خطة ترامب: القدس لإسرائيل والضفة للأردن وغزة لمصر!!

محمود سعيد كعوش

مشروعُ التوطين في سيناء الذي اصطلح أمريكياً على تسميته “صفقة العصر” ولد ميتاً!!

كتاب “نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض” يثير عاصفة سياسية في الولايات المتحدة

نقل الصحفي الأمريكي الشهير “مايكل وولف” في كتابه “نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض”، الذي أثار عاصفة سياسية في الولايات المتحدة، تفاصيل “الخطة الأمريكية لحل أزمة الشرق الأوسط”. وكان وولف في فترة سابقة من المقربين لإدَارَة دونالد ترامب وعلى صلة وثيقة بالأشخاص المحيطين بالرئيس. وسبق لترامب أن أظهر إعجاباً بإحدى المقالات التي نشرها وولف في عام 2016.

وفي تفاصيل الكتاب يشير الصحفي الأمريكي إلى أن واضع برنامج “خطة” حل “الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي” لم يكن سوى ستيفن كيفين بانون، المولود في عام 1953، والذي كان يتولى رئاسة المكتب الانتخابي لترامب خلال حملته للانتخابات الرئاسية الأمريكية، وشغل بعد وصول ترامب للبيت الأبيض منصب كبير مستشاري الرئيس للشؤون الاستراتيجية، وأدخله ترامب مجلس الأمن القومي في كانون الثاني/يناير 2017، ثم عزله من منصبه هناك في نيسان/أبريل من نفس العام وغادر البيت الأبيض إلى ما لا رجعة.

يخبرنا وولف في كتابه كيف أن بانون تحدث عن خطته لحل “الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي” خلال عشاء في مانهاتن” فقال: ” يعمل ترامب على وضع خطة للحل، هي خطته فعلا، وهو سيحدث من خلال هذه الخطة “أَكْبَـر اختراق في التأريخ على صعيد المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية”، وأنه “سيغير اللعبة بشكل كبير وغير مسبوق”، موضحاً أن ترامب يوافق على “صفقة القرن”.

ويضيف مايكل وولف نقلاً عن ستيفن بانون أن ترامب قال له: “في اليوم الأول نقوم بنقل السفارة إلى القدس “تنفيذاً لقرار ترامب اعتبار المدينة عاصمة لإسرائيل”، ويؤيد “بنيامين” نتنياهو ذلك من أعماقه، ويؤيد ذلك بحرارة أَيْضاً رجل الأعمال والملياردير اليهودي الأمريكي شيلدون أديلسون، الذي يؤيد إسرائيل بقوة، نحن نعرف وندرك ما سنقدم عليه، دعونا نعطي الضفة الغربية للأردن، وغزة لمصر، ولندعهم يحاولون حل المشاكل هناك أَوْ يغرقون في المحاولات. السعوديون على وشك الانهيار، والمصريون على حافة الانهيار أَيْضاً، والجميع يخافون الفرس “إيران” لحد الموت ويخشون ما يجري في اليمن وسيناء وليبيا. ولذلك، روسيا هي المفتاح. هل روسيا فعلا سيئة؟ أجل الروس فتيان أشرار، ولكن العالم مليء بالأشرار”!!

يرى كثيرون أن قرارَ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار “القدس عاصمة لإسرائيل” لم يكن معيباً وباطلاً ومنعدماً وفرض سلطة الأمر الواقع، كما قال هو بنفسه، بل كان في صميم نصه يعد خرقاً لمعاهدتي السلام اللتين وقعتهما “إسرائيل” مع مصر والأردن، ووقعت عليهما أمريكا كضامن وشريك، الأمر الذي يجعلنا نحكم على أن مشروع توطين الفلسطينيين في سيناء المصرية الذي اتفق على تسميته أمريكياً “صفقة العصر”، قد ولد ميتاً، وأن أي مشروع أَوْ مقترح للتوطين آخر أَوْ طرح لتسوية ما للقضية الفلسطينية يأتي عن طريق الولايات المتحدة بعد قرار ترامب اعتبار “القدس عاصمة لإسرائيل” الذي اتخذه في 6 كانون الأول/ ديسمبر 2017، لن تكتب له الحياة وسيدفن في المهد.

وبالعودة لنصوص معاهدتي السلام بين “إسرائيل” وكُلٍّ من مصر والأردن، يمكننا التأكيد على أن الولايات المتحدة والرئيس ترامب خرقاً المعاهدتين، وشرعنا احتلال “إسرائيل” للقدس!!

ووفقاً لما يقوله رجال القانون العرب الكبار، فإن نصوص قرارَي مجلس الأمن تؤكد أن القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة مناطق محتلة، وقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس “عاصمة موحدة لإسرائيل” جاء ليخرق أولاً بنود معاهدتي السلام بين “إسرائيل وكل من مصر والأردن”، باعتبار الولايات المتحدة الشريك والضامن لهما، ووقعت على ذلك كشريك وضامن، وليشرعن ثانياً احتلال إسرائيل للقدس!! كما ويعتبر رجال القانون أن الإدَارَة الأمريكية والرئيس ترامب تنصلاً من التزام تعاهدي اعتبره العالم “الأسمى بين المعاهدات والاتفاقيات الدولية”، تمثل بمعاهدتي “السلام المصرية الإسرائيلية – كامب ديفيد”، وَ”السلام الأردنية الإسرائيلية – وداي عربة”.

وأشاروا إلى أن الولايات المتحدة لم تكن الدولة المسهلة والوسيطة فقط في إبرام المعاهدتين، لكنها كانت الدولة الشاهد والشريك والضامن لأعلى مراتب المعاهدات الدولية السياسية وهي معاهدات السلام.

ويرى رجال القانون العرب إن قرار الرئيس الأمريكي ترامب باعتبار القدس “عاصمة لإسرائيل” ليس باطلاً فحسب بل منعدماً، ولا يغير من الأمر القانوني أَوْ الواقع لمدينة القدس شيئاً ؛ لأن القدس مدينة محتلة من مغتصب لمركزها وماهيتها القانونية التي ما فتئت القرارات الدولية تؤكد على وضعيتها الخَاصَّــة، مضيفين أن المدينة ما تزال، وفقاً لقرارات مجلس الأمن رقم 181 لسنة 1947 و242 لسنة 1967 و334 لسنة 1973، مدينة محتلة من جانب “إسرائيل” ولا يغير قرار ترامب من كون هذه دولة محتلةً، لتصبح مدينة القدس الأطول بقاء تحت احتلال عسكري في التأريخ الحديث.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com