أنظمة العمالة لقتل مشروع الكرامة

 

محمد يحيى الضلعي

 

تعاقبت الأنظمةُ السابقةُ على ركاكةِ الموقف والقول والفعل، وعمدت على بيعِ الكرامة، وتم مصادرةُ القرار لتباع كَثيرٌ من قضايا الأُمَّــة بثمن بخس، وليس هذا فحسب بل نهبوا ثرواتِ البلاد وباعوها بالثمن الذي رَأَهُ المشتري ثمناً مناسباً، وليس للبائع اعتراضُ على ذلك.

وكان التطبيع موجوداً وحتى إن خفي ظهورُه للعلن، لكنَّ وجودَه كان ولا يزال يتغلغل في كَثير من الأنظمة العربية، ففي البيت الأبيض يتم اتِّخاذُ القرار بمسوغ جاهز من تل أبيب، لينفذه الأعراب مقابل بقاء الحكام المنفذين بالحكم.

وجهل عامةُ الشعب عما يدور حولَهم، وتركوا شعوبَهم في عوامة الوهم بحثاً عن لقمة العيش واختلاق الاختلافات السياسية، وعمدوا أيضاً إلى تجريع أبناء هذا الوطن جرعةً بعد جرعة، جعلت المواطن غير مطلع على قضايا الأُمَّــة الأَسَاسية، وأصروا على ذكر أن الحج لمن استطاع سبيلاً مراراً.

وحين تسأل الناسَ عن الوصول إلى القدس، رد عليهم فصيلٌ آخر من الناس، بأن مكة أيضاً لمن استطاع إليه سبيلاً، موحين بذَلك أن تنسى القدس وقضيته المقدسة، هكذا هي الأنظمة العميلة عندما تجعل كُـلَّ ولائها لليهود والنصارى وتمعن في إذلال الشعوب وتعمل على تركيعهم وزرع الخوف في أوساط أبناء الشعب من انعدام رغيف الخبر، وحينها ستنسى شيئاً اسمُه الكرامةُ والسيادةُ.

التطبيع الحاصل اليوم ليس جديداً أَو غريباً، بل هو خطوة من خطوات التطبيع المبرمة من قبل عقود من الزمن، فما تعيشه شعوبُ الأُمَّــة العربية من إحباط زُرع بداخلها كان مقصوداً، فمسرحيات الاحتجاجات ضد قضايا الأُمَّــة كان معد لها البيان وهزالة المواقف، وجعلتنا أضحوكةً لشعوب العالم، فنظروا لنا بازدراءٍ ووصفونا بأقبح الأوصاف، كإرهابيين ودمويين وغجر، ومنعونا من دخول بلدانهم وجعلوا ذَلك أمنياتنا.. أليس هذا الذُّلُّ والهوان جلبته لنا الأنظمةُ العميلةُ الفاسدة؟

ألا يكفي لهذه الشعوب أن تقرّر مصيرها وتنصر الحق أينما وُجد، وتخذل الباطل أينما حَـلّ، وتقف ضد التطبيع والخيانة؟!

ومن نوادر السخرية، كانت تجرى انتخابات لحكام الشعوب، وكلها مهزلة ويسعى الجميعُ فيها، والكل على دراية مسبقًا من هو الفائز فيها، وحين نصادف تواريخ الثورة والاستقلال حسب الوصف، نرفع صور المتسلطين وننسى مصادفةَ التاريخ عما يتحدث هذا الغباء المعتم، جعلوا أبناء الشعوب في بلاهة لا نظير لها، وكل هذا معمول لنا من قبل أعدائنا عبر أدواتهم في الشعوب العربية.

وإننا اليوم في الشعب اليمني نتطلع وبكلِّ ثقة وبإذن الله إلى قيادةِ المسيرة إلى كُـلِّ خير، ونستعيد ما سُلب منا، وإننا ماضون على الدرب للوصول لمرادنا، ولن يخيبَ أملَنا اللهُ، فاللهُ أعلى وأعظمُ مما يفترون ويتصوّرون.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com