سلام العظماء.. هنا في اليمن

 

إبراهيم العنسي

المبادرة بالسلام ليست كلام يا هذا.. العالم ليس غبياً عنك وعن طيشك اللامتناهي؛ كي يصدق أن هناك سلاماً تنسج ثوبه لليمن إلَّا وأنت قد أرويته بالسم.

في المحافظات المحتلّة، حَيثُ تعيث فساداً وحيث قدرتك الظاهرة وحيثُ اللا دولة تثير سخطك.. في صنعاء تكسرت معاولك ومعاول مرتزِقة معك من أبناء جلدتنا قد شاركوك جرمك فينا.

ومع انعدام السبل للنيل منّا، لم تعد لديك غير الحيلة لعلّ وعسى أن تؤتي أكلها وترضي نهم عدوانيتك لكن أي باب ستمر منه، وقد أوصدت بوجهك الأبواب وتقطعت بك السبل.

بمقدماتك لسلام كاذب وهو خطك الموازي لمعركة تستمر فصولها مع محاولات إحياء تراث من مضوا بفساد كان عريضاً وعصر كان بغيضاً.. أنت اليوم تقبض على جمر الغيظ، هل عساك أن تنال منا على حين غرة؟!.. وهيهات.

يا هذا.. السلام له أبوابه وأول باب أن تكف أذاك عن عامة الشعب فترفع حصارك وتسكت نباح كلابك.

ستة ملايين موظف بعوائلهم أمتهم جوعاً بقطع رواتبهم دون وجه حق، ولم تكتفِ فلاحقت مرضانا وما تركت لهم باباً يمرون منه، فصادرت حقهم في الحياة ومن لم يمت بسلاحك الذليل مات بحصارك الحقير، حتى مخازن الدواء ترصدتها وَسعيت أن تفتك بكل ما تطاله يداك.. وها نحن بخير، أما ترى!! نحن اليوم في مناطق العزة أحراراً وَإخواناً تحت احتلالك في الجنوب والشرق والغرب، قد أمعنت إهانتهم ودفنت أحرارهم وصادرت حقوقهم بيد “الغرب” أسيادك لا بيدك.. وكلّ هذا يكشف قبح صنيعك فيمن هم معك فيكف بمن هم عليك.

وللحق أن ما فعلك إلَّا ترجمان مرضك، إذ لا ترجو لهذا الشعب الخير.

ولهذا نقول: إن رفعت يدك عن مقدرات هذه الأُمَّــة العظيمة فبابنا مشرع لكل حقٍ نداً لند، سواء بسواء.

وليس للسلام أن يحل إلَّا أن تنكفئ عائداً وقد أدّيت ما عليك حقاً وتعويضاً لما أجرمت بحق هذا البلد الطيب والأرض الطيبة والشعب الجسور، ولنا أن نبلغك مأمنك.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com