الذكرى السنوية للشهيد

 

عبدالسلام عبدالله الطالبي*

يفصلنا عن موعدِ هذه المناسبة (٢٠) يوماً، حَيثُ تحل علينا في كُـلِّ عام عند الـ (١٣) من شهر جمادى الأولى، وتنتهي في الـ (١٩) من نفس الشهر والذي يصادف في هذا اليوم ذكرى استشهاد السيد زيد علي مصلح -رحمة الله عليه-.

مناسبة الذكرى السنوية للشهيد التي يستلهم منها أبناءُ شعبنا اليمني العزيز، التضحياتِ العظيمة التي قدّمها الشهداءُ العظماءُ في سبيل الله ونصرة للمستضعفين، ويستذكرون من خلالها واجباتِهم ومسئولياتهم تجاه أسر الشهداء، وماذا يعني أن يبادلهم أبناءُ الشعب كُـلَّ معاني الوفاء على عظيم تضحيات شهدائهم.

ليجعلوا من هذه الذكرى محطّةً تربوية يتزودون من خلالها كُـلَّ معاني الإحسان والإجلال والإكثار والتقدير لكل أسر الشهداء في كُـلّ أنحاء البلاد، فتجد الجميعَ يتهيؤون بكلِّ لهفة وشوق لاستقبال هذه المناسبة السنوية الغالية على قلوبهم.

وبمُجَـرّد حلول يوم الـ (١٣) من شهر جمادى الأولى، تبدأ فعالياتُ التدشين لهذه المناسبة على المستويين الرسمي والشعبي في عواصم المحافظات ومراكز المديريات، بل يشمل ذلك أغلبَ الأجهزة التنفيذية والوحدات الإدارية للدولة بإحياء فعاليات التدشين التي يتخللها تكريمُ كُـلّ ذوي الشهداء.

كما يتمُّ تنفيذُ الزيارات المنظّمة لروضات الشهداء التي تحظى ومن الآن بالرعاية والاهتمام لتحسينها وإصلاحها عبر مؤسّسة الشهداء وفروعها في المحافظات والمديريات، وبمساهمة رسمية من الجهات ذات العلاقة، الأوقاف والأشغال العامة والزراعة والمياه ومجتمعية تسهم في تنفيذِ الكثيرِ من الأعمال لتكون هذه الروضات مهيأة لاستقبال آلاف الزوار خلال أَيَّـام المناسبة؛ لما لزيارتها من دلالة عميقة في استذكار التضحيات والتجسيد من ثقافة الجهاد والاستشهاد.

كما يتخلل هذه المناسبةَ افتتاحُ مئات المعارض الخَاصَّة بالشهداء والنزول عبر اللجان المشكلة في كُـلِّ المناطق لزيارة عموم أسر الشهداء ومبادلتهم أطيب التحيات وأنمى السلام وتقديم الهدايا المقرة والموزعة وفق طابع واحد لعموم الأسر في عموم المناطق.

نعم.. من خلال هذه المناسبة تقدّم لوحة فنية متكاملة الأركان ومتنوعة في برامجها وأنشطتها، حَيثُ تكون مؤسّسةُ الشهداء هي الأكثر حضوراً في المشهد فيما يتعلّق بالإعداد والتحضير والتجهيز لكافة الترتيبات اللازمة للمناسبة، معلقةً آمالَها بعد الله على توفّر عامل الدعم والإسناد من الجهات ذات العلاقة في القيادة، وما يقدم من الخيّرين لإنجاح هذه المناسبة؛ باعتبَار أن المسئولية على الجميع وأن تضحيات الشهداء أثمرت عزاً ونصراً وقوة لكل أبناء الوطن المجاهد الصامد في وجه العدوان الأمريكي السعودي.

ومن أبرز ما يميّز هذه المناسبة أنها بمراسيمها وفعالياتها وبرامجها وأنشطتها المتعددة تكون بمثابة فرحة جماهيرية كبرى يتباهى بها القاصي والداني، بل يتمنى الشخص خلال أيامها المليئة بكل معاني العزة والشموخ أنه ابن لشهيد أَو والد شهيد، وسبحان الله ما أعظمك من قائد ومؤسّس عظيم أسست لمشروع قرآني عظيم جعل من هذه الأُمَّــة أُمَّـة تعشق الشهادة لم يبقَ شيء في يد أعدائها يخيفها.

والشكر موصولٌ لكلِّ من وقف إلى جانب مؤسّسة الشهداء وفروعها، واستشعر حجمَ الدور الذي تقوم به تجاه الشهداء وأسرهم في كُـلّ المجالات والمتطلبات، وحدّث نفسَه بضرورة المساندة والدعم لهذه المؤسّسة الرائدة بصمودها وكفاحها لخدمة هذه الشريحة التي لا يقتصر الاهتمامُ بها على المؤسّسة، لا سِـيَّـما وأن العدوانَ ما زال مستمراً وله إلى اليوم ستة أعوام.

مباركٌ لكم جميعاً اقترابَ موعدِ حلول هذه المناسبة، والرحمةُ والخلودُ لكلِّ الشهداء والشفاء لكلِّ الجرحى والفرج العاجل للأسرى والمفقودين والنصر لليمن وكل أبناء اليمن الأحرار.

* رئيس الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com