قوةُ الكلمة توازي قوةَ السلاح

 

هدى الشامي

اتخذ الاستعمارُ طرقاً وأساليب عديدة للسيطرة على البلدان، وخَاصَّةً في المنطقة العربية والعالم الإسلامي، كالاستعمار العسكري المباشر، والاستعمار الاستيطاني الإحلالي، والاستعمار التذويبي الاستيعابي، والبعض منها أدخلها ضمن الحماية أَو الوصاية أَو الانتداب، ومن خلال سيطرته استطاع أن يجنّد عشرات الآلاف من المسلمين ليقاتلوا تحت رايته، ولصالحه، وهذا ما اعتبره الشهيد القائد من أسوأ المواقف وأسوأ الحالات التي وصلت إليها أمتنا العربية والإسلامية.

ووصف الشهيد القائد التحَرّكَ الأمريكي تحت مسمى مكافحة الإرهاب، بأنه استعمار حديث تحت عنوان خبيث (مكافحة الإرهاب)، واعتبر أن أُسلُـوب الاستعمار القديم كان “عبارة عن هجوم، الهجوم يخلق عند الناس حالة ردة فعل واستياء من المستعمر؛ ولهذا تجد أنهم في الأخير اضطروا إلى أن ينسحبوا من البلدان التي استعمروها”، أما اليوم فقد جاءوا بعنوان خبيث فجاءوا ومعهم “مجموعة يسمونهم إرهابيين يقسموهم على المناطق، وفي الأخير يقولوا نريد ندخل نطردهم، نلحق بعدهم، ويدخلوا المناطق، يدخلوا البلدان، يدخلوا البلاد ويحتلونها ويهيمنون عليها، ويكونون قد خضعوا الدولة فيها، والناس ما يرون شيئاً إلا عندما تستحكم قبضتهم، ما يرى الناس أشياءَ، ما يرون أمريكيين أمامهم زاحفين، إلا بعدما يكون قد استحكمت قبضتهم، قد دخلوا البلاد، بنوا قواعد عسكرية، توافدوا بأعداد كبيرة”.

ومن يقرأ ما تحدث عنه الشهيد القائد ويعود لمراجعة التحَرّك الأمريكي في اليمن منذ عام 2000، سيلاحظ أن هذا التشخيص كان عميقاً، وأن الأمريكان تحت ذريعة ما يسمى بمكافحة الإرهاب استطاعت أن تشرعن لتحَرّكها، وفرضت على البلدان العربية والإسلامية حالةً من الصمت والموافقة المبدئية على كُـلّ أعمالها، واتخذت من مسمى “الإرهاب” الذريعة لدخول أية دولة، وملاحقة أية شخصية، أَو مدرسة، وفرض العقوبات المالية على أية مؤسّسة أَو شركة أَو رجال أعمال.

ويقول الشهيد القائد -رضوان الله عليه-: إن الاستعمار اليوم طوّر أساليبه وقام باختراع نوع جديد من الاستعمار لا يحتاج إلى الكلفة المادية أَو البشرية، فتحت ذريعة ما يسمى بمكافحة الإرهاب أرغمت أمريكا الدولَ العربية والإسلامية للدخول معها في اتّفاقية (مكافحة الإرهاب)، وجعلت كُـلّ من لا يستمع إلى كلامهم إرهابيين، سواء الفلسطينيين الذي تم نهب أراضيهم وتخريب بيوتهم واقتلاع أشجارهم، وأدرجت حركتي حماس وفتح وكلَّ من ينتمي إليهما في قائمة الإرهاب، مُشيراً إلى أن اليمن كان لها نصيب الأسد من هذا الشكل الاستعماري الجديد، فقد قامت أمريكا بضرب اليمنيين بطائرات بدون طيار بحجّـة أنهم إرهابيين، والهدف من هذا كله هو استهداف البلاد واستعمارها وإفساد الناس ومحاربة الدين.

وللخروج من هذه الوضعية، أكّـد الشهيد القائد -سلام الله عليه- في محاضرته (الشعار سلاح وموقف)، أن على كافة أبناء الأُمَّــة الإسلامية الرجوع إلى الله والسير وفق توجيهاته، وتحملها للمسؤولية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com