الأممُ المتحدة شريكةُ أمريكا في قتل الشعب اليمني

 

حسن حمود شرف الدين

منذ بدء العدوان الأمريكي السعودي على اليمن؛ بهَدفِ استعادة سلب القرار السياسي اليمني واحتلاله ونهب ثرواته، استخدمت أمريكا وعملاؤها شتى أنواع الأسلحة المسموح بها دوليًّا والمحظورة عن الاستخدام.

استخدمت أمريكا العدوانَ المباشر، وفرض حصار بري وبحري وجوي، وفرض حصار إعلامي، وإغلاق المطارات، وإغلاق الموانئ.

لم تقف أمريكا عند هذا الحد فقط في عدوانها على اليمن، فقد استعانت بشركات الحرب واستعانت بمقاتلين من مختلف الجنسيات العربية والإسلامية والأجنبية، حتى من جنسيات يهودية شاركوا في الحرب على اليمن.

ارتكبت أمريكا في عدوانها على اليمن، أبشع أنواع الانتهاكات والجرائم، استهدفت المنازل السكنية في أول ضربة صاروخية لها بمنطقة بني حوات بصنعاء، استهدفت الأحياء السكنية، والمصانع التجارية، والمزارع والحقول ومزارع الدواجن، والمدارس والجوامع والمستشفيات والمراكز الصحية والمباني والمدن التاريخية والطرق والجسور، وكل شيء تتخيله استهدفته أمريكا حتى المقابر التي يرقد فيها الموتى استهدفتها.

مارست أمريكا إرهابَها المعهود بكل إمْكَانياتها وطاقتها البشرية والمالية والتكنولوجية واستعانت بأصدقائها وأعدائها معاً، حتى أصبحت قضيةُ احتلال اليمن قضية أولوية بالنسبة للإدارة الأمريكية، بل أضحت بالنسبة لها مسألة هيبة وسمعة دولية وأُسطورة أنها الدولة العظمى التي لا تُقهر.

اليوم انتقلت الإدارة الأمريكية إلى أُسلُـوب ضغط آخر ليس جديدًا، وإنما بدأت بتفعيله أكثر لعل وعسى يتحقّق ما تصبو إليه من أهداف إجرامية.

بلغ من أمريكا من السفاهة أدناها، إذ وجهت الأمم المتحدة بإيقاف الدعم الإنساني لليمن لمختلف القطاعات وفي مقدمتها القطاع الطبي، حيث كان يحظى القطاعُ الطبيُّ بشيء يسير من الدعم الإنساني، مراعاة لأهميّة هذا القطاع وتجنباً لانتشار الأمراض والأوبئة التي قد تنتقل إلى دول الجوار لا قدر الله تعالى.

اليوم أمريكا تسعى جاهدةً عبر الأمم المتحدة إلى إيقاف المساعدات الإنسانية للقطاع الطبي في اليمن؛ بهَدفِ صناعة كارثة إنسانية حقيقية في اليمن، مع استمرار الحصار ومنع دخول المشتقات النفطية والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية.

إعلان الأمم المتحدة سحب دعمها الإنساني بشكل مفاجئ وبتوجيه مباشر من الإدارة الأمريكية، هو عدوان جديد يهدف إلى قتلِ الأطفال والنساء جوعاً ومرضاً، رغم أن من أهداف الأمم المتحدة مكافحةَ الفقر والجوع والمرض، لكنها أصبحت اليوم صانعةً للفقر والجوع والمرض.

هذا الانسحاب المفاجئ والعدوان الجديد سيزيد من معاناة المرضى بشكل عام، خُصُوصاً مرضى سوء التغذية والغسيل الكلوي والقلب وذوي الأمراض المزمنة، وبالتالي فإن الأمم المتحدة تصنع اليوم بتوقيفها دعم الخدمات الطبية للقطاع الصحي أكبرَ كارثة إنسانية، في ظل صمت دولي مخز، وهذا الصمت المخزي وصمة عار في جبين كُـلّ حر التزم الصمت تجاه جريمة الأمم المتحدة وأمريكا التي يرتكبونها بحقِّ الشعب اليمني.

نحمد الله تعالى القائل: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)، فمهما عملت أمريكا فينا من جرائم وانتهاكات فإنا واثقون بنصر الله تعالى طالما نحن نواليه ونوالي رسوله ونوالي وصيه وعلم الهدى، ونقاتل في سبيل الله تعالى تحت قيادة ربانية، قوى الظلم والاستكبار، ولتكن عندنا عقيدة بأن الفتح قريب والنصر أقرب، وكلُّ خطط ومؤامرات قوى الاستكبار ستفشل وتداس بأقدام المجاهدين الأحرار في مختلف الجبهات.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com