مركز إمبريالي بالمنطقة يرأسه الكيان الصهيوني

أنس القاضي

“تصفيةُ القضية الفلسطينية”.. جُملةٌ موجزةٌ عبّر بها قائدُ الثورة السيد عبدالملك الحوثي عن خطورة التطوّرات الأخيرة للقضية المركزية لحركات التحرر الوطنية في العالم وللأمة العربية وحركات المقاومة الإسْلَامية، وهي القضية الفلسطينية، قضية الشعب الفلسطيني، وحقه في تحرير كافة أراضيه وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف وفي عودة اللاجئين، وأيضاً استعادَة الحقوق العربية والسيادة على الأراضي المحتلة من سوريا ولبنان.

ما نشاهده من رفض صهيوني لمقررات “الشرعية الدولية”، لم يكن ممكناً بدون الدعم المباشر من القوى الاستعمارية والامبريالية الأمريكية، وما قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القُدس إلا تجلّي الوقاحة الاستعمارية. وما كان بالإمكان أن يتطاول الاستعماريون، بدون استمرار حالة الخضوع والتبعية والتخلف للحكومات العربية المتواطئة مع النظام الامبريالي.

تتظافر التهديدات الصهيونية مع حالة تفكك فلسطينية، وفي ظل اعتراف رسمي فلسطيني بان الكيان الصهيوني تنكر لأوسلو وهي الاتفاقية الجائرة والتي ترفضها كثير من الفصائل الفلسطينية، تزداد عوامل تصفية القضية الفلسطينية والداخل الفلسطيني يفقد اجتماعياً عوامل مقاومته، في ظل تكريس الانقسام وتفكك النظام السياسي إثر الصراع على المصالح الضيقة بين نخب حركتَي فتح وحماس.

وتكمن الأولية الفلسطينية اليوم في التوجه نحو الحوار الوطني الفلسطيني الشامل لإنهاء حالة الانقسام والتفكك التي تغذيها الدوائر الصهيونية، وإلا سيفقد الفلسطينيون أنفسهم وقضيتهم، وينتهون إلى الاكتفاء بإدارات حكم محلية خاضعة سياسياً وأمنياً واقتصادياً للحكومة الصهيونية.

على المستوى الإقليمي، يتطلب الوضع استنهاض قوى حركة التحرر العربية صوب استعادة دورها في النضال السياسي والكفاحي الديمقراطي من أجل توفير أسس الصمود والمقاومة في فلسطين ومن أجل تجاوز أنظمة الاستبداد والتبعية السائدة التي ترهن الأُمّة العربية في خبزها وسلاحها لأعداء الإنْسَانية.

والترابط بين القضية الفلسطينية والتحررية العربية والعالمية لا انفصام له، إذا ما عرفنا أن الخطر الصهيوني يهدد كُلّ المحيط العربي، والمشاريع الامبريالية الراهنة القائمة على نظرية قوس التوتر، هي في صدد بناء مركز إمبريالي جديد في المنطقة العربية، موزاي لحلف الأطلسي في أوروبا، يكون على رأسه الكيان الصهيوني والبرجوازية اليهودية العدوانية، وهو ما يعني بروز بؤرة استعمارية جديدة مهددة للإنْسَانية في آسيا وفي أفريقيا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com