معرض الكتاب الثاني بصنعاء.. رسالةُ صمود وتحدٍّ ثقافية للعدوان

زائرون ومشاركون ومنظمون للمعرض لصحيفة “المسيرة”:

 

المسيرة: محمد الكامل

يقفُ كميل هادي بعكازة في صالة بيت الثقافة، متطلعاً إلى الإصدارات الجديدة للكتب في معرض الكتاب الثاني المقام حَـاليًّا في صنعاء والمستمر حتى مطل مطلع الشهر الجاري.

ويؤكّـد كميل الذي بُترت قدمُه أثناء إصابته في الجبهات وهو يدافع عن الوطن وسيادته أن إعاقته لم تُثنِه عن زيارة المعرض؛ بحثاً عن العلم والمعرفة، مُشيراً إلى أن إقامة هذه المعارض تعتبر خطوةً عظيمة؛ لما لها من أثر بالغ وفاعل في هذا الظرف التي نعيشه تحت عدوان وحصار للعام السادس على التوالي، والذي يسعى إلى تغييب الفكر الثوري النبوي الجهادي ومحاربته لعقود من قبل أنظمة حاكمة ظالمة همها استعباد الناس وأملها هو البقاء في السلطة بأي ثمن كان.

ويضيف كميل أنه ومن خلال تجوله في المعرض واطلاعه على بعض الكتب وتصفحه لأوراق منها، رأى أنها تمثل فكراً وتراثاً ثقافياً مغيباً على الواقع اليمني ليخرج هذا الفكر للعلن.

ويؤكّـد كميل أن أهميّة هذه المعارض أنها تحيي التاريخ النضالي والجهادي الذي سار عليه آل بيت رسول الله، مُشيراً إلى أن هذه خطوةٌ جبارة في أحد ميادين الجهاد أمام العدوّ الصهيوني الأمريكي الذي يسعى دائماً إلى تغييب هذه الحقائق والمعالم.

من جانبه، يرى علي الورقي أن إقامة الأنشطة والمعارض الثقافية والأدبية، ومنها معرض الكتاب الثاني المقام في بيت الثقافة رسالة قوية للعدوان بأن اليمن لا يزال بخير، ورغم كُـلّ التحديات والصعوبات إلَّا أن الشعب اليمني يريد الحياة والعيش بكرامة ولن ينكسر مهما حاول الأعداء.

وقدم الورقي من محافظة ذمار لزيارة هذا المعرِض خصيصاً بعد أن قرأ عنه سابقًا؛ وذلك بهَدفِ شراء بعض الكتب التي كان يبحث عنها، كما يقولُ لصحيفتنا.

 

إحياءٌ للثقافة

ويرى صاحب مكتبة الشيماء، أحمد البولي، وأحد المشاركين في معرض الكتاب أن تنظيم هذا المعرض في ظل ما يمر به اليمن من عدوان على مدى ست سنوات متتالية يعتبر إنجازاً كَبيراً يُحسَبُ للقيادة السياسية، وصورةٌ من صور صمود هذا الشعب العظيم في مواجهة هذا العدوان الفاشي والفاشل في الوقت ذاته.

ويؤكّـد البولي في حديثه لصحيفة المسيرة بقوله: “نحن مستمرون في إقامة معرض رغم كُـلّ التحديات والصعوبات التي سببها العدوان السعودي الأمريكي وحصاره الشامل، وهو ما ترى أثره أمامك كمثال في الإقبال لزوار معرض الكتاب الذي نظمته وزارة الثقافة احتفاءً بأعياد الثورة اليمنية”.

من جانبه، يصف صاحب “مكتبة ابن خلدون” عبد الرحمن محمد، تنظيمَ معرض الكتاب بالخطوة الجيدة؛ لما للكتاب من أهميّة في نشر الوعي والمعرفة بين المواطنين بمختلف مجالات الثقافة والذي سيسهم بدوره في تقدم المجتمعات والشعوب.

ويشير عبد الرحمن لصحيفة المسيرة إلى أن الترويج والدعاية للمعرض من قبل وسائل الإعلام الوطنية لم يكن على مستوى الحدث الذي يأتي في مرحلة استثنائية، داعياً كُـلّ وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة للقيام بدورها في تكثيف حملاتها الإعلامية والإعلانية والذي من شأنه تشجيعُ المواطنين على زيارة المعرض بشكل أكبر.

ويأتي إقامة المعرض في هذا التوقيت بالتحديد ليؤكّـدَ على أهميّة إحياء للثقافة في بلادنا، وللقراء المهتمين بإشباع نهمهم المعرفي والثقافي في مجالات المعرفة المختلفة والواسعة عُمُـومًا، خَاصَّة وأن معارض الكتاب توقفت لفترة طويلة؛ بسَببِ العدوان والحصار السعودي على وطننا الحبيب.

ويؤكّـد عصام محمد أن إقبال الزوار لمعرض الكتاب يرتفع نسبياً يوماً بعد آخر، خَاصَّة بعد تمديد فترة المعرض من قبل المنظمين والقائمين عليه، مشيراً إلى أن هناك بعضَ الأنشطة تخللها المعرض، حيث أقيمت ندوة الخميس الماضي عن التاريخ العسكري.

 

إرادَة رسمية وشعبيّة

وحرصت وزارةُ الثقافة على تنظيم هذا المعرض على الرغم من الظروف السيئة؛ نتيجة العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا، حيث تهدف الوزارة من إقامة هذا المعرض إلى إحياء الثقافة والاهتمام بالكتاب بعد سنوات من الموت والصعوبات جراء عدوان على اليمن لسنة السادسة توالياً.

وَيقول مدير معرض الكتاب، فيصل الجعدبي، لصحيفة المسيرة: إن إقامة هذا المعرض فيه إثباتٌ للعدو أننا لن نُهزمَ، فكل واحد من أبناء هذا الشعب يقوم بدوره من مكانه ومسؤوليته لمواجهة هذا العدوان من جهة، والقيام بمهامه في مجال تخصصه وعمله للنهوض ببلدنا من جهة ثانية، موجهاً رسالةً للعدوان بالتأكيد على أن الشعب اليمني عصيٌّ على الانكسار ولن يمنعَه العدوانُ والحصار من تنظيم مثل هذه الفعاليات.

ويوضح الجعدبي أن معرض الكتاب الثاني أقيم بالتعاون مع وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب واتّحاد الناشرين وبمشاركة ما يقارب20 مشاركة بين دار أَو مؤسّسة ومكتبة مثل مكتبات خالد بن الوليد، الغدير، ابن خلدون، الشيماء، ومؤسّسة الإمام زيد، مؤسّسة الإمام الهادي، مؤسّسة زيد علي مصلح وغيرها من المكتبات والمؤسّسات الأدبية والثقافية المختلفة.

ويضيف الجعدبي أنه ولولا ضيق المساحة أَو ساحة المعرض كان ممكناً أن تكونَ المشاركات أكبر، حيث طالبت الكثير من المكتبات ودُور النشر بالتسجيل في معرض الكتاب وحجز مساحات فيه بحدود 20 متراً، لكننا عجزنا عن توفير المساحة المطلوبة للمشاركات وخَاصَّة القادمة من محافظات مختلفة في الجمهورية.

وبالنسبة للصعوبات والتحديات التي تواجه القائمين على المعرض يؤكّـد الجعدبي أن من ضمنها انعدامَ الموازنة، غير أنه تم تنظيمُ المعرض وفق المتاح لتوفير ما يحتاجه المثقفون في مكان واحد من كتب وكنوز فكرية وأدبية وسياسية وتاريخية وكتب نفيسة أُخرى تغطي الجوانبَ العلمية والإنسانية وتمثل مصادرَ مهمةً للدارسين والباحثين وكذا الساعين لتنمية وتوسيع معارفهم وإثراء أفكارهم بالنافع والمفيد، بحسب قول الجعدبي.

ويشير الجعدبي إلى أن معرض الكتاب الثاني بصالة بيت الثقافة تخلله عدد من الفعاليات والندوات الأدبية بمشاركة نخبة من الأدباء والمثقفين وبعض المؤسّسات الثقافية؛ احتفاء بأعياد الثورة اليمنية.

ويأتي هذا المعرض تذكيراً بأهميّة الكتاب والقراءة في حياتنا اليومية التي لا تجب أن تتوقف مهما كانت الظروف عبر تنظيم أنشطة ثقافية مختلفة منها تنظيم وإقامة معرض الكتاب الثاني والذي يعد كمعجزة وتحدٍّ لكل الصعوبات التي أفرزها العدوان على اليمن، في محاولة صمود شعبي ورسمي وإرادَة ثورية ممثلةً بقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي من خلال توجيهات بخلق فرص واستمرار لمعالم الحياة بأي ثمن.

ويؤكّـد مدير عام بيت الثقافة، يحيى الديلمي، أنه وفي ظل هذا العدوان الغاشم على بلدنا نحن موجودون على أرض الواقع، نعيش حياتنا بكل تكويناتها ومظاهرها، ومن ضمنها الثقافة وقراءة الكتاب التي تعتبر مهمة للشعب اليمني المحب لقراءة الكتاب المطبوع وطالما كان يعتبر معرِضُ الكتاب الدولي اليمني ثانيَ أهمِّ معرض كتابٍ في الوطن العربي من حيث الإقبال أَو الشراء سابقًا.

ويشير الديلمي لصحيفة المسيرة إلى أن هناك إرادَةً رسميةً في الدولة والحكومة بدءاً بقيادة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والقيادة السياسية ممثلةً برئيس الجمهورية المشير مهدي المشّاط لإقامة هذا المعرِض؛ احتفاءً بأعياد الثورة اليمنية والذي يعتبر معرضاً مصغراً يحتوي على العديد من الكتب الدينية والفكرية والثقافية والعلمية وكتبٍ للأطفال، كلها تحت العشرات من العناوين بمجالات بحر الثقافة الواسع.

ويبيّن أنه تم إقامةُ العديد من الندوات والفعاليات مثل ندوة احتفالية 21 سبتمبر قبل أَيَّـام، كما أن هناك الكثيرَ من الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية والأدبية أقيمت خلال تنظيم المعرض.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com