المولدُ النبوي وأهميّة مواجهة حملات الصد عنه

 

منير الشامي

مع بدء تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه ازكى صلوات الله وعلى آله، ومثل كُـلِّ عام تنشط أبواقُ النفاق وترتفع مزامير الشيطان التي تحرّم إحياء هذه المناسبة، وَتصفها بالبدعة المحرمة والضلالة المهلكة؛ بهَدفِ صد الناس عن الاحتفال بنبيهم سيدنا محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ الطاهرين-؛ كون ذلك عملاً فيه إجلالٌ لرسول الله وتعظيم له أو تمجيد لمنزلته المجيدة وَتقديس لمقامه الأعلى المقدس، وكلُّ ذلك في محاولاتٍ هادفةٍ منهم إلى إضعاف ارتباط الأُمَّــة برسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- الطاهرين، والقضاء على ذلك الارتباط؛ لما يترتب على ذلك من إماتة لسنته في حياة الناس وتجهيلهم بدين الله والانحراف بهم عن الاقتداء برسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، والسير على نهجه والتأسي به في حمل أمانة هذا الدين والتمسك به والدفاع عنه، ونشره وتبليغه، سعياً منهم لتكون كلمةُ الله هي السفلى ورايته هي الأدنى، وأملاً منهم في إعلاءِ كلمة الكفر والنفاق على كلمة الله ورفع راية الشيطان بدلاً عن راية الله.

وما يؤسف حقًّا أن حملةَ ضلالهم تجد لها آذاناً صاغية من آذان عامة الناس، وقلوباً واعية من قصارى الوعي فيهم لجهلهم المفرط بدين الله وكتابه وهدي نبيه، فيقعون في شراك ضلالهم ويقولون على الله ما لا يعلمون، ولا غرابة في ذلك فمكرُ الشيطان على مثل هؤلاء قوي رغم ضعفه؛ لأَنَّهم فرائسه السهلة بسوادهم الأعظم وهم ممن سيقول لهم: (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إلّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) صدق اللهُ العظيم.

ولذلك فمن واجبنا جميعاً أن لا نترك هذه الفئةَ أُلعوبةً بيد الشيطان وجنوده، فلهم علينا حقُّ النصح والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنى ودعوتهم إلى الرشد والفلاح، فإن أبوا فقد أدّينا ما علينا تجاههم، ووفينا بالحق الذي لهم علينا وأكملنا حجّـةَ الله عليهم.

كما أن الردَّ على أبواق الضلال والغواية الذين يدعون هذا السوادَ الأعظمَ إلى النار مسؤوليتنا أمام الله وأمانة على أعناقنا وواجب مفروض علينا أمام الله لا مناصَ منه، ويجب علينا أن نكشفَ ضلالهم للعامة من الناس، ونواجه تدليسهم ونرد عليهم بالحق القوي الذي يزهق باطلَهم ويدمغه.

وهذه مسؤوليةُ كُـلِّ فئات المجتمع ومؤسّساته الرسمية والشعبيّة وكل أفراده، كُـلٌّ من موقعه ومحيطه، ولا حجّـة لأيِّ شخص في التنصل عن هذه المسؤولية، فكلُّ من يعرف الحقَّ ويسكت عنه فهو آثم عند ربه.

إلا أنَّ الدورَ الأوّلَ والرئيسي في توعية الناس بأهميّة إحياء كُـلّ مناسباتنا الدينية بصفة عامة وبهذه المناسبة العظيمة بوجه خاص يقع على وزارة الأوقاف وعلى العلماء ورجال الإعلام في مختلف منابره؛ كون هذه المناسبة هي أعظم مناسبة دينية في الوجود، وكون إحيائها واجب الوجوب الشرعي، فلن تفلح أُمَّـة لا تجل وتعظم وتحترم وتقدس عظماءَها؛ ولهذا فأنا أدعو الجميعَ، مؤسّسات وأفراداً، إلى تغطية هذه الذكرى تغطية فعالة تتناسب مع عظمتها وشرفها وأهميتها بمختلف البرامج الهادفة إلى توعية الناس بالرسول الأعظم وبنور هديه ووجوب الارتباط القوي به، وبكشف حملات التضليل وتعرية أهدافها والرد عليها بالأدلة الصحيحة من كتاب الله تعالى وهدي نبيه، وهذا هو موضوع حديثنا القادم إن شاء الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com