إحياء الذكرى الخامسة لاستهداف العدوان الأمريكي السعودي للتربويين بمحافظة عمران

 

المسيرة – خاص

مضت خمس سنوات على الجريمة البشعة التي ارتكبها طيران العدوان الأمريكي السعودي بحق التربويين في محافظة عمران شمالي البلاد.

وللتذكير حول المجزرة، فإنه وبعد أداء صلاة المغرب في الـ18 من أغسطُس 2015م، وبينما كان الجميع يتأهبون للعودة إلى أماكنهم لاستكمال الاجتماع المنعقد في مقر نقابة المهن التعليمية والتربوية بعمران، انهالت عليهم صواريخ العدوان الوحشي لتقضي على خيرة رواد التربية بعمران وبصورة تقشعر من هولها الأبدان.

وقبيل إجراء امتحانات الشهادتين الأَسَاسية والثانوية، عقدت اللجنة الفرعية للاختبارات بمحافظة عمران اجتماعاً لها لإقرار رؤساء المراكز الاختبارية للشهادتين الأَسَاسية والثانوية بالمحافظة برئاسة مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة الأُستاذ / أحمد عبدالله الشهاري، وبينما كانوا يناقشون أسماء رؤساء المراكز استهدف العدوان السعودي الأمريكي مقر النقابة بصاروخين والذي ذهب ضحيتها 21 شهيداً و33 جريحاً من التربويين ومن المواطنين الساكنين في المنازل المجاورة لمقر نقابة المهن التعليمية والتربوية، بينهم مدير عام مكتب التربية وعدد من قيادات المكتب والنقابة فرع عمران.

وقال مدير مكتب التربية بالمحافظة الأُستاذ / أحمد الشهاري، وهو أحدُ الناجين من الجريمة والذي ترأس حينها الاجتماع أثناء حدوث القصف في تصريح سابق لصحيفة الثورة: إنه وبينما “كنا نناقش أسماء رؤساء اللجان الفرعية للامتحانات بمحافظة عمران، رفع أذان المغرب وقمنا للصلاة على أن نستكمل الاجتماع بعد الصلاة، وفعلاً انتهينا من أداء صلاة المغرب نحن والزملاء وعند فراغنا من الصلاة قام كُـلٌّ منا إلى مكانة، وما هي إلا لحظات حتى انقلب المكان رأساً على عقب، وأصبح المكان مليئاً بالأشلاء والأتربة، ولم يرَ بعضنا الآخر وسقط حصيلة هذه الجريمة العديد من الشهداء والجرحى، إضافة إلى تدمير المبنى بالكامل”.

وَأَضَـافَ الشهاري بقوله: كنا في حالة طوارئ تأهباً للامتحانات التي كانت ستجرى بعد أَيَّـام من ذلك الحين، وكان مبنى نقابة المهن التعليمية والتربوية مليئاً بالكوادر التربوية والإدارية، فجاء العدوان حاملاً بحوزته جل حقده وكراهيته لهذا الشعب المسالم، ليصب نار غضبه بوحشية سافرة فقتل أطفالاً ومعلمين وتربويين لا ذنب لهم إلا أنهم كانوا يقومون بواجبهم الوطنية لإنجاح عملية التعليم.

ويواصل الشهاري بحسرة: “العدوان استباح كُـلَّ شيء على هذه الأرض، ولم يعد يراعي حرمة للطفل أَو المرأة أَو الشيخ، ولم يعد هناك شيء يمكن أن يُستثنى من حقدهم ووضاعة الإجرام الذي وصلوا إليه، فالجريمة كان معدًّا لها مسبقًا ومن خلال ما بث على وسائل العدوان وعلى رأسها قناة العربية بعد دقائق من وقوع الجريمة عندما تناولت الحدث أن قوات التحالف استهدفت تجمعاً لقيادات حوثية ومن الحرس الجمهوري، وتم تحديد عدد المستهدفين بدقة، حيث تم استهدافنا بصواريخ شديدة الانفجار وهو ما أخبرنا به سكان مناطق كانت بعيدة عن مكان القصف عندما شاهدت إضاءة الصاروخ وصل إلى قراهم، وكذا شدة الانفجار الذي أحدثه الصاروخ وأصاب منازل أُخرى”.

وأحيا مكتب التربية والتعليم والوحدة التربوية لأنصار الله بمحافظة عمران، يوم أمس الأحد، الذكرى الخامسة للجريمة التي ارتكبها تحالف العدوان بحق التربويين في المحافظة.

وأشَارَ محافظ عمران الدكتور فيصل جعمان، إلى الدور الفاعل للجبهة التربوية في استمرار العملية التعليمية وإفشال مخطّطات العدوان الهادفة تعطيل التعليم.

واعتبر جعمان استهدافَ دول العدوان للمعلمين وهم يرتبون للاختبارات في 18 أغسطُس 2015م وراح ضحيتها خيرة القيادات التربوية بالمحافظة، جريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان بحق الشعب اليمني.

من جانبه، تطرّق رئيس الدائرة التربوية هادي عمار، ووكيل المحافظة حسن الأشقص، إلى الجرائم البشعة والمروعة التي ارتكبها تحالفُ العدوان منذ مارس 2015م، واستهدافه لمختلف فئات المجتمع وتدمير البنية التحتية ومقدرات البلاد.

ونوّها بتضحيات شهداء القطاع والجبهة التربوية، في أداء الرسالة التعليمية واستمرارها رغم المخاطر والتحديات التي تواجه العملية التعليمية ومحاولة تعطيلها.

بدوره، أكّـد مدير مكتب التربية بالمحافظة أحمد الشهاري، أهميّةَ إحياء هذه الذكرى؛ للتذكير بما ارتكبه تحالف العدوان من جريمة بحق القطاع التربوي ومنتسبيه.

وأشَارَ الشهاري إلى ضرورة العناية بأسر الشهداء وتقديم سبل الرعاية الكاملة لها؛ عرفاناً بتضحيات الشهداء في الدفاع عن الوطن، وأن تكون لهم الأولوية في مختلف المراحل التعليمية.

كلمة أبناء الشهداء، أكّـدت المضي على النهج الذي سار عليه آباؤهم في الجبهة التربوية حتى هزيمة دول العدوان وتحقيق النصر المؤزر.

وفي ختام الفعالية تم تكريم أسرة الشهداء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com