الخبير والمحلل العسكري العميد عابد الثور في حوار “للمسيرة”:

  • توجيهاتُ قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي كانت تحث الشهيد الصمَّـاد على الانتباه والحذر واليقظة لكنه كان يصر على أن يشاركَ الشعب اليمني فعالياتهم
  • الشهيد الصمَّـاد كان يتابع كُـلّ مجريات المعركة ويتقدم الصفوف لمواجهة العدوان فكان واحداً من النماذج التي صنعها المشروع القرآني بين الناس
  • الرئيس الشهيد كان ينزعج من أفراد حراسته إذَا حاولوا منع أي مواطن من مقابلته وكان يقابل الجميع بدون استثناء
  • الرئيس الشهيد كان يتابع كُـلَّ مجريات المعركة ويتقدم الصفوفَ لمواجهة العدوان ولم يسبق أن عرفنا رئيساً بهذه المسؤولية وهذا النشاط والشجاعة والإباء
  • طائرات صمَّـاد المسيرة حملت اسم الرئيس الشهيد وكأنها روحُه التي تحلّق في أجواء العدوّ لتخطفَ روحاً مغتالية وتسحق من يعتدي ويحاصر شعبه
  • العدوّ الأمريكي والسعوديّ استهدف موكب الرئيس الشهيد الصمَّـاد بالحديدة لكنه لم يكن يعلم من كان في الموكب الرئيس أَو غيره
  • قيادتنا السياسية والعسكرية تعمدت إخفاءَ نبأ اغتيال الرئيس الصمَّـاد حتى تفضحَ العدوان وتكشف أدواتهم وجواسيسهم
  • الآلاف من أبناء الشعب اليمني تحَرّكوا للجبهات بعد اغتيال الرئيس الشهيد الصمَّـاد وبلادنا حقّقت قفزةً نوعية في الصناعات الحربية والرؤية الوطنية لبناء الدولة

 

  • السلاح الذي استُخدم في جريمة اغتيال الرئيس الصمَّـاد محرّم دوليًّا ولا يُستخدم إلا في التحصينات العسكرية التي هي على أعلى مستوى
  • تأديبُ العدوّ الأمريكي والسعوديّ متصاعد وقواتنا المسلحة لا تزال عند وعدها للثأر من قتلة الشهيد الصمَّـاد

المسيرة- حاوره أحمد داوود

أكّـد الخبير والمحلل العسكري الاستراتيجي، العميد عابد الثور، أن القيادةَ الثورية والسياسية في اليمن لا تزال عند وعدها للأخذ والثأر من قتلة الرئيس الشهيد صالح علي الصمَّـاد.

وقال العميد الثور في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”: إن طائرات صمَّـاد المسيرة التي تحمل اسم الرئيس الشهيد وتقصف العمق السعوديّ كأنها روحُه التي تحلق في أجواء العدوّ لتخطف روحاً مغتالية وتسحق من يعتدي ويحاصر الشعب اليمني.

وأشَارَ العميد الثور إلى أن العدوّ الأمريكي والسعوديّ استهدف موكب الرئيس الشهيد الصمَّـاد بالحديدة لكنه لم يكن يعلم من كان في الموكب الرئيس أَو غيره، كما تعمدت قيادتنا السياسية والعسكرية إخفاء نبأ اغتيال الرئيس الصمَّـاد حتى تفضح العدوان وتكشف أدواتهم وجواسيسهم.

إلى نص الحوار:

 

– بداية سيادة العميد.. كيف يمكن أن تصفَ شخصية الرئيس الشهيد صالح بن علي الصمَّـاد؟

الشهيدُ الرئيس صالح علي الصمَّـاد كان شخصيةً عسكرية وسياسية وقيادية، وتميز بهدوئه الفعال وبالشجاعة الفريدة من نوعها، وعلى الرغم من أنه كان يرأس المجلس السياسي الأعلى إلا أنه كان يتجاوز الكثير من الحدود المرسومة لهذا المنصب، ولهذا كان حضوره في كُـلّ فعالية وكان يتعمد حضور تلك الفعاليات خَاصَّة تلك المفتوحة، في الوقت الذي كانت فيه خطورة كبيرة عليه، وهو رئيس للجمهورية، والرجل الأول في الدولة، والأعداء يتربصون به والتهديدات تأتيه من كُـلّ مكان، كما أن أمريكا وإسرائيل والإمارات والسعوديّة كانت قد وضعت مبالغ مالية كبيرة لمن يدل عليه.

 

– خلال سنة وثمانية أشهر استطاع الرئيسُ الشهيد صالح علي الصمَّـاد أن يكسب قلوب اليمنيين وأن يكون بمثابة المنقذ للشعب اليمني!

بالتأكيد، فالرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد –رحمه الله- تميز بكاريزما فريدة من نوعها، ووهبة الله قدرة فائقة على استقطاب كُـلّ القلوب التي كانت موجودة دائماً في الاحتفالات، ولهذا فقد كان الكل يسمع له بتمعن ورغبة وإصغاء، وكان يحضر كافةَ الاحتفالات العسكرية بأنواعها، وَيتواجد بين المجاهدين في الجبهات، وكان شديدَ الحرص على أن يشارك إخوانه وأبناءه من أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في كُـلّ فعالياتهم، وكان يرفض التعليمات التي كانت تأتيه من الأجهزة الأمنية الخَاصَّة به، دون أي اعتبار للأعين التي كانت عليه من الجو عبر الطيران المسيّر أَو من البر عبر الجواسيس والعملاء والخونة.

 

– برأيكم سيادة العميد.. هل كان الرئيس الشهيد يدرك حجم هذه المخاطر التي تتهدده؟

الرئيسُ الشهيد الصمَّـاد بالفعل كان يعلم أن المخاطر محدقة به، حتى أن توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي كانت تحثه على الانتباه والحذر واليقظة، بشكل مُستمرّ، إلا أنه كان يصر على أن يشارك الشعب اليمني فعالياتهم، حتى أن العدوَّ كان يصر على السيطرة على محافظة الحديدة فكان حضوره وتواجده يعزز الروح المعنوية لدى أبناء تهامة ولدى المواطنين ولدى مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة، وكان الجميع يشعرون بأن الرئيس بينهم، ويشاركهم صمودهم وثباتهم، وهذه كانت رسالة قوية للعدوان الذي كان يغتاظُ من ذلك الحضور الشعبوي الكبير، ومن تعلق وارتباط المواطنين والجماهير بذلك القائد الهمام، فاستمر العدوّ في مراقبة تحَرّكاته ورصدها لينال ما يصبو إليه.

 

برأيكم سيادة العميد.. من أين اكتسب الرئيسُ صالح الصمَّـاد كُـلَّ هذه العزيمة والشجاعة لمواجهة كُـلّ هذه التحديات بكل رباطة جأش وعزيمة لا تلين؟

في الواقع لقد كان لقُرب الشهيد الصمَّـاد ومرافقته بالشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي-رحمه الله- وكذا لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قبل الحروب الـ6 على محافظة صعدة، وأثناءها، وُصُـولاً إلى ثورة 21 سبتمبر، وما سبقها من الإرهاصات خلال تلك الفترة دورٌ كبيرٌ في صناعة شخصية الشهيد الرئيس صالح على الصمَّـاد، وفي ارتفاع حبه للتضحية وسعيه لنيل الشهادة”.

وكما هو معروفٌ فالشهيد الصمَّـاد هو أحد رموز المسيرة القرآنية في اليمن، ولذلك كان لا يخاف من العدوان ولا يأبه من تهديدات العدوان وتحليق الطيران المُستمرّ وهو في الجبهات أَو في الفعاليات، وما أود التأكيد للجميع أننا لم يسبق وأن عرفنا رئيس بهذه المسؤولية وهذا النشاط وهذه الشجاعة والإباء، ولا بهذه القدرة أنه يتجاهل كُـلّ تلك التحذيرات والتهديدات، ويواصل انخراطه بين أبناء الشعب ليتكلم مع الجميع ويقف للرد على تساؤلات وهموم المواطنين، وهذا ما شهدناه عنه في مواقف كثيرة، حتى أنه من أراد أن يوقف الرئيس الصمَّـاد فليوقفه صغيراً أَو كبيراً مواطناً أَو مسؤولاً، فلم تكن تلك الشخصية المحاطة بالحراسة أَو بالأجهزة الأمنية والمخابرات التي تمنع الناس من الوصول إليه، بل بالعكس كان يمنع أجهزته وحراسته الخَاصَّة المكونة من 7 أشخاص فقط وبسيارات عادية وغير مدرعة، كان يمنعهم من أن يمنعوا الناس من الوصول إليه، وكان إذَا شاهد أحد حراسته يمنع شخصاً فكان ينزعج ويزعل ويقرب هو للسماع لذلك المواطن.

 

– لوحظ اهتمامُ الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد بحضور الفعاليات العسكرية والعروض والنزول إلى الجبهات للقاء المجاهدين!

نعم، فقد كان الرئيس الشهيد الصمَّـاد شديدَ الحرص على حضور كافة الدورات والعروض العسكرية، على الرغم من أن رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الغماري كان يتعمد عدم إبلاغه للحضور من باب الحرص عليه، فكان يزعل ويحضر من غير ترتيب أَو تنسيق وكان يعاتب الغماري أشد العتاب، فكان يرد عليه أن عدم إبلاغه هو للحرص عليه؛ كونه مستهدفاً، ولا بد من الأخذ بالجانب الأمني، وبناء على ذلك أصدر الرئيس الشهيد أوامرَه وتوجيهاته للأخ وزير الدفاع ولرئيس هيئة الأركان بأن أي احتفال تخرُّج أَو دورة عسكرية أَو عرض عسكري فلا بد أن يبلغ بالحضور، ولذلك ما كان على القيادة إلا أن تبلغه”.

 

– ما دلالةُ ذلك برأيكم سيادة العميد؟

هذا دليلٌ على قوة الارتباط ومتانة العلاقة التي كان يسعى لصناعتها الرئيس الشهيد الصمَّـاد بين القائد والأفراد وبينه وبين كُـلّ أبناء الشعب، وبالفعل فقد نجح في ذلك، كما يدل كذلك على اهتمامه بجانب التقييم والمتابعة والإصلاح، فكان يتابع بدقة وبمنتهى الاهتمام، كُـلَّ مجريات المعركة، في كُـلّ الاتّجاهات وفي كُـلّ الجبهات، وكان حريص على الحضور في الخطوط الأولى والصفوف المتقدمة لمواجهة العدوّ وفي كُـلّ الجبهات وهذه حالة نادرة جِـدًّا بين القيادات العسكرية والسياسية التي عرفها العالم.

 

– ولكن سيادة العميد كيف تفسّرون هذه الشجاعة للرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد؟

لا نستطيع القول سوى أن ذلك دليل على عظيم ثقة الشهيد الرئيس بالله، وعمق معرفته بالله وتوكله عليه وإيمانه بوعده، كما يعتبر نموذجاً واحداً فقط من النماذج التي يصنعها المشروع القرآني بين الناس، حال ارتباطهم بكتاب الله وتطبيقه في حياتهم كمنهجية وأُسلُـوب.

أما السبب الآخر فهو أن الشهيد الرئيس كان يسعى بكل جد وجهد للفوز بفضل الله والشهادة في سبيله وهذا ما كان يتمناه، وطلبها فنالها.

 

– بعد مرور 3 سنوات على جريمة اغتيال الرئيس الشهيد الصمَّـاد.. كيف ردت القوات المسلحة على هذه الجريمة؟

القيادةُ ردَّت بعدة بيانات عسكرية وسياسية من قيادة الدولة، بدءاً من قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- وكذلك رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط، وُصُـولاً بوزير الدفاع وقيادة هيئة الأركان، كلهم في كثير من حديثهم واستراتيجياتهم العسكرية وتطوريهم للقدرات الهجومية، فيها توعد للأمريكي والسعوديّ بالرد على اغتيال الشهيد الصمَّـاد، وليس رداً على اغتياله فقط بل حتى الذاكرة التاريخية، للرد على اغتيال الشهيد الرئيس الحمدي، كرئيسين شهيدين تتقارب الأحداثُ التي حصلت لهما، وأن تجد السعوديّة تشرف على اغتيال الصمَّـاد كما حصل في السابق في 1977م عبر أدواتها لاغتيال الحمدي، ولذلك القيادة العسكرية والسياسية لا تزال على وعدها والقوات المسلحة اليمنية لا تزال عند وعدها للأخذ بالثأر من النظام الأمريكي والسعوديّ والإماراتي، لدماء وروح الشهيد الصمَّـاد هذا البطل الأُسطوري في اليمن والمنطقة، وها هي المحكمة المتخصصة في الحديدة قد أصدرت أحكاماً بالإعدام بحق كُـلّ من شاركوا في اغتيال الشهيد الصمَّـاد، وبالنسبة لدول العدوان فلن تمر عليهم وقضية الصمَّـاد هي في أولويات أعمال القوات المسلحة وأجهزتها بالكامل وقد حملت العهد على نفسها بأن تثأر للرئيس الصمَّـاد وسبعة من مرافقيه المجاهدين العظماء، الذين ارتقوا شهداء مع قائدهم ورئيسهم، وما تزال القوات المسلحة إلى الآن لم تنفذ هذا الوعد رغم الضربات القوية والقاصفة التي طالت عمق العدوّ السعوديّ والإماراتي وأرعبتهم، وأقضت مضاجعهم، ولم تصل القوات المسلحة إلى مرحلة التنفيذ لذلك الوعد على نفسها، مع أن تأديب العدوّ الأمريكي والسعوديّ متصاعد”.

أما بخصوص رد القيادة العسكرية فبفضل الله صنعت قواتنا المسلحة طائرات الصمَّـاد بأجيالها المختلفة ومدياتها المتصاعدة وهي من تقوم بالضربات في عمق العدوّ السعوديّ والإماراتي، للدلالة على أن القوات المسلحة تحمل الجميل الجليل لهذا القائد العظيم الصمَّـاد فكانت التسمية باسمة وكأنها روحه التي تحلق في أجواء العدوّ لتخطف روح مغتاليها وتسحق من اعتدى على شعبه، وتحرق نفط من حاصر شعبه من المشتقات النفطية، وكان لهذه الطائرات دورٌ بارزٌ في الضربات التي طالت شركة أرامكو، وهذا يؤكّـد أن القوات المسلحة ماضية في مسارها قدماً لتنفيذ وعودها للشعب اليمني وهذا واضح وجلي من خلال التسمية.

 

– أنتم كخبراء عسكريين.. كيف تصفون جريمة اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد؟

جريمة اغتيال الشهيد الرئيس الصمَّـاد هي جريمة اغتيال للشعب اليمني بأكمله، وإن شاء الله في قادم الأيّام هناك عمليات عسكرية تعيد الاعتبار لهذا الشعب ولدماء كُـلّ شهداء اليمن.

 

– كيف كان وقع نبأ استشهاد الرئيس الصمَّـاد على الشعب اليمني؟

الشعب اليمني لم يكن يتوقع أن السعوديّة وَأمريكا وإسرائيل ستسعى بهذه السرعة وبهذه القوة لاغتيال الشهيد الصمَّـاد بعد أن ألقى تلك المحاضرة التربوية والسياسية والعسكرية في جامعة الحديدة، وكان حاضراً مع هيئة التدريس في الجامعة، والأعيان والوجاهات والطلاب، وكانت تلك الكلمة المشهورة له بأن مسح حذاء مجاهد في الجبهات أشرف وأعز إليه من مناصب الدنيا، وهذه كلمة وصل صداها إلى كُـلّ العالم، ليشعر المسؤولون والقادة بأنهم خدام لهذا الشعب، وكان صادقاً ووفياً في خدمته لهذا الشعب فأكرمه الله بالشهادة في نفس اليوم، ولذلك كانت جريمة اغتياله مؤلمة جِـدًّا للشعب اليمني.

ويومها لم يكن الرئيس الشهيد يعلم بأن هناك خونةً، وأن هناك جواسيسَ، وأن هناك عملاءَ، بين الحضور يترصدونه؛ كون تحَرّكاته ليست بتلك التحَرّكات التي كان يتحَرّك بها قيادات النظام السابق، من إغلاق للشوارع وإغلاق للمنافذ، والسيطرة الجوية والسيطرة على كُـلّ المنطقة التي يتواجد فيها الرئيس، بل بالعكس كان يرفض هذه الإجراءات وهذه التدابير، وكان يعتبر نفسه جزءًا من الشعب وإلى الشعب يعود، وأن حديثَه كان من القلب إلى القلب، حتى العدوّ الأمريكي والسعوديّ والإماراتي لم يكن يعلم بأن الرئيسَ يتحَرّك بموكب بسيط، ولذلك كان أي موكب يتحَرّك في أي اتّجاه وفي أية منطقة في الحديدة يضربونه، ولهذا أكثر من موكب عل وعسى أن يكون أحدها هو موكب الرئيس، ولذلك حينما أنهى الشهيد الرئيس خطابه، تحَرّك في موكبه وتحَرّكت عدة مواكب في جهات مختلفة، ولكن الخونة والعملاء ركزوا على موكب معين وهو موكب الرئيس، وحين وصل إلى ذلك الشارع كانت هنالك الضربة التي كانت هي القاتلة واستهدف الموكب، والعدوّ لا يعلم من كان في الموكب الرئيس أَو غيره، ولذلك تعمدت قيادتنا السياسية والعسكرية أن تكتم الأمر حتى تفضح العدوّ الأمريكي والسعوديّ والإماراتي، وتكشف أدواتهم وجواسيسهم، وفعلاً كانت فضحية كبيرة لهم حينما لم يعلموا وحين تورط عملاءهم، وكان الإعلان في اليوم الرابع من الاغتيال، وبعدها أعلنت أمريكا والسعوديّة أنهم من نفذ عملية الاغتيال، وأرسلوا صوراً جوية من الطيران المسيّر والغارة التي نفذت الجريمة، فكانت فضيحة كبرى أمام العالم بأنهم لم يكونوا يتوقعون بأن الضربة فعلاً ضربت موكب الرئيس، وأنها عدة ضربات ضربت في مواطنين وفي أسواق وفي مواكب أُخرى.

 

– تحَرّكات القادة معروفةٌ بالاحتياطات الأمنية والتمويه وغيرها.. هل استخدم الرئيس الشهيد تلك الأساليب؟

الشهيد الصمَّـاد لم يستخدم هذه الأساليب، ولم يستخدم التمويه في تحَرّكاته على الإطلاق؛ لأَنَّ مشروعه كان مشروع شهادة ومشروعه مشروع بناء، ومشروع قائم على الثقة بالله والرغبة بالفوز بفضله في الحياة الأبدية، فلم يكن يتخذ تلك الإجراءات التي ترهق الأجهزة الأمنية، فكان بسيطاً جِـدًّا في تحَرّكاته، وبلاغات تحَرّكاته كانت على مستوى محدود جِـدًّا، حتى أن القيادة العسكرية كانت تتحرج من تحَرّكات الرئيس في كُـلّ مكان، وكانت تشعر بالخوف عليه، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يثنوّه عن إصراره وإرادته، وهمومه بالمتابعة المباشرة وبنفسه لكل الأنشطة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أَو أكاديمية؛ ولذلك باغتيال الرئيس الصمَّـاد، كانت صدمة كبيرة للشعب اليمني بكل شرائحه وفئاته، ولم يكن الإخوةُ في القوات المسلحة يتوقعون بأن يُستهدَفَ الشهيد الرئيس الصمَّـاد بهذه الطريقة وبهذه البشاعة، وبتلك الأسلحة، والجميع يعلم أن الأسلحة التي استخدمت في تلك الضربة هي أسلحة محرمة دوليًّا، ولا تستخدم للأهداف البشرية، بل تستخدم لأهداف عسكرية مثل المدرعات والتحصينات العسكرية والتجهيزات التي هي على أعلى مستوى، فكان الاستخدام من قبل العدوّ لتلك الأسلحة كي يضمن تحقيق الهدف، ولهذا فَـإنَّ العمليات العسكرية وتطور القدرات تعبر عن أثر ذلك النبأ وعن مدى الارتباط والعلاقة بين القوات المسلحة والرئيس الشهيد الصمَّـاد.

 

– من يتحمل مسؤولية جريمة اغتيال الرئيس الصمَّـاد؟

يتحملُها النظامُ الأمريكي والنظامان السعوديّ والإماراتي ومن لف لفهم من دول العدوان ومرتزِقتهم الخونة والعملاء، وهي جريمةٌ خارجةٌ عن كُـلّ أُطُرِ الإنسانية والقانونية والمواثيق والمعاهدات الدولية، المعروفة في العالم وفي الحروب، إلا أن أمريكا وأدواتها لا يحترمون القوانين ولا يحترمون حتى حق الإنسان وحق المواطن؛ ولذلك استهدفت الكثير من المواكب والمواطنين في ذات اليوم، وموكب الرئيس كان أحدها.

 

– ما الدلالاتُ العسكرية لاستهداف العدوّ عدة مواكب؟

دلالتها بأن العدوّ غيرُ دقيق في أهدافه ويشن ضرباتِه حسب التخمين والتوقعات وأنه لا يراعي أيةَ قوانين أَو حقوق للإنسان في هذا العالم، كما يؤكّـد على همجية العدوان ووحشيته وحقده الدفين على الشعب اليمني.

 

– كيف انعكس نبأُ اغتيال الرئيس الشهيد الصمَّـاد على تفاعل الشعب اليمني وأداء القوات المسلحة؟

كُلُّ الشعب اليمني ثأر غاضباً على استشهاده وتزايدت قوافل الرجال والمال الرافدة للجبهات، وتحَرّكت الذاكرة الوطنية لاستذكار الشهيد الحمدي والشهيد القائد وكل شهداء اليمن، وهذا مثَّلَ رسالةً غيرَ مسبوقة وكانت نتائجها عكسيةً على دول العدوان ومرتزِقتهم في الداخل، والآلاف من أبناء الشعب اليمني تحَرّكوا للجبهات وتحقّقت انتصارات كبيرة على مختلف الجبهات وتقدمات في الصناعات الحربية والرؤية الوطنية لبناء الدولة، ولن تألوَ القوات المسلحة جُهداً في الأخذ بدماء كُـلّ الشهداء العظماء حتى يتحقّق النصر العظيم إن شاء الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com