من وعي محاضرة السيد القائد الرمضانية الـ8

 

عبدالفتاح حيدرة

واصل السيدُ القائدُ في محاضرته الرمضانية الثامنة، الحديثَ على ضوء الآيات المباركة من سورة الرحمن، بعد العرض الذي قدمته الآيات عن تفاصيل جهنم، يأتي العرض عن تفاصيل جامعة على أَسَاسِ النجاة والفوز والنجاح، هذا بالنسبة للمؤمنين بيوم القيامة والحساب والجزاء، وهذا الأمر هو ما يدفع الإنسان للاستعداد للآخرة، ليعيشَ في واقع حياته ممتثلاً لله ومستجيباً له.

من الخطر أن تجد الكثير يعطّل مسئولياتٍ مهمةً جِـدًّا، ومنها مسئولية الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبر والتقوى والإخوَّة الإيمانية، وتهرب الكثير من هذه المسئوليات سببه الخوف من الآخرين، بينما سقط من وعيهم الخوف من جهنم والخوف من يوم الحساب، أما من يخاف مقام ربه فَـإنَّه ينطلقُ بالنهوض بالمسئوليات، بدون اكتراث لأعداء الله وما يملكونه؛ لأَنَّ الإنسانَ الخائف من مقام ربه متحرّر ومسيطر على نفسه وَرغباته وأعصابه..

تحقيقُ التقوى هو أن يخافَ الإنسانُ مقامَ ربه، وهذا التحقيق يتجاوز به الإنسان الصعوبات في الدنيا، ليحصلَ بعدها على الجنة في الآخرة، وهذه الجنة فيها سعة هائلة وهي عالم في غاية الاتساع، فيها من كُـلّ الثمرات والماء النقي، وأنهار من لبن، وأنهار من عسل مصفى، هكذا يكون المكان الذي يمنحه الله لمن خاف مقام ربه، وهذا يعني إذَا شكرت الله على نعمه في الدنيا، فقد وصلت لكل نعم الله في الآخرة، نعم الله في الجنة فيها أشجار مرتبة ومنظمة بشكلٍ جمالي وبديعٍ وراقٍ، فيها المياهُ وَالفواكهُ التي تجمعُ بين الغذاء والجمال، وفيها أماكن ومُتَّكَآتٌ فرشها مكسوٌّ من الحرير، ومن حرير الجنة الذي لا يساويه أيُّ حرير في هذه الدنيا، وفي هذا المكان المعدِّ للجلوس والمناظر الخلابة، تأتي الثمارُ الدانية عليك وهي سليمةٌ ونظيفة والحور العين قاصرات الطرف، وهذا النعيم لن تجدَه لأي ملك أَو تاجر في هذه الدنيا..

لأن الإنسانَ أحسَنَ في هذه الدنيا لله وشكر اللهَ على نعمه، يحسِنُ اللهُ له في الآخرة، وفي جنةٍ ليس فيها ما يزعجُك أَو ينازعُك، ومع هذا كُـلّ هذا، يأتي التكريم، وزيارات الملائكة، ورضوان الله، في هذه الجنة كُـلُّ أجواء التكريم حاضرة.

وكل هذه التفاصيل الذي يعرضها الله لنا، هي عروضٌ من ربنا ليؤثر فينا لنحصلَ على حياة أبدية، فلماذا لا نسارعُ إلى عروض الله..؟!!

ما الذي يمنعنا من السعي لكسب هذا العرض الرباني وبكل هذه التفاصيل التي يسردها الله عن الجنة؟!!!، بينما قد لاحظنا، في المحاضرة الـ7 كيف كان عرضُ تفاصيل النار مزعجاً ومخيفاً ومقلقاً ومرعباً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com