قادمون .. بقلم/ سكينة حسن زيد

من وحي كلمة السيد عبدالملك الحوثي الليلة بمناسبة ذكرى صمودنا لأربع سنوات بوجه العدوان الشيطاني أتصوَّرُ كأن العدوان “مرضٌ” هاجم اليمنَ، وبطبيعة الحال حين تهاجم الجسمَ ڤيروساتٌ أَو بكتيريا يصاب بالإعياء أولاً؛ لأَنَّ الجسم السليم يقاومُ وتقومُ حربٌ بين المرض وبين مناعة الجسم والجسم الطبيعي ينتصرُ ولا يُهزَمُ إلّا الجسم الذي لا مناعة لديه..
أما نحن اتضح أن لدينا مناعةً قوية.
العام الخامس نحن فيه نبدو قد قطعنا شوطاً في طريق النصر على العكس من أعدائنا، الثباتُ والثقةُ في كلمات ولهجة السيد عبدالملك يؤكّــدُ هذا، الرؤيةُ الواضحةُ لديه لما يجبُ أن نفعلَه وما هي الأولويات والخطة التي يبدو أنها جاهزة في كُــلّ الجبهات: مؤسّسات الدولة، الملف السياسيّ والتفاوض، الجبهات والأداء العسكريّ، مواجهة المؤامرات والمشاكل الداخلية.
الحزمُ والوضوحُ والاختصار في لهجته يبرزُ ما يبدو عليه أعداؤنا “على كثرتهم” إلّا أنهم على العكس منا، تائهون، متذبذبون، قلقون، لم يحقّقوا شيئاً من أَهْــدَاف عاصفة الحزم وليس بيدهم قرارُ التراجع والتوقف..
المرتزِقةُ اليمنيون يتقاتلون فيما بينهم ميدانياً، يحرقون بعضهم بكل وحشية، وعلى مستوى الموقف، بينما يؤكّــدُ السيدُ اليومَ في كلمته أن لا مجال لإذلال اليمنيين أَو الدوس على كرامتهم وحريتهم، المرتزِقة يتراشقون الاتهامات ويتنافسون فيما بينهم على من يذل نفسَه أَكْثَــرَ ومن يثبت طاعتَه وولاءه أَكْثَــرَ لأطرافٍ خارجية متعددة ومتناقضة المصالح!
هي إذن حرب ومواجهة لا على مستوى عسكريّ ميداني أَو سياسيّ فقط، بل حرب على مستوى “قيَمي”، اليوم وبعد أربع سنوات هناك طرفٌ يمني أثبت بالفعل لا بالكلام أنه لم ولن يقبلَ التنازلَ عن كرامته وحريته وسيادته، تواجهُه أطرافٌ أُخْــرَى لا موقف موحد يجمعها إلّا بيعُها لكل ثوابتها وَلكرامتها وحريتها ودمائها ومحاولتها بيعَ اليمن كذلك مقابل “المال”!
يقولُ نزار قباني ساخراً من سذاجة الروايات العربية: الحبُ ليس روايةً عربية بختامها يتزوج الأبطال..
إلا إني أؤمنُ أن معركتَنا هذه ستصبحُ كروايةٍ عربيةٍ مشرِّفة ختامُها “سعيد” يبدو أنها ستنهي فصولَ الروايات العربية المخجلة والمؤلمة خلال المائة عام أَو أَكْثَــر الماضية..
هنا اليمنُ، هنا أصلُ العرب وعودةُ الكرامة العربية مجَــدَّداً من هنا أيضاً..
قادمون..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com