فشل سعودي في تقمص دور “الضحية”: الهروب من الإقرار بالعجز

 

المسيرة | خاص

محشوراً في زاوية ضيِّقة بين عجزِه عن حماية نفسه، وعجزِ “حلفائه” في الغرب عن حمايته، وفشلِه المتصاعد في الميدان، يحاولُ النظامُ السعودي لعبَ دور “الضحية”، بشكل سيء جِـدًّا، وهو يتلقى الضربات المتتالية من قبل القوات المسلحة وأبطال الجيش واللجان الشعبيّة، في الوقت الذي تزداد سُمعته سوءاً حول العالم، جراء تزايد المواقف المطالبة بوقف تسليحه؛ بسَببِ جرائمه بحق الشعب اليمني.

مرةً بعد مرة، تدفع السعودي بناطقها “تركي المالكي” لتكرير مزاعم “اعتراض وتدمير” الطائرات والصواريخ اليمنية، والحديث عن أن هذه الطائرات والصواريخ “تستهدف المدنيين” وأن “على المجتمع الدولي التحَرّك”، حتى باتت بيانات المالكي وتصريحاته كلها نسخة واحدة تحاول أن تترك انطباعا واحدا هو أن “السعودية ضحية”.

لكن الأمر لا يفلح أبدا، فالحديث عن “اعتراض وتدمير” الطائرات والصواريخ اليمنية، يترك انطباعا آخر عن السعودية، وهو أنها “عاجزة” عن التصدي لهذه الأسلحة، سواء بسَببِ “التناقض” اللحظي الذي سرعان ما يتصدر المشهد عندما تقر وسائل الإعلام السعودية بنجاح الضربات اليمنية وتمتلئ مواقع التواصل بمقاطع الفيديو والصور التي توثق دقة الإصابة وحجم الدمار، أَو بسَببِ “التناقض” الثابت بين استمرار وصول الصواريخ والطائرات اليمنية إلى الأجواء السعودية، والإعلانات السعودية المتكرّرة عن تدمير مخازن الأسلحة اليمنية.

الحال نفسه بالنسبة للحديث عن “استهداف المدنيين” في السعودية، وهو الأمر الذي عجزت الرياض عن إثباته حتى الآن، بل إن الكثير من “المدنيين” الذين تتحدث عنهم وثقوا العديد من الضربات اليمنية وهي تصل أهدافها بدقة، بينما يكون مصدر الخطر على حياتهم هو منظومات “الباتريوت” التي تنطلق صواريخها بعشوائية في كُـلّ الاتّجاهات لتستهدف الأحياء السكنية بعد فشلها في اعتراض الطائرات والصواريخ اليمنية، وليس ذلك فحسب، إذ قام النظام السعودي باستخدام طائراته الحربية في محاولاته لـ”الاعتراض” لينتهي الأمر باستهداف المدنيين.

ثم أن السعودية، التي تحاول أن توجّـه خطاب “استهداف المدنيين” للعالم، هي آخر من يتكلم عن هذا الأمر؛ لأَنَّ سمعتها في استهداف المدنيين اليمنيين باتت “على كُـلّ لسان” حول العالم.

أما محاولاتها لاستعطاف واستثارة “المجتمع الدولي” بمطالبته بالتحَرّك لوقف الهجمات اليمنية على منشآتها، فهي من أوضح الدلائل على أن الحالة التي يعيشها نظام “ابن سلمان” هي حالة “العاجز” وليست حالة “الضحية”، فهذا المجتمع الدولي نفسه هو الذي كان النظام السعودي يتكئ عليه لسنوات وهو يرتكب المجازر بحق الشعب اليمني ويجوّعهم، كما أن رؤية “السعودية العظمى” وهي تستغيث بالعالم لا تثير “التعاطف” بقدر ما تذكر بالتصريحات “العنترية” التي كانت تُطلق بلا حساب حول قدرة الجيش السعودي على حسم المعركة في أسابيع، والتعويل المعلن والمخزي على الولايات المتحدة في “حماية المملكة”.

هكذا تصبح المحصلة هي أن كُـلّ محاولة للعب دور “الضحية” تظهر فورًا على حقيقتها كمحاولة لإخفاء “الهزيمة” لا أكثر، وَإذَا كانت السعودية “ضحية” لشيء فَـإنَّها ضحية سياستها العدائية تجاه الشعب اليمني، وهو أمر لا يثير أي “تعاطف” معها، بل يؤكّـد مشروعية التحَرّك اليمني المناهض للعدوان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com