من نصرٍ إلى نصر

 

عبدالسلام عبدالله الطالبي*

انتصاراتٌ تتوالى في المشهدِ اليمني الذي استطاع أبناؤه بفضلِ الله سبحانه وتعالى وبفضل حكمة القيادة، ممثّلةً بالسيد قائد الثورة -يحفظه الله-، أن يحقّقوا العديدَ من الانتصارات على شتى الأصعدة، وما صفقةُ تبادل الأَسْرَى المحرّرين من أبطال الجيش وَاللجان الشعبيّة وكذلك عودة الكثير ممن كانوا عالقين في كثير من الدول جراء الحصار الذي فرضته قوى العدوان، إلا دليل على تقدّمٍ كبيرٍ وَنجاحٍ ملموسٍ في جانب المفاوضات التي استطاعت حكومةُ صنعاء من خلالها إخضاع قوى الاستكبار العالمي رغم ما كانت عليه من التحفظ على مِلَـفِّ الأَسْرَى، إلا أن وجدت نفَسها أسيرة الميدان دون الظفر بأية مكاسب تحقّقها في خططها العدوانية؛ لذلك تعتبر صفقةُ تبادل الأَسْرَى بالنسبة لأبناء اليمن الأحرار وَبالصورة التي ظهرت بها اليوم ورقةً رابحةً، بل وتحمل في طيّاتها العديدَ من الرسائل الموجهة للأعداء، سواء من هم في الداخل أَو في الخارج لعلَّهم يستفيقون من غيهم ويتوقفون عن عدوانهم.
فإذا أنتُم شاهدتم نفسياتِ الأَسْرَى ومعنوياتهم التي كانوا وزخم الاستقبال الرسمي وَالشعبي خلال مراسيم الاستقبال، فإن ذلك درساً كافياً لتعرفوا ماذا يعني الصمود الأُسطوري والثقة العالية التي ظهر بها شعبُنا اليمنيُّ العزيزُ في هذا اليوم التاريخي العظيم الذي عكس فيه الصورة المشرفة عن آدابه وأخلاقه في تعامله مع أَسْرَى قوى العدوان، بخلاف تعامل هذه القوى مع أَسْرَى الجيش واللجان.

هكذا كان حضور شعبنا العزيز في استقباله للأَسْرَى، في الوقت الذي سبق وأن احتفل فيه بأعياد ثوراته الخالدة، ليتأهب لاستقبال أشرف مناسبة يعبر من خلالها عن أصالته وهُــوِيَّته الإيمانية وعمق ارتباطه بأخلاق وقيم ومبادئ الرسول الأكرم -صلوات الله عليه وعلى آله-، والذي سيترجمه عمليًّا بخروجه المشرف عصر الثاني عشر من شهر ربيع القادم بإذن الله إلى جميع الساحات في عموم محافظات اليمن للاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف.

* رئيس الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com