إضافة نوعية للصحافة اليمنية

 

 

عبدالواحد الشرفي

 

مثّل إصدارُ صحيفة المسيرة إضافةً نوعيةً للصحافة اليمنية المطبوعة، في ظل واقع كان يعج بالغث، وتكاد المصداقية وأمانة الكلمة أن تختفيَ في ثنايا معظم الصحف المحلية الحزبية والرسمية، والتي تدعي استقلاليتها وهي ممولة ومدعومة من أحد القوى السياسية التي كانت ممسكة بالسلطة، فضلاً عن انتشار واسع للصحف الصفراء الموكل لها نشر الوعي الزائف وتضليل الرأي العام والإساءة لمفهوم الحريات والقدح والشتم بحق الرموز العلمائية وَالشخصيات الدينية الاجتماعية والسياسية الشريفة والوطنية، ولمناصريهم من حاملي مشروع التغيير والمقاومة لمشاريع التسلط والهيمنة والتبعية.

وتزامنت بواكيرُ إصدارات صحيفة المسيرة مع نضج مفاعيل الثورة على الواقع السياسي والاقتصادي السيئ والمرتهن للخارج، والذي مثّل عائقاً أمام تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني المتوافق عليها ورفض الدعوات الوطنية لتصحيح المسار والقفز على الخيارات الثورية في تأسيس لبنات الدولة المدنية اليمنية العادلة.

وكان لصحيفة المسيرة النصيبُ الكبيرُ بين الصحف القليلة جِـدًّا الصادقة في دعم مسيرة الأحرار التواقين للتغيير الحقيقي التي عبّرت عنه ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، وساهمت كسلطة رابعة في المجتمع بكشف زيف وادِّعاءات الإعلام المضلل والمضاد لحركة التغيير والتصدي بوعي وبصيرة لأبواقه المأجورة، وكان لها الدورُ البارزُ في تتبع مسيرة الثورة وحشد الرأي العام لمساندتها.

وما زالت صحيفةُ المسيرة تمارس دورَها التنويري والتوعوي للمجتمع اليمني، فضلاً عن نشاطها المقاوم لمشاريع الخنوع والاستسلام، ومواجهة العدوان السعودي الأمريكي بفضح ونشر جرائمه بحقِّ أبناء الشعب اليمني المحاصر والمظلوم.

انتهزها فرصة لأبارك للزميل صبري الدرواني، والزملاء الأعزاء في هذه الصحيفة اليمنية الغراء، بالاحتفاء بألفيتها الأولى، مع أمنياتنا لهم بدوام التقدم والتطور والسير في طريق الحق والخير والعزة والكرامة.

* عضو مجلس الشورى

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com