من حشود المولد.. طلع النصرُ علينا

 

فاطمة محمد المهدي

ويستمرُّ شعبُنا في التأكيد على أنهُ حقًا شعبُ أنصار الله ورسوله، والتعبير عن ولائه لله ورسوله بكل الطرق، شعب يعاني حربًا وحصارًا وفقرًا ومؤامرات؛ ولكنه ورغم أنف العدى، يبقى شامخًا، ويبذل وينفق رغم معاناته، في سبيل الله ورسوله، وإغاظةً للكفار والمنافقين الذين يزدادون غيظًا وهم يرون شعبَنا بهذه الروحية الإيمانية التي ليست لأي شعب.

شعب يحتفل ويبذل في سبيل الاحتفال بذكرى مولد أشرف الخلق نبي الله محمد صلوات الله عليه وآله وسلامه، وينفق في الوقت نفسه لرفد المجاهدين في جبهات القتال، وهذا هو عين الجهاد.

جهاد المال بالإنفاق في سبيل الله ورسوله، وجهاد النفس بالصبر على معاناة ومرارات الحرب والفقر، وفوق ذلك، بذل النفس لله في الجبهات، وهذه هي حقيقة المعية مع رسول الله التي يقول عنها عز وجل {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأموالهِمْ وَأنفسهِمْ وَأُولئك لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولئك هُمُ الْـمُفْلِحُونَ}هذه هي المعية الحقة، وليست المقيدة بزمان ومكان وحياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

إنفاقنا في سبيل الله في إحيَاء هذه الذكرى الكريمة، وإنفاقنا في رفد الجبهات والمجاهدين، هو جهاد في سبيل الله، وتصديقنا وولائنا لله ورسوله، والذي به فقط نحقّق النصر على أعدائنا أعداء الله، وهو ما يعكسه الواقع ونشهده في جبهاتنا الشامخة، حَيثُ الانتصارات مُستمرّة من نصر إلى نصر بفضل الله ورحمته.

ومن (نصر مبين) إلى (بأس شديد) إلى (فجر انتصار) تمضي مسيرتنا بأيدي مجاهدين أبطالا أولياء لله ورسوله لا يخافون إلا الله ولا يرجون إلا الله، يحبهم الله ورسوله ويحبون الله ورسوله.

ويهل علينا جيشنا ولجاننا الشعبيّة بانتصارات عظيمة جديدة، وعملية جديدة عملية “ربيع النصر”.. التي جاءت امتداداً لعملية “فجر الانتصار” ضمن سلسلة الفتوحات التي تهدف إلى تحقيق النصر الأكبر وتطهير البلاد من الاحتلال بكافة أشكاله وعملائه.

عمليتان خلال شهرين فقط، تم فيهما تطهير مناطق ومساحات شاسعة من مأرب وشبوة، وقتل وأسر مئات من جنود المرتزِقة وعناصر التكفير، والحصول على كمٍّ كبير من الأسلحة خفيفة وثقيلة كغنائم، هذا غير ما تم تكبيده من خسائر للعدو، وليس إسقاط 11 طائرة تجسس تقدر قيمتها بملايين الدولارات إلا مشهدًا من أبرز مشاهد فضل الله ورحمته وتأييده لشعب الأنصار.

وجزء من آيات الله ونصره وتأييده لشعبنا ومجاهدينا، جزء من مشاهد هذه الملحمة الكبرى، فما حقّقه مجاهدونا بفضل الله، وبمساندة الشعب المؤمن، كبير جِـدًّا لا يسعنا حصره هنا، ولكن على سبيل الذكر، أنها آيات إلهية لا تُكتب بالكلمات وإنما تسطر أفعالاً وحقائق ووقائع وإنجازات بتأييد إلهي، وبأيدي مجاهدين ربانيين نذروا أموالهم وأنفسهم في سبيل الله، وفي محبة ونصرة دينه ورسوله وأمَّته والمستضعفين، إحقاقًا للحق، وإزهاقا للباطل.

فحق لنا أن نقول أمام هذه الكرامات والآيات والفضل والرحمة للمنافقين والذين في قلوبهم مرض، الذين يحسدوننا على ما آتانا الله من فضله، ويهاجموننا لاحتفالنا بذكرى مولد نبينا سيدنا معلمنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويقولون بدعة وهم يحتفلون بمناسبات تافهة، لا علاقة لها بالله ودينه ورسوله؛ لنقول لهم: {موتوا بغيظكم}، فإغاظتكم كما قال عز وجل أجر كبير لنا: {ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئًا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلًا إلا كُتب لهم به عمل صالح أن الله لا يضيع أجر المحسنين}.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com