تحتَ الخبر..بقلم/  محمد منصور

 

ناهيك عن البُعدَينِ الإنساني والأخلاقي اللذين اتسمت بهما زيارةُ الأخ الرئيس المشاط، للمناضل الكبير خالد باراس، برز أَيْـضاً البُعدُ السياسي في الزيارة بشكل واضح، ومثّلت الوحدةَ اليمنيةَ كواحدة من أجمل الأقدار في حياتنا، كُـلَّ هذا البروز.

الرئيس أعلن بأن الوحدة اليمنية ذات وزن تاريخي هائل وكبير، ولها مكانةٌ مرموقة في الوِجدان الوطني العام، ورسوخ متجذر في ضمير المخلصين، وما أكثرهم في يمن أنجز حتى الآن منظومة كفاح وجسارة استقرت في ذهن العدوّ ولا تزال بعيدة عن عقول قلة من الأذهان في داخلنا اليمني، وبصرف النظر عن زيارة الرئيس المشاط لباراس من حَيثُ التوقيت الذي جاء عشية الاحتفال بعيد قيام الجمهورية اليمنية، يظل هذا النوع من الود الاجتماعي وتجسيد روح المسؤولية مسألة مهمة في التعاطي اليومي مع متطلبات المرحلة.

لا شك أن ثمة تحَرّكات على الساحة اليمنية، وتحديداً في المناطق الجنوبية، تحَرّكات لا أسئلة حائرة أَو صعبة حيالها، الأجوبة عن طبيعة هذه التحَرّكات في المتناول، وسبق للرئيس المشاط من حجّـة أن أجاب على دوافع وخلفيات التحَرّك المتنقل في عدن أخيراً.

الوحدة منطق حصري لملايين من اليمنيين؛ لأَنَّ فيها نسبة عالية جِـدًّا من الاستقرار والهدوء، والأقلمة والتشطير مشاريع صغيرة توازي حجم الإمارات التاريخي والجغرافي، ومتناهية الصغر بالنسبة لكل من يحمل هذه البضاعة الفاسدة ويتجول بها في شوارع حضرموت، سيذهب اليمن وقواه الحية في القريب العاجل إلى قرع باب الممول لمشروع الفوضى والتجزئة في اليمن قرعًا، إذا لم يغلق جهال زايد الجهلة أفواهَهم وشيكاتِهم، بالتي هي أحسن سيتم تجاوُزُ مرحلة القرع إلى عملية خلعِ هذا الباب بشكل عسكري.

صنعاء هي أقربُ الأطراف في متابعة كُـلّ التطورات والمؤامرات الذاهبة لتعويض الخسارة الفادحة في “عاصفة الحزم”، وهي الطرفُ الوحيد القادر على لجم أي توجّـه يضر بحاضر ومستقبل اليمن الكبير.

الحرب لا تزال مفتوحةً، وليتذكر الواهمون بإمْكَانية فرض واقع شطري قهري على اليمنيين، ليتذكروا فقط الماضي القريب جِـدًّا عندما برهن شعبنا بشكل حاسم قدرةً فذَّةً على حرق بعض ممتلكات الجار السعوديّ الثمينة؛ لتحضُرَ الرياض إلى صنعاء؛ للحفاظ على ثروتها التي أصبحت في مرمى صواريخنا.

من حق أي إنسان يعيش على أرض اليمن أن يكون له موقفٌ ورأيٌ في إدارة الشأن العام ومِلفات السلطة والثروة وشكل الدولة؛ شرط أن يكونَ النقاشُ بعقليةٍ يمنية خالصة، سريعاً سنصل إلى حلول.

العُقَدُ يصنعُها الأجنبي -خليجيًّا أم بريطانيًّا أم أمريكيًّا- والحلولُ يصنعُها اليمنيون دونَ سواهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com