُجَـرّد كبوة، إنّما كسرٌ لخط الصعود، أَدَّى به للمنحدر مباشرةً، وكلما حاول رتق المنفتقات عبر المناورات، وتغيير الحسابات، ازدادت فتقاً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com