أحرار يتألقون ومرتزقة يحرقون

 

أحلام حسن

في صباح ذلك اليوم المشئوم الذي استيقظ فيه الشعبُ اليمنيُّ على أزيز طائرات ظالمة وصواريخ لا ترحم تساقطت على منازل الأبرياء بعد منتصف الليل، فقتلت ودمّـرت وشرّدت وعذبت، ومن ذلك الحين إلى اليوم والصواريخ تتساقط على أرض اليمن ما بين جريمة وأُخرى وما بين تدمير للبنية التحتية، وبين هذا وذاك تباينت النفوسُ ما بين مرتزِقة مؤيدين لصواريخ الظلم والظالمين، وما بين مواجهة وثبات وصمود الأحرار المخلصين الصادقين.

مرّت الأيّام والشهور والسنون والأحرار يُسطّرون أروعَ ملاحم النصر والصمود ويقهرون العدوان وحلفاءَه ويذيقونهم أشدَّ الهزائم، يكسرون شوكتهم وكبرياءهم وتغطرسهم، يضربون أروع الأمثلة في المرابطة والثبات وفق رؤية واضحة ومبادئ وقيم ثابتة لا تغيرهم حزم العواصف ولا يهزهم تحالف التحالف، فقد أصبحوا نجوماً متألقة تضيء دروب المظلومين والمضطهدين في العالم أجمع، وأصبحوا مثالاً للاحتذاء والاقتدَاء.

أما مؤيدو العدوان والذين اعتقدوا بأنهم الأقوى والأعظم، فوضعوا قلوبهم وأنفسهم في أحضان المعتدين يساندونهم بل ويقاتلون معهم ويفدونهم بأرواحهم، فإذا بهم يحترقون بين نارين، نار الأحرار المدافعين عن أرضهم وشعبهم وقضيتهم العادلة، وبين نار حلفائهم الذين لا يريدون لهم سوى الموت والفناء، فإن لم يُقتلوا بأيدي الأحرار قُتلوا بأيدي حلفائهم، فتارة غارات تسقط عليهم باسم الخطأ، وتارة تصفيات لهم علنية، فأصبحت النارُ تحفهم في الدنيا قبل الآخرة، وأصبحوا يتجرعون ويلات خيانتهم وبيعهم لأرضهم وشعبهم، فالأحرار لن يقبلوا بهم بعد خيانتهم وتحالف العدوان لا يريدهم ولا يثق بهم.

فأين يذهبون إلا إلى الموت المحقّق، خسروا حياتهم الدنيا وآخرتهم.

ولا ريب أن هذه هي النتيجة الحتمية لكل خائن على مر التاريخ، وهكذا تكون عاقبة الخائنين لأوطانهم، نار تضطرم في صدورهم في الحياة الدنيا ونار تنتظرهم في الآخرة، فسحقاً لهم وتعساً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com