من أرشيف نظام الخيانة البائد “المسيرة” تبث فيلم “السيطرة”: الاستباحةُ الأمريكية.. بالصوت والصورة

  • التوغل الأمريكي في اليمن جاء من بوابة تدريب الجيش وإنشاء محطة لـCIA في صنعاء:
  • معسكرات القوات الخاصة التابعة لنجل رئيس السلطة كانت مركز النشاط العسكري الأمريكي في العاصمة صنعاء
  • الرئيس الأسبق علي صالح خلال لقائه بمدير الـCIA وجّه بتقديم كافة التسهيلات لمدير محطة الـCIA في اليمن
  • مدير مطار صنعاء معياد: الحضور الأمريكي المكثـف تزامن مع وصول عناصر صهيونية بجوازات أوروبية مختلفة
  • الرويشان: تحت ذريعة مكافحة الإرهاب فرض الأمريكيون نظاماً للسيطرة على المنافذ والحدود وفي مجال التنصت

 

المسيرة – خاص:

بثت قناةُ “المسيرة”، مساء أمس، الفيلمَ الوثائقيَّ “السيطرة” الذي تم الترويج له منذ أَيَّـام، ويتناولُ مسارَ النشاط العسكري والاستخباراتي والتدخُّل الأمريكي في اليمن، مطلع العام 2002، وفي ذروة النشاط الأمريكي المتزايد ضد ما يسمى “الحرب على القاعدة”.

وحوى الفيلم على مشاهدَ ووثائقَ تُعرَضُ للمرة الأولى، توضح هذا النشاطَ الاستخباراتي الكبير في اليمن، إبَّانَ حُكمِ الخائن علي عبد الله صالح، وحكومته العميلة لأمريكا، كما تطرق الفيلم الذي أنتجته قناةُ “المسيرة” إلى مرحلة التوغُّل الأمريكي في اليمن؛ ليوضح مدى انصياع حكم الخائن صالح وحكومته للأمريكيين، والسماح لهم باستباحةِ الأراضي اليمني، والسيطرة على القرار اليمني؛ تحت ذريعةِ “محاربة الإرهاب”.

وعرض الفيلم الوثائقي مشاهدَ حصريةً للنشاط العسكري الأمريكي في وسط الجيش اليمني، تحت غطاء التدريب، كما عرض تسجيلات لتدريب مجموعة من قوات “المارينز” الأمريكية لوحدات من قوات “الحرس الجمهوري” في نظام صالح بالساحل الغربي، وظهر فيها نجل صالح والخائن علي محسن الأحمر كإحدى الأدوات المنبطحة للأمريكيين، والمؤتمرين بأمرهم.

ويؤكّـد وكيل جهاز الأمن القومي سابقًا، الفريق الركن جلال الرويشان، أن الهدف الأمريكي من وراء هذه التدريبات في الساحل اليمن، والضغوط الأمريكية المتواصلة، تمثلت في عروض بإنشاء رصيف بحري في جزيرة “ميون”، وأرصفة بحرية ومطار في جزيرة سقطرى، لافتاً إلى أنه وعقب حادثة المدمّـرة “كول” نزلت قواتٌ أمريكية إلى داخل مدينة عدنَ دون إذن رسمي، وسط ضغوط للسيطرة على الموانئ والسواحل اليمنية.

 

جولةٌ لخبراء عسكريين في معسكر الحرس بصنعاء:

واستمر الفيلم الوثائقي في سرد بعضِ تفاصيل التدخل الأمريكي في الشأن الداخلي اليمني؛ ليعرض تسجيلات حصرية لجولة عسكرية لأمريكيين في معسكر “الحرس الجمهوري”؛ لمعرفة التشكيلات والأسلحة العسكرية، حَيثُ كانت الجولة الأمريكية في المعسكر بحضور عسكريين ومخبرين أمريكيين، بينهم السفير الأسبق في اليمن، أدموند هول، وقائد العمليات الخَاصَّة الأمريكية، غاري لين هاريل، وبرفقهم الخائن أحمد علي عبد الله صالح؛ ليؤكّـد الفيلم أن معسكرات القوات الخَاصَّة كانت مركز النشاط العسكري الأمريكي في العاصمة صنعاء.

ولم تقتصر زيارةُ الفريق الأمريكي لمعسكر الحرس على استكشاف ما يحويه المعسكر، بل تعمَّدت معرفةَ الأسلحة الموجودة بداخلة، وكيفية تدريب القوات المسلحة، حَيثُ عرض الفيلم مشاهدَ لتدريب، وأسلحة، كان يتفحصها الأمريكيون، ويتعمدون معرفتَها.

ويشير الفريقُ الركن الرويشان في حديثه لوثائقي “السيطرة” إلى أن الأمريكيين وتحت ذريعة مكافحة “الإرهاب” فرضوا نظاماً للسيطرة على المنافذ والحدود وفي مجال التنصت.

 

 استباحةُ مطار صنعاء:

وينتقلُ الفيلم ليتطرق إلى موضوع آخر أكثر ارتباطاً بمسألة النشاط الاستخباراتي الأمريكي، والمتمثل بدخول معدات وأسلحة عبر طائرات أمريكية إلى مطار صنعاء الدولي، دون السماح للجهات المختصة بالمطار لتفتيشها.

ويقول مدير مطار صنعاء الدولي الأسبق، اللواء أحمد معياد، لوثائقي “السيطرة”: إن “الطائرات العسكرية الأمريكية تردّدت على اليمن بشكل متكرّر بعد 2002م، وإن الحضور الأمريكي المكثّـف تزامن مع وصول عناصرَ صهيونية بجوازات أُورُوبية مختلفة”.

وفي هذه الجزئية أَيْـضاً، يؤكّـد مسؤول الأمن السياسي الأسبق في مطار صنعاء، العميد أحمد عامر، لوثائقي “السيطرة” أن “العناصر الأمريكية كانت تصل إلى مطار صنعاء دون الالتزام بالإجراءات الرسمية”، مُشيراً إلى أن “الأمريكيين ابتدعوا زيارة السفارة والاطلاع على سير التدريبات ذريعةً لتوسيع الحضور العسكري مع إخفاء هُــوِيَّة بعض العناصر الوافدة”.

وحصل الفيلم على وثيقة صادرة عن دائرة الاستخبارات العسكرية العامة بوزارة الدفاع في 2002م، تكشفُ معلوماتٍ عن الحضور الأمريكي العسكري في اليمن، وبحسب الوثيقة فَــإنَّ طائرةَ قائد العمليات في القوات الخَاصَّة الأمريكية، ألبرت كالند، أقلت شُحنةً من المعدات والأجهزة دون إشعار مسبق، كما كشفت الوثيقةُ تضليلَ الملحق العسكري في السفارة الأمريكية لإدارة مطار صنعاء بشأن شحنة معدات ادَّعى أنها للقوات الخَاصَّة اليمنية وتبين لاحقاً أنها ذهبت للسفارة.

وبهذا الخصوص، يقول اللواء معياد لوثائقي “السيطرة”: إن “توجيهات عليا متكرّرة أوقفت تطبيق الإجراءات الرسمية على الرحلات الأمريكية حتى بعد أن أوقفنا بعضها”، مؤكّـداً سعيهم لتفتيش الطرود المستقدَمة أمريكيًّا بوصفها حقائبَ دبلوماسية في أكثرَ من رحلة؛ لمخالفتها المعايير الدبلوماسية واتّفاقية فيينا.

ويتفق العميد عامر في حديث للوثائقي مع ما يطرحه معياد، ويؤكّـد أن الحقائبَ الدبلوماسية معروفة دبلوماسياً بموجب اتّفاقية فيينا، وما كان يصل به الأمريكيون من طرود مغايِرٌ لذلك تماماً.

ولم يكتف الفيلم بعرض هذه الوثيقة، بل نشر وثيقةً أُخرى صادرةً عن ركن القيادة والسيطرة بوزارة الدفاع، وهي تكشفُ مراسلات الخارجية بشأن هبوط الطائرة سي 141 في القاعدة الجوية؛ لنقل معدات للجيش، حَيثُ جرى السماح للمستقبلين اليمنيين والأمريكيين بالدخول للقاعدة الجوية، “وقبل هبوط الطائرة أُبلغنا أن المعدات خَاصَّةٌ بالسفارة”.

ويقول العميد عامر: “محتوى الطرود الأمريكية كان أجهزة عدائية؛ ولذلك رفضت السفارة الأمريكية تفتيشها، وضغطت لتمريرها بوصفها حقائبَ دبلوماسية”.

وثائقي “السيطرة” نشر كذلك وثيقةً صادرةً عن وزارة الخارجية نوفمبر 2002م، مرفقة بمذكرة صادرةٍ عن الوزارة لرئيس جهاز الأمن السياسي ومحضر لقاء الوزير الخائن أبو بكر القربي بالقائم بأعمال السفير والضابط السياسي والضابط الإداري في السفارة الأمريكية، حَيثُ تم الاتّفاقُ على السماح للحقائب الدبلوماسية المصنوعة من القُماش بوزن 50 كيلو جرامًا بالدخول للسفارة الأمريكية دون تمريرها على أجهزة التفتيش.

وكشفت الوثيقة أن السفارة كاشفت السلطةَ الخائنةَ أن سريةَ وحداثةَ التكنولوجيا المستخدَمة تحولُ دون إخضاعها لأية إجراءات في مطار صنعاء أَو غيره.

 

لقاءاتٌ لتأسيس الـ CIA:

وينتقلُ الفيلم الوثائقي “السيطرة” ليسلِّطَ الضوءَ حول جانبٍ مهمٍّ من جوانب السيطرة الاستخباراتية الأمريكية في الشأن اليمني، حَيثُ يعرض وثيقة سريةً صادرة عن سفارة اليمن بواشنطن مطلع 2002م حول لقاء في الـ CIA جمع مدير دائرة الشرق الأوسط في الوكالة، جيم هيوز، وسفير اليمن في واشنطن، عبد الوهَّـاب الحجري، وتنقل الوثيقة عن جيم هيوز بأن الـ CIA تعد خُطةً للنشاط في اليمن، وستقدم المعدات والمعلومات الاستخباراتية لاتِّخاذ الخطوات التنفيذية.

وبحسب الوثيقة فَــإنَّ التشاوُرَ حول الخطة جرى بين وزارة الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي والقيادة المركزية والتحقيقات الفيدرالية وبالتنسيق مع السفير الأمريكي ومدير محطة الـ CIA في صنعاء.

وتنقل الوثيقة عن السفير عبد الوهَّـاب الحجري أن الخائن علي عبد الله صالح، خلال لقائه بمدير الـ CIA، وجّه بتقديم كافة التسهيلات لمدير محطة الـ CIA في اليمن مباشرة.

وتعليقاً على ذلك، يقول الفريق الركن جلال الرويشان لوثائقي “السيطرة”: إن “الأمريكيين أنشأوا محطةً استخباراتيةً في اليمن بفريقٍ من المتخصصين في المجالات المختلفة”.

وفي هذا الصدد ينشر الفيلم وثيقة صادرة عن وزارة الداخلية 2002م، تنقل تفاصيلَ لقاء جمع وزير الداخلية الأسبق الخائن رشاد العليمي والسفير الأمريكي أدموند هول، حَيثُ توضح الوثيقة أن “الحقائب الدبلوماسية” تتضمن معداتٍ لا بد منها؛ لبناء غرفة عمليات تسيطر على كُـلّ النشاطات العسكرية والاستخبارية والأمنية، كما تنقل الوثيقة عن أدموند هول قوله: “بناء غرفة عمليات مشروع يحتاجُ معدات إلكترونية، ونريدُ طائراتٍ مدنيةً لتُحضِرَ معداتٍ أُخرى”.

ويشير الفيلم إلى أنه -وبعد لقاء هول العليمي- وصلت رحلاتٌ أمريكية متعاقبة بشحنات خَاصَّة بمعدات وأجهزة تابعة لمحطة الـ CIA في اليمن.

وفي هذا الصدد، يقول العميد عامر لوثائقي “السيطرة”: “أعدنا إحدى الطائرات للوِجهة القادمة منها، وأُخرى بقت في المطار، ثم تلقينا توجيهات من رئيس جهاز الأمن السياسي، بالسماح بتفريغ شحنتها”، مُشيراً إلى أن “المعدات والتقنيات والأجهزة التي جرى تفريغها نُقلت للسفارة الأمريكية، في الوقت الذي قيل لنا إنها ستنقَلُ للأمن المركزي”، موضحًا أن “السفارة الأمريكية ضمّت التشكيلات الاستخباراتية الأمريكية المختلفة، ولم تقتصر على محطة الـ CIA”.

 

 تجنيدُ يمنيين في واشنطن:

وفي هذا الموضوع، يعرض الفيلمُ الوثائقي وثيقةً صادرةً عن الخارجية مارس 2003م، موجَّهة لمكتب رئاسة الجمهورية يكشف فيها تقرير القنصل الفخري لبلادنا في ميشغن عن ازدياد حالات التجنيد بين أوساط الجالية من قبل أجهزة الأمن والدفاع الأمريكية.

وبحسب الوثيقة فَــإنَّه “يفرَضُ على العناصر المجنَّدة التنازُلُ عن جنسيتهم، ويتم إرسالُهم إلى اليمن والدول المجاورة؛ للقيام بأنشطة محدّدة، وإن التنازُلَ عن الجنسية من قبل العناصر المجندة يتيحُ لأمريكا المطالَبةَ بهم في حالة اعتقالهم؛ باعتبارهم مواطنين أمريكيين”.

ويقول الفريق الركن الرويشان لوثائقي “السيطرة” إن محطة الـ CIA نشطت في تجنيد عناصر من الشرائح المختلفة، من القيادات والمشايخ والمواطنين.

وإضافةً إلى ذلك، يعرض وثائقي “السيطرة” وثيقةً صادرةً عن مكتب رئاسة الجمهورية 2004م، تكشف عن زيارات ميدانية تقوم بها فِرَقٌ طبية عسكرية أجنبية؛ لجمع معلومات استخباراتية.

وتقول وثيقة مكتب الرئاسة: “تلقينا تقريراً من رئاسة هيئة الأركان يفيد أن الفرق الطبية العسكرية الأمريكية تقوم بعمل استخباراتي خلال أنشطتها المختلفة، وأن الفرق الطبية العسكرية الأجنبية جمعت معلومات حول الحالة الأمنية والأسلحة التي يمتلكها المواطنون والجانبِ العقائدي لهم”.

وفي وثيقة صادرة عن دائرة الاستخبارات العسكرية تحت وَسْمِ “سري جِـدًّا سبتمبر 2002م” تكشف رصدَ تحَرُّكات لعناصر أمريكية في العاصمة وبعض المدن الرئيسية دون أي إشعار مسبق، حَيثُ تم رصدُ تواجد أعداد من العناصر الأمريكية في مسارح بعض الحوادث الأمنية والانفجارات في العاصمة صنعاء.

 

أنشطةٌ أمريكيةٌ في البحر:

يعرض الفيلم الوثائقي “السيطرة” كذلك تسجيلاً للقاءِ وزير الدفاع الأسبق اللواء عبد الله عليوة بالسفير الأمريكي أدموند هول، يستفسر الأولُ فيه عن الأنشطة الأمريكية الكبيرة في البحر.

كما ينشر الفيلمُ تسجيلاتٍ حصريةً لتكريم ضباط من البحرية الأمريكية وخرِّيجين من القوات الخَاصَّة، بحضور قائد القوات الأمريكية في “القرن الإفريقي”، ماستين روبسون.

وفي هذا الشأن، يقول الفريق الرويشان: “إن السيطرة الأمريكية فرضت قلبَ معالِمِ الاستراتيجية العسكرية الواجب اتِّباعُها وطنيًّا، بإتاحة بناء قوات برية، ومنع بناء قوات بحرية”، في حين يقول مدير المعهد البحري العميد الركن عبد الواحد الميدان لوثائقي “السيطرة”: إن “ارتهان السلطة للإملاءات الأمريكية كان السببَ الرئيسيَّ وراء عدم بناء القوات البحرية”.

ويشير العميد الركن الميدان إلى أن “الاستهدافَ الأمريكي طال القدرات التسليحية والتوجّـهات الدفاعية في القوات البحرية والدفاع الساحلي، وأن الأمريكي قدّم “الدعمَ” لخفر السواحل كبديلٍ للقوات البحرية وقاعدتها المادية التدريبية والعملية المختلفة”.

العقيد الركن الميدان أوضح أَيْـضاً لوثائقي “السيطرة” أنه “وَفي ظل السيطرة الأمريكية وزَّعت السلطة كوادرَ القوات البحرية على القوات البرية، مع هالة إعلامية لخفر السواحل”.

من جانبه، يوضح مدير مكتب رئيس مصلحة خفر السواحل، العقيد محمد عجلان، لوثائقي “السيطرة” أن “شكلية الدعم الأمريكي لخفر السواحل كانت أكثرَ من الجدية والموضوعية”.

وثيقةٌ أُخرى صادرةٌ عن وزارة الخارجية، أُكتوبر 2002م، تبيِّنُ أن السفيرَ الأمريكيَّ قال: إن المشكلة في عدم بناء خفر السواحل عدمُ وجود الأشخاص المناسبين للتدريب”، وأن الوزيرَ القربي أوضح أن “معلوماتنا تفيد أن ناقلةَ النفط الفرنسية ليمبورغ لم تتعرض لأيِّ هجوم على ساحل المكلا”.

وهنا يؤكّـدُ الفريق الركن جلال الرويشان أن عدمَ السماح لليمن وغيرها من دول البحر الأحمر ببناء قوات بحرية يرتبطُ أمريكيًّا بالحفاظِ على أمن الكيان الصهيوني”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com