أوباما ينسحب مهزوما من المنطقة

أحمد الشرقاوي

 

معادلـة: النجـاح لـي و الفشـل لكـم

في تصريح لافت لم يحظى بما يستحق من الإضاءة والتحليل، قال الرئيس أوباما في حوار مع قناة “سي بي إس” الأمريكية الأحد الماضي: إن “ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، هي مشاريع قامت بها قوات إقليمية، ونحن غير مستعدين لإرسال جنود للدفاع عنها”..

هذا يعني بكل اللغات، أن الرئيس أوباما غير مستعد لتحمل الفشل في الشرق الأوسط، وأن أحسن وسيلة للتملص من المسؤولية، هي تحميل الأدوات الإقليمية نتائج وتبعات الفشل في إسقاط سورية وإنهاء حزب الله وعزل إيران لإقبار مشروع المقاومة في المنطقة..

البيت الأبيض ومن خلال الناطق الرمسي، أوضح الرؤية الأمريكية للصراع في الشرق الأوسط بالقول: “إن مواجهة النفوذ الروسي في سورية ليس على أعلى سلم أولوياتنا”.. وبذلك تكون الإدارة الأمريكية قد أوضحت لمن يهمهم الأمر، أن الولايات المتحدة غير مستعدة لخوض حرب عالمية ثالثة مع روسيا ومن معها من أجل أحلام “إسرائيل” بأمن بعيد المنال، وأوهام تركيا بامبراطورية عثمانية إخونجية، وتطلعات ‘آل سعود’ لسيادة وهابية مستدامة على العالم العربي والإسلامي “السني”، في زمن تكسرت فيه الأصنام القديمة بفعل صحوة الشعوب، وثقافة المقاومة التي فجرتها الثورة الإسلامية الإيرانية..

هكذا إذن، وبتصريح مقتضب، غسل أوباما يده من الدم السوري والعراقي واليمني، وأدار ظهره لأدواته الإقليمية الفاشلة التي لم تنجح في تغيير المعادلات على الأرض برغم مليارات الدولارات التي صرفت، وعشرات الآلاف من أطنان الأسلحة التي استعملت، لإشاعة الفوضى الخلاقة في مكونات محور المقاومة من خلال توظيف الإرهاب والاستثمار في الموت والخراب..

وهو ما فجر حملة انتقادات واسعة لسياسات الإدارة الأمريكية من قبل أهل البيت والحلفاء قبل الأدوات، الجميع أصيب بالجنون، فبقدر ما كان الدخول الروسي لتغيير المعادلات السياسية والعسكرية في المنطقة مفاجئا حتى للاستخبارات الأمريكية، بقدر ما كان صادما لفرنسا وبريطانيا وتركيا و”السعودية” بصفة خاصة، وحدها رئيسة الوزراء الألمانية اتسمت بكثير من التواضع والواقعية حين اعترفت، أن أمريكا وأوروبا ودول المنطقة فشلوا فشلا ذريعا في إيجاد حل سياسي في سورية بدل الرهان على الحل الأمني، واعتبرت هذا الفشل حقيقة مرة يجب الاعتراف بها.

حتى مصاصة الدماء وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ‘كوندوليزا رايس’ التي تبنت مفهوم “الفوضى الخلاقة” كنظرية تقول، بأن “وصول المجتمع إلى أقصى درجات الفوضى متمثلة بالعنف والرعب والدم، يخلق إمكانية إعادة بنائه بهوية جديدة”، سارعت لكتابة مقال مشترك مع وزير الدفاع الأمريكي السابق ‘روبرت غيتس’ نشر الأسبوع الماضي في صحيفة “واشنطن بوست”، تساءلت فيه باستغراب: “كيف يستطيع فلاديمير بوتين الذي يقود دولة باقتصاد متدهور، وقوات مسلحة من الدرجة الثانية، التحكم في رسم مسار الأحداث الجيوسياسية في المنطقة على هذا النحو؟”..

لكنها وبرغم صدمتها من فشل بلادها أمام روسيا، إلا أنها ومن باب الموضوعية، اعترفت للرئيس الروسي بـ”الحنكة السياسية”، وبأنه “صاحب اليد العليا دائما”، وقالت، “ميزة الرئيس بوتين أنه يستخدم ما بحوزته من أوراق بمهارة استثنائية، ويعرف تماما ما يريد فعله”..

والمصيبة، أن ما يهم الوزيرة ‘رايس’ في الموضوع برمته، ليس عشرات الآلاف من القتلى الذين تسببت فيهم “الفوضى الأمريكية الخلاقة”، ولا الدمار والخراب الذي أصاب البنية التحتية والمآثر الحضارية الإنسانية في سورية والعراق، ولا كارثة المهجرين قسرا من ديارهم بسبب توحش وإجرام الإرهاب، بل ما يهمها من كل هذا، هو كيف فشل الإرهاب في إسقاط سورية؟.. وترى أن الحل هو في “فرض منطقة حظر جوي في سورية مع تلافي الصدام العسكري مع روسيا”، لخلق واقع أمريكي على الأرض بالقوة وفق تصورها، وهي نصيحة كان من شأن ‘أوباما’ لو أخذ بها أخذ المنطقة برمتها نحو الكارثة المحققة، فلا روسيا ولا إيران سيسمحان بها، وقد يكون الرد تفجير المنطقة برمتها كما هدد الرئيس الأسد قبل أيام.

من جهته، أدرك الرئيس ‘بوتين’ عجز وفشل الإدارة الأمريكية بعد نفاذ كل أوراقها، ولمس رغبتها بالانسحاب منها دون التوافق على حلول سياسية مشتركة تحفظ الأمن وتحمي الاستقرار لجميع مكوناتها، فأعلن الخميس بصريح العبارة، أن “أمريكا لا ترغب في حوار سياسي مع روسيا لأنها لا تملك رؤية ولا أجندة أو مشروع واضح للسلام تستطيع الدفاع عنه”، و وصف الموقف الأمريكي الرافض للحوار بـ”غير البناء”، ما يعني ضمنا، أن أمريكا قررت ترك الحبل على الغارب للأدوات الإقليمية للعمل على عرقلة المشروع الروسي وإفشاله إن هم استطاعوا إلى ذلك سبيلا، دون أن تتحمل هي مسؤولية تصرفات أدواتها.

لكن، ما هي المعطيات التي جعلت أوباما يقرر فجأة الانسحاب من المنطقة وتحميل أدواته مسؤولية الفشل؟.. هناك بعدان، بعد سياسي وآخر عسكري:

البعـــد السياســـي..

في إجابته عن سؤال للإعلام، إن كان الدخول العسكري الروسي في سورية هو لدعم ‘الأسد’ كما تقول أمريكا وحلفائها (؟).. قال الرئيس بوتين بهدوء الواثق من صوابية قراره العسكري لدعم رؤيته للحل السياسي للأزمة السورية: إن “الزعيم الوحيد في سورية هو الشعب السوري”..

وفي هذا، تلتقي موسكو مع طهران، حول حق الشعب السوري الحصري في تقرير مصيره واختيار رمز سيادته دون تدخل خارجي، استنادا إلى شرعة الأمم ومبادئ القانون الدولي.. وهذا تحديدا هو ما تقول به القيادة السورية المؤتمنة على السيادة أيضا، وترفع شعار أن لا تفريط في وحدة الأراضي السورية وحق الشعب السيادي واستقلال القرار السياسي الوطني حتى لو كان دون ذلك الهلاك.

هذا الموقف المبدئي الغير قابل للتفاوض بالمطلق، هو الذي يمثل جوهر الخلاف مع أمريكا التي تصر على فرض حل سياسي في سورية يخدم مصالحها وأمن “إسرائيل” حتى لو تم ذلك على حساب إرادة وسيادة واستقلال سورية، وتعارض مع مصالح الشعب السوري..

إلى هنا تبدو الأمور واضحة بشكل جلي لا لبس فيه للجميع، باستثناء من يصرون على رؤية الأمور في سورية بالعين الأمريكية والصهيونية، سواء من الحلفاء الغربيين أو الصهاينة الأعراب، ويخوضون حرب تزوير وتحوير وتضليل إعلامية غير مسبوقة ضد تحالف روسيا ومحور المقاومة باسم ما أصبح يعرف اليوم بالدفاع عن الغالبية “السنيـة” ضد الأقلية “العلويـة”..

وفي هذا الإطار تفهم المقاربة البئيسة والغريبة التي حاول من خلالها الوزير ‘جون كيري’ تحوير مفهوم الديمقراطية وتوسيعه بشكل غير واقعي بعيد عن العقلانية، ليشمل معارضة 65 مليون “سني” في المنطقة لزعامة ‘الأسد’ “العلوي”، أي (سنة سورية والعراق ولبنان والأردن وفلسطين أيضا)، وكأن الرئيس الأسد إمبراطور يحكم بلاد الشام وبلاد الرافدين معا، وهو المعيار الذي يهدم مفهوم “الدولة الوطنية” من أساسه، ولا نرى مصداقا له في الخليج عموما، أو البحرين على سبيل المثال، حيث يمثل المكون الشيعي 70 % من الشعب، دون الحديث عن نظام اللا معنى في “السعودية”، والذي يعد أنموذجا متخلفا رجعيا وظلاميا أسوء من نظام القبيلة زمن الجاهلية الأولى.. فعن أي ديمقراطية يتحدث الوزير ‘كيري’؟..

وعلى هذا الأساس، يصبح “الإرهاب” من وجهة النظر الأمريكية معارضة “سنية معتدلة” وإن ارتكب أفظع الجرائم، هذا لا يهم، لأنه في كل مرة يفقد فيها محور الشر سيطرته على فئة من التكفيريين، يقوم بتعويم غيرهم من خزان الوهابية الذي لا ينبض، بعد تأهيلهم تحت أسماء ومسميات عديدة، لتطهيرهم من جرائمهم الوحشية كما يطهر الثوب الأبيض من الدنس، ولنا في “جيش الفتح” الذي تشكل “جبهة النصرة” عموده الفقري المثال الواضح الفاضح على ذلك.

وأمام انتقادات أمريكا وحلفائها الأوروبيين وأدواتها الإقليمية لاستهداف روسيا الفصائل التكفيرية “المعتدلة” من غير “داعش”، كان لافتا تصريح الوزير ‘سيرغي لافروف’ بداية الأسبوع الحالي للإعلام حيث قال: “نحن نستهدف المعارضة المعتدلة بأسلحة معتدلة”، في استهزاء واضح بالمنطق الأمريكي الذي يتلاعب بالمصطلحات والمفاهيم لتضليل الرأي العام العالمي، وأكد وزير الخارجية الروسي في كلمة أمام مجلس الدوما الأربعاء، أن “موسكو لن تسمح بإعادة تأهيل ‘جبهة النصرة’ ليكون لها دور في مستقبل سوريا”، مشيرا إلى استعداد بلاده للتعاون مع المعارضة السورية الوطنية، في إشارة إلى الذين لا يحملون السلاح ضد الدولة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يستهزئ فيها الوزير ‘لافروف’ بمنطق واشنطن’ بشأن المعارضة “المعتدلة”، فقد سبق وأن طالبها قبل أسبوع بتسليم إحداثيات مواقع “الجيش الحر” الذي يحذر الغرب الطلسي من استهدافه، بل وأعرب الوزير الروسي عن استعداد بلاده للتعاون معه في محاربة “الإرهاب” إن وجد أصلا هذا “الجيش الحر” على الأرض.

كلام الوزير لافروف، كان فخا لاستدراج واشنطن بهدف فضح زيف الأباطيل التي تحاول تضليل الرأي العام بها، لأن الحرب في واقع الأمر هي حب إعلامية وحرب قيم أخلاقية أيضا على المستوى الدولي قبل أن تكون حربا عسكرية ضد الإرهاب في سورية.. وطبعا أمريكا التزمت الصمت، لإدراكها أنه في حال دفاعها عن ما يسمى بـ “الجيش الحر” الذي أسسته فرنسا صيف 2001 وسلمته علم الانتداب الفرنسي وعينت له حمص هدفا لتكون عاصمة “سورية الجديدة”، سيدفع الروسي لفتح ملف عناصره التي عرفت على مستوى العالم بقطع رؤوس العسكريين وإلقائهم في النهر، وإلقاء المدنيين من على أسطح المباني، وقيام أحد قادته بشق صدر جندي سوري والتهام قلبه وكبده في مشهد روع العالم، وغيرها من الفظائع الوحشية التي لا تختلف عن ممارسات “داعش” والنصرة” ومشتقاتها المتشبعة بالإديولوجية الوهابية.. لهذا السبب تحديدا التزمت واشنطن الصمت.

أدركت واشنطن أن الروسي والإيراني ومن معهما ومن خلفهما، يتمسكان بورقة الشرعية الأممية والقانون الدولي التي تعطي الشعوب حق تقرير مصيرها دون تدخل خارجي، وأن محاولة تغيير النظام في سورية بالعمل العسكري كما حدث في ليبيا لم يكن ممكنا بسبب تلاحم وصمود القيادة والجيش والشعب، كما أن كل محاولات إسقاط سورية بالإرهاب لم تنجح رغم 5 سنوات من الخراب، وبالتالي، فبعد دخول الروسي والإيراني معترك الحرب على الإرهاب في الميدان بحلف بديل عن تحالف واشنطن الفلكلوري، أدركت أمريكا أنه لن يكون بمقدورها فرض حل سياسي على مقاسها ووفق أهواء حلفائها ورهانات أدواتها، فقررت الانسحاب قبل فوات الأوان كي لا يترجم الانتصار الروسي – الإيراني هزيمة مذلة لها، وحتى لا تنكشف حقيقة علاقتها بالمجاميع الإرهابية التي يعرف العالم أنها ليست لقيطة كما كان يقال، بل لها أب فاجر اسمه أمريكا وأم عاهرة اسمها السعودية..

البعـــد العسكـــري..

دخول الروسي الحرب على الإرهاب في سورية كان مفاجأة للإدارة الأمريكية، وإن حاول الرئيس ‘أوباما التقليل من وقعها بالقول أنه “لم يشكل مفاجأة كبيرة لنا”، لكن ما زاد الطين بلة ومثل صدمة حقيقية للأمريكي، هو الإعلان عن تشكيل غرفة عمليات للتنسيق الأمني والعسكري بين روسيا وإيران وسورية والعراق في المنطقة الخضراء ببغداد، من وراء ظهر قيادة التحالف الأمريكي التي يوجد مقرها أيضا ببغداد.

وهو الأمر الذي دفع بالإدارة ألأمريكية إلى وقف التعاون الأمني والعسكري مع العراق، ورفض مده بالمعلومات وصور الأقمار الصناعية عن تحرك “داعش” في الأراضي التي يسيطر عليها.

ثم جاء الخرق الجوي الروسي للمجال التركي في رسالة تقول أن المنطقة العازلة سيقابلها عودة لواء الإسكندرون إلى حضن الوطن، فالصواريخ المجنحة التي فهم منها الحلف الأطلسي أن روسيا ستواجه أي مغامرة لحلف الناتو في سورية بذريعة حماية تركيا، وأن المنطقة العازلة خط أحمر لن تقبل موسكو بإقامتها، ودونها المواجهة العسكرية إن اقتضى الأمر.

ومع انطلاق العمليات العسكرية الجوية الروسية والعمليات العسكرية السورية على الأرض، وسرعة انهيار التنظيمات التكفيرية من خلال التركيز على قصف مواقع الإدارة والسيطرة، ومخازن السلاح والعتاد، ومواقع الإيواء والتدريب، والأنفاق، وطرق الإمدادات والتواصل، وهروب الآلاف من الإرهابيين بسبب شدة وكثافة واستمرارية القصف، وما تلى ذلك من هجوم بري في أكثر من موقع وساحة على امتداد جغرافية تواجد الإرهابيين في الوسط والشمال والجنوب مع التركيز على الأرياف قبل المدن والمراكز المأهولة، مثل ريف اللاذقية الشرقي وريف حماة، وريف إدلب، وريف جسر الشغور، وريف حمص، وريف حلب، وريف درعا ومنطقة القنيطرة واسترداد عديد المناطق والقرى السورية في أفق تطهير الحدود السورية التركية والسورية الأردنية – الفلسطينية (الجولان المحتل)، قبل التفرغ لأم المعارك بسهل الغاب، ثم الانتقال إلى المنطقة الشرقية بهدف ملاقاة القوات العراقية على الحدود.. فهمت أمريكا أن اللعبة انتهت، وأنه لم يعد من الممكن استمرار صب الزيت على النار في سورية بعد السيطرة على الحدود مع تركيا والأردن و”إسرائيل” ولبنان.

واكتشفت أمريكا وإن متأخرة، أن روسيا وحلفائها حضروا للحملة العسكرية في سورية والعراق قبل أربعة أشهر من انطلاقها، وأن روسيا تساعد القوات العراقية في حربها على الإرهاب وفق ما اعترف الوزير لافروف بذلك الخميس أما الدوما، وأن ما كان يقال عن تراجع الجيش السوري وقرب انهيار النظام مجرد وهم، لأنها كانت استراتيجية خادعة، مكنت القيادة السورية من تحصين المواقع الرئيسة المتواجدة بها، والإعداد لفرقة مدربة بحرفية عالية ومسلحة بأسلحة جديدة نوعية، مكونة من عشرات الآلاف من الجنود المدعومين بقوات محترفة من حزب الله والحرس الثوري الإيراني، الأمر الذي مكنهم من قلب موازين القوى على الأرض بسرعة قياسية، وأنه لم يعد بإمكان الإرهابيين والحال هذه، أن يصمدوا أمام هذا التنظيم الجديد المدعوم جويا من الطائرات والمروحيات الروسية (مي – 22) التي تعتبر بمثابة دبابة طائرة أدهش عملها الخبراء في الغرب والشرق.

وبهذا خرجت أمريكا من المشهد ظاهريا، وإن كنا نعتقد أنها ستستمر في التحريض والمشاغبة من الخلف، وبقت “السعودية” وتركيا وقطر في وجه العاصفة.. ووفق ما تبين من معلومات ومعطيات حتى الآن، فإن إسقاط الأسد واحتلال اليمن وتقسيم العراق وتفجير لبنان بالنسبة لآل سعود هي قضية حياة أو موت، فإما ينجحون فيتربعون على عرش المنطقة ويطردون روسيا وإيران منها، أو ينتحرون كأغبياء، لاعتقادهم أنهم قوة ما فوق إقليمية عظمى، وأنهم بشراء المزيد من الصواريخ من أمريكا والقبلة الحديدية الفاشلة من “إسرائيل” وضخ المزيد من المرتزقة والتكفيريين، سينجحون في تحقيق أوهامهم المستحيلة، وحماية مؤخراتهم المترهلة..

وتلك حكاية أخرى يطول شرحها.

 نقلا عن موقع بانوراما الشرق الأوسط

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com